أكد المشاركون في التجمع الإعلامي العربي أن مواقع التواصل الاجتماعي أثرت سلبًا على مهنية المنصات الإعلامية العربية والتزامها مواثيق الشرف الصحفية والإعلامية، مثلما رأت عليها التدخلات السياسية والأمنية في بعض البلدان. جاء ذلك في فعاليات اليوم الثاني للتجمع الإعلامي العربي لورشة عمل بعنوان "مستقبل الأخوة الإنسانية ومستقبل الإعلام العربي" التي نظمها مجلس حكماء المسلمين بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، وشارك فيها الكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، الدكتور عبدالمنعم سعيد وشريف عامر ونوفر رمول، خالد البرماوي، عثمان مرغني، ودانة الصياغ. انتقد الكاتب ياسر رزق ما تقوم به إحدى القنوات الفضائية التابعة لقطر من انتهاكات جسيمة لمواثيق الشرف الصحفي والإعلامي بسبب الأكاذيب التي تبثها. وقال الكاتب والمفكر السياسي الدكتور عبدالمنعم سعيد إنه لتفعيل ما تنص عليه وثيقة الأخوة الإنسانية، علينا أن نعي أن القضية التي تمس كل الناس هي وظيفة الإعلام، وأن الإنسانية كلها شأن عام. من ناحية أخرى، شهدت فعاليات التجمع ورشة عمل ثانية بعنوان "آفاق تطبيق ميثاق إنساني للصحافة العربية..المعايير - الدليل - الميثاق" بحضور نخبة من القيادات الإعلامية العربية. في البداية، قال الكاتب الصحفي أحمد المسلماني إنه يجب التوافق على حد أدنى من القيم الإنسانية لأن طبيعة البشر تقضى عدم الاتفاق أو الالتزام حول آليات مجمعة للوثائق الإنسانية، وأنه من الصعب أن نلزم كافة وسائل الإعلام بالميثاق الإنساني أو الإعلامي، ولفت إلى أن العائد المالي يمثل ضغطا حقيقيا على العاملين في مجال الإعلام والذي يفرض خيارات صعبة على الإعلاميين ووضعهم أمام تحد ذاتي وهو "الخسارة المادية مقابل الرسالة الإعلامية" . وأضاف المسلماني أن هناك حالة من "التنطع" لدى بعض الوسائل الإعلامية عند التعرض لتغطية أحداث متشابهة في بلدان مختلفة نظرا لاختلاف المصالح السياسية في هذه البلدان، وأن المهنية لا تعفي من المسئولية السياسية. من جانبه، قال الإعلامي الدكتور محمد سعيد محفوظ، إن الكيانات الصحفية كافة في البلدان العربية أصدرت مواثيق منظمة للعمل، لكن المواثيق لم تتضمن نصا واضحا عن العقوبات المخصصة التي تطبق على المخالفين، مشيرًا إلى أن التنشئة الخاصة بالإعلامي هي عامل أساسي في عملية مراعاة والتزام بالميثاق الإعلامي والإنساني. بدوره، طالب الإعلامي الدكتور سلام مسافر، عدم إهانة الصحفيين أو تعرضهم للخطر، مشيرًا إلى أن العراق وحدها شهدت الاعتداء على 423 صحفيًا منذ بداية الاحتلال الأمريكي للبلاد، وأوضح أن العراق تشهد اعتداءات يومية على الصحفيين ورجال الإعلام بشكل عام، قائلًا "علينا أن نوقف المجاز التي تمارس ضد الصحفيين بشكل يومي في العراق وسوريا" . من جانبها، قالت نائلة فاروق، مدير التلفزيون المصري، إن بعض وسائل الإعلام تفرض على العاملين فيها الالتزام بالسياسة الخاصة بالجريدة، والتي قد لا تتوافق مع وثائق الشرف الإعلامي في بعض الأحيان، مؤكدًا أنه على الصحفي أن يدرك أنه محمل برسالة وعليه واجب مهم تجاه الجمهور والرأي العام. من جانبه، أوضح المفكر والدكتور عمرو الشبكي، أن النقابات الصحفية الموجودة في بعض البلدان العربية لها مواثيق مهنية تعمل وفقها، لكن تلك المواثيق لم تحدد القيم الإنسانية التي يجب على الإعلامي أن يلتزم بها.