رأت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن استمرار الإضراب هو الملاذ الأخير والخيار المتبقي لدى أطباء مصر، في الوقت الذي تتخاذل فيه الحكومة الجديدة عن تحقيق مطالبهم في ميزانية أكبر للرعاية الصحية، وارتفاع الأجور الضعيفة وتحسين مستويات الأمن في المستشفيات؛ التي شهدت زيادة ملحوظة في العنف في الآونة الاخيرة. وأوضحت الصحيفة أن أطباء مصر عازمون على الإستمرار في الإضراب الذي شرعوا فيه منذ قرابة ال20 يومًا، بعد تأكيدهم على تقديم خدمة ورعاية أكثر من سيئة للفقراء من المرضى الذين يضطرون في كثير من الأحيان إلى شراء الحقن من الخارج، بل تفتقر المستشفيات إلى وجود قفازات جراحية أكثر أمانًا على صحة المريض، في حين تخلو الصيدليات من الأدوية ولا يتمكن الأطباء من إنقاذ حياة معظم المرضى مما يثير غضب الأهالي وزيادة العنف تجاه الأطباء. ومن جانبه، قال "أحمد الدين" أحد الأطباء الذين كانوا يعالجون المصابين في ثورة العام الماضي :"لا توجد أي إمدادات أو قدرات طبية في المستشفيات ونضطر إلى تحويل الحالات الحرجة إلى مستشفيات الطوارئ، ولكن في نهاية المطاف يموت المرضى في الطريق إلى المستشفى." وأضاف :"الإضراب هو الملاذ الأخير لنا، فالحكومة تنفق الملايين على الشرطة وإمدادات الغاز، رغم أن صحة المصريين يجب أن تحظى بالأولوية، ويجب أن ترتفع ميزانية الدولة للرعاية الصحية من 4,5% إلى 15% حتى نتمكن من تقديم خدمة جيدة للمرضى." وأشارت الصحيفة إلى أن الرعاية الصحيفة في مصر تعكس بوضوح بلد يتحمل عبء المزيد من الإضطرابات الإقتصادية وإضراب العاملين وإنتشار الفقر والمؤسسات المهمشة والتي على ما يبدو تحسنت قليلًا بعد الإطاحة بالرئيس السابق "مبارك"، مؤكدة أن الخدمات العامة ذبلت تحت حكم مبارك والبلاد ما زالت لم تتعافى من عقود من سوء الإدارة. وتابعت الصحيفة لتقول أن الحكومة الإسلامية الجديدة فشلت في تحقيق وعودها بتحسين الأوضاع الصحية بالنسبة للطبقات الفقيرة والمتوسطة، وهو ما دعا بعض القرويين الغاضبين إلى احتجاز وزير الصحة في أحد المستشفيات المهلهلة في أغسطس الماضي، احتجاجًا على مياه الشرب الملوثة التي سببت إصابة العشرات بالمرض. ومن جانبه، كان رد الدكتور "أحمد صديق" مسؤول وزارة الصحة عن التفاوض مع الأطباء "المزيد من الأطباء ينضمون إلى فئة المعتصمين، فالأمر يبدو كما لو كان هناك تحريض ضد الحكومة.. نعلم جيدًا أن مطالبهم مشروعة، والأمر مسألة وقت فقط لأننا ورثنا وزارة فاسدة فكيف يمكننا أن نغيير الأوضاع في شهر واحد؟"