أيام ترحل وماضٍ يبتعد.. وتظل الذكريات قصصًا صامتة.. وأحداثًا تنطوى.. وحوادث تمضى.. إلا أنها تترك فينا أثرًا لا يزول.. ففى حياتنا ذكريات لا تُنسى مهما مر عليها الزمان. تبحث «الوفد» فى ذكريات رجال القضاء والشرطة جرائم تركت بصمات بارزة فى سجل الماضى.. وفى كل أسبوع نسرد جريمة من ذكرياتهم. المكان – مدينة سوهاج الزمان – سبتمبر 2013 م الجريمة– قتل وذبح (الضرة القاتلة) الخبير الأمنى اللواء إبراهيم صابر، مساعد وزير الداخلية السابق، يروى لنا جريمة فى ذاكرته وقعت أحداثها فى مدينة سوهاج منذ سبع سنوات، وما زالت عالقة فى ذهنه، لأنه راحت ضحيتها زوجة شابة على يد ضرتها، عندما قامت بقتلها وفصل رأسها عن جسدها، بدون ذنب اقترفته يداها البريئتان، سوى أنها كانت الزوجة الثانية، وتوافقت هذه المأساة مع المقولة الشهيرة بأن «الجريمة لا تفيد»، وتطابقت نهايتها مع قول الله عز وجل «إن ربك لبالمرصاد». ففى شهر سبتمبر عام 2013 م، عندما كنت مديراً لأمن سوهاج، تلقينا بلاغاً من عبدالمنعم محمد أحمد، المقيم بشارع الجمهورية دائرة قسم ثان سوهاج بعثوره على زوجته الثانية فاطمة ربيع، 25 سنة، مذبوحة فى الشقة، فحررنا محضراً بالواقعة وأخطرنا النيابة العامة فأمرت بتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة. قمت بتشكيل فريق بحث من إدارة البحث الجنائى والأمن العام لفحص الجيران والمترددين على منزل المجنى عليها من خلال إعادة سماع أقوال زوجها، وكانت الجريمة غامضة لأنه من خلال معاينة مسرح الجريمة لم يتبين غياب شىء من شقة المجنى عليها ما يدل على أن الجريمة لم تتم بغرض السرقة، وكادت الجريمة تقيد ضد مجهول بعد مرور أكثر من أسبوعين فى البحث المتواصل، لكن إرادة الله شاءت ألا تضيع دماء تلك السيدة هدراً وأن يتم تقديم الجانى للعدالة، فقد همس فى أذنى أحد مصادرنا السرية بأن الزوجة الأولى عزة أبوالحمد، 33 سنة، مدرسة ومقيمة بمنطقة نجع أبوشجرة كانت تحوم حول العمارة التى تقيم فيها المجنى عليها. قمنا باستئذان النيابة العامة وألقينا القبض على الزوجة الأولى وبتضييق الخناق عليها ومواجهتها بما أسفرت عنه التحريات انهارت واعترفت بأنها متزوجة منذ 14 عاماً ولم تنجب ولداً، بل أنجبت بنتاً واحدة فقط، ثم فوجئت بزوجها يخبرها بأنه تزوج من فتاة أخرى لينجب منها الولد وبعد مرور عام سمعت بأن الزوجة الثانية رزقت بولد مما أشعل نار الغيرة فى صدرها فقررت التخلص منها، ثم قامت بشراء سكين جديدة وتوجهت لشقة ضرتها وعندما دخلت الشقة دارت مشادة بينهما قامت فيها الزوجة الأولى بطرح ضرتها أرضاً وأخرجت السكين وقامت بفصل رأسها عن جسدها وتركتها غارقة فى دمائها. تم عرض المتهمة الأولى على النيابة العامة فأمرت بحبسها على ذمة التحقيقات وأحالتها محبوسة إلى محكمة جنايات سوهاج فعاقبتها بالسجن المؤبد.