تحت عنوان "بالرغم من أننا ندين إسرائيل.. فلماذا نصمت على ما يحدث في سوريا؟"، انتقدت صحيفة (جارديان) البريطانية حالة الصمت الرهيب التي تنتاب الشعوب والرأي العام في بريطانيا تجاه الأزمة في سوريا ووحشية نظامها، في الوقت الذي لاحظنا إثارة غضبهم العارم تجاه إسرائيل عند تعاملها الوحشي مع العرب. واستنكرت الصحيفة حالة الغضب والانتقاد القاسي والدائم تجاه ممارسات إسرائيل مع الفلسطينيين أو غيرهم من الشعوب العربية، في حين أن الحملة الوحشية للرئيس السوري "بشار الأسد" التي أودت بحياة أكثر من 30 ألف قتيل، لم تحظ بوجود أي احتجاجات حقيقية تعبر عن الغضب من الأسلوب الوحشي للنظام السوري. وبعد مرور عام على مقتل الزعيم الليبي السابق "معمر القذافي"، فإن فرص تجربة أخرى من التدخل العسكري الغربي على غرار ليبيا، ولكن هذه المرة في سوريا، بات أمرا بعيدا. وتابعت الصحيفة قائلة: سواء داخل بريطانيا أو خارجها، هناك صمت ظاهري، باستثناء النداءات اليائسة من العمالة السورية القليلة الوافدة وصرخة الأمس للمساعدة الإنسانية من وزير الخارجية التركي. وأضافت الصحيفة: "نحن نعرف الحقائق، ونعلم ما يقوم به الأسد منذ خروج المتظاهرين إلى الشوارع للاحتجاج ضد حكمه منذ 19 شهرا، واتباعه هو وقواته حملة وحشية تقشعر لها الأبدان بما في ذلك استخدام الطائرات المقاتلة لقصف الأحياء المدنية، وتجويع وتعذيب أطفال لا تتجاوز أعمارهم الستة أعوام، وفقا لمنظمة إنقاذ الطفولة، ومع ذلك مازلنا نلتزم الصمت. وأشارت الصحيفة إلى عدم وجود مظاهرات حاشدة أمام السفارة السورية في لندن، ونادرا ما نرى ما يعبر على المأساة السورية على الصفحة الأولى للصحف أو على نشرات التلفزيون، وحتى عند حدوث المجازر والفظائع المروعة، مثل مجزرة "داريا" التي راح ضحيتها ما يقرب من 400 شخص في شهر أغسطس، زال تأثيرها سريعا، ولا يوجد أي نداء لتشكيل لجنة طوارئ في حالات الكوارث. وانتقدت الصحيفة مؤتمر حزب العمال البريطاني، الذي تناول الكثير من الموضوعات، بدءاً من عادات الإنفاق في سن المراهقة إلى الحيوانات الأليفة، ولكنه لم يخصص جلسة واحدة فقط عن سوريا، وهذا هو حال الحزب الذي يطلق على نفسه "الأممية". الجدير بالذكر أنه قبل نحو 4 سنوات عندما شنت إسرائيل عملية قذف مكثفة واستهدفت صواريخها حماس في غزة، واسفر ذلك عن مقتل 1400 فلسطيني في مدة لا تتجاوز الشهر تقريبا، أمتلئت الصفحات الأولى بالعديد من الانتقادات، وكانت هناك مظاهرات عامة كبيرة وتعالت الأصوات المنددة والمنتقدة لإسرائيل، في حين نرى الآن حالة من الصمت غير المبرر.