أصدرت إريكسون تقريرًا جديدًا تحت عنوان "الدليل السريع لبصمتك الكربونية الرقمية"، بمثابة دليل شامل حول الانبعاثات الكربونية الناتجة عن قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. قالت أريكسون اليوم الأربعاء، إن قياس بصمتنا الرقمية لا يحتاج إلى علوم معقدة تفسر خلفيات هذه البصمة وتحليل جميع الأطر المرتبطة بها، ولكنه يتطلب فهم عميق للتكنولوجيا والتعرف على مسار تطورها واستخداماتها المتنوعة. يستعرض التقرير الجوانب المختلفة التي تفسر التأثيرات المناخية الناجمة عن نمط حياتنا الرقمية الحالية؛ فالعديد من الدراسات المتخصصة، عند استعراض واقع وحقيقة البصمة الكربونية الرقمية، ترسم صورة مظلمة ومتشائمة، لا سيما عند التنبؤ بالمستقبل. أوضحت أريكسون أن المهتمين بهذا الشأن يتسائلون عن السبب الكامن وراء كل هذا التشاؤم، لكن قياس البصمة الكربونية لا يحتاج لنظريات معقدة، وإنما يتطلب فهمًا عميقًا للتكنولوجيا والقطاع. أشارت إلى أنه يتم تعميم العديد من النظريات القديمة التي تؤدي إلى تعقيد الموضوع، وبالتالي خلق تحديات تعرقل قدرة المستخدمين العاديين عن فهم الواقع القائم والتفاعل معه على النحو الأمثل. يهدف الدليل السريع لبصمتك الكربونية الرقمية، إلى إزالة الغموض المحيط بموضوع البصمة الكربونية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، عبر قياس مدى استخدام الأجهزة المتنوعة للكهرباء. تتضمن الدراسة انبعاثات الغازات الدفيئة المرتبطة بالطاقة والمواد المستخدمة طوال دورة حياة المنتج.، ويعد تقييم دورة الحياة للجهاز، أمر في غاية الأهمية لتركيزه على الأخذ بعين الاعتبار، الآثار البيئية للمنتجات أو الخدمات منذ تصنيعها وحتى تعطلها أو انتهاء مدتها، على سبيل المثال رحلة المنتج بدءًا من استخراج مواده الأولية من المنجم وحتى التخلص منه. كما عرضت أريكسون النقاط الأبرز في التقرير على تدويناتها الإخبارية الصوتية بصمات الكربون الرقمية يعد التأثير المناخي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات شديد التعقيد، ويتضمن ثلاثة مستويات من التأثير، ويشمل انبعاثات الكربون المباشرة المرتبطة بتصنيع منتجات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخدامها والتخلص منها مثل البصمة الكربونية، وتأثيرات الانبعاثات السلبية أو الإيجابية غير المباشرة الناتجة عن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتأثير في السلوكيات والتفضيلات. عند قراءة عناوين الصحف، على سبيل المثال، حول تأثير خدمات البث الإذاعي، أو تلك التي تقارن البصمة البيئية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات مع القطاعات الأخرى، فإنها عادة ما تركز على انبعاثات الكربون المباشرة أو ما نشير إليه ببصمة الكربون الرقمية، رغم أن الآثار الأخرى الناجمة عن استخدام التكنولوجيا غالباً ما يكون لها تأثير يفوق التلوث البيئي بكثير. مثال أغنية "Despacito" في ربيع عام 2018، أعلنت العديد من وسائل الإعلام أن أغنية "Despacito" التي لاقت شعبية فائقة، قد تم تحميلها حول 5 مليارات مرة، وقد احتاج الأمر استخدام كمية من الكهرباء تعادل الكمية التي يتم استهلاكها في بلدان تشاد وغينيا بيساو والصومال وسيراليون وجمهورية إفريقيا الوسطى معا في سنة واحدة. وقد تمت دراسة هذا المثال عن كثب في أحدث تقرير لمختبر المستهلكين والقطاع من إريكسون، واكتشف الخبراء أن تحميل هذه الأغنية ل5 مليارات مرة على الهواتف الذكية يتطلب حوالي 0.005 تيراواط ساعة، بما في ذلك حصتها من الشبكات ومراكز البيانات. يتطلب تنزيل أغنية واحدة في العادة حوالي 0.001 كيلو واط ساعة، في المقابل، بلغ استهلاك الكهرباء في البلدان المذكورة أعلاه حوالي 1 تيراواط ساعة عام 2017 (1 تيراواط ساعة = مليار كيلو واط ساعة). قالت بيرنيلا بيرجمارك، باحث رئيسي في إريكسون وأحد مؤلفي التقرير، في تعليقها على النتائج: "رغم أن التقرير قد يظهر للمستخدمين بأن بصمتهم الرقمية تقل عن النسبة التي يتوقعونها، إلا أن هذا لا يمكن اعتماده كحجة للتقاعس عن حماية البيئة واستدامتها". أضافت أن إريكسون قوة دافعة في إظهار دور التكنولوجيا الرقمية في خفض انبعاثات الكربون إلى النصف بحلول عام 2030، وتعد شركة رائدة عالميًا في مجال وضع أهداف علمية للحد من الاحتباس الحراري، بعد ارتفاع درجة حرارة الأرض بحوالي 1.5 درجة مئوية في مرحلة ما بعد الثورة الصناعية. ومن العناصر الرئيسية التي جاءت في التقرير أن البصمة الرقمية لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لا تزال تشكل 1.4 ٪ من الانبعاثات العالمية رغم نمو حركة البيانات، ويمكن للكهرباء المتجددة تقليل 80 ٪ من هذه البصمة. كما أن انبعاثات الوقود للشخص الواحد في رحلة جوية فوق المحيط الأطلسي تعادل ما يساوي استخدام هاتف ذكي واحد لمدة 50 عاما، وتمثل البصمة الرقمية للأفراد نسبة ضئيلة من بصمتهم البيئية المتكاملة. وسلط التقرير الضوء على مقارنة النشاطات الرقمية بالأنشطة الأخرى للخدمات المختلفة، كما أن ايجابيات الحلول الرقمية المستخدمة تفوق آثارها السلبية، إضافة إلى توفير إمكانات وقدرات فائقة إذا ما استخدمت بشكل جيد.