رئيس الوزراء يعقد لقاءً مُوسعًا مع المستثمرين وأصحاب الشركات الناشئة    أسعار سيارات شانجان 2024 في مصر.. الأسعار والمواصفات والمزايا (التفاصيل كاملة)    برلماني: موقف مصر من القضية الفلسطينية تاريخي وراسخ    الشناوي على الدكة| تعرف على بدلاء الأهلي لمواجهة الترجي بنهائي دوري الأبطال    لفتة طيبة في مدرجات الأهلي قبل مباراة الترجي التونسي بدوري أبطال إفريقيا    صدمة جديدة ل تشواميني بسبب إصابته مع ريال مدريد    السجن المشدد 15 عاماً لمتهمة بالانضمام لخلية المنيا الإرهابية    فى حب « الزعيم»    نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية يتفقد مشروعات العلمين الجديدة    إطلاق أول صندوق للطوارئ للمصريين بالخارج قريبًا    «إسرائيل.. وقرارات القمة» (1)    متحدث فتح: نتنياهو لا يريد حلاً.. وكل من يقف جانب الاحتلال سيلوث يده    دخول قانون التجنيد "المثير للجدل" حيز التنفيذ في أوكرانيا    منها تعديل الزي.. إجراءات وزارة الصحة لتحسين الصورة الذهنية عن التمريض    خطة اغتيال عادل إمام.. المُكلف بالتنفيذ يروي الكواليس    تفاصيل اجتماع وزير التعليم ومحافظ بورسعيد مع مديرى الإدارات التعليمية    الزمالك يختتم تدريباته استعداداً لمواجهة نهضة بركان في إياب نهائي الكونفدرالية    رسميا.. نافاس يبقى في إشبيلية "مدى الحياة"    نموذج إجابة امتحان اللغة العربية للصف الثالث الإعدادي محافظة الجيزة    حادثه خطيرة.. تامر حسني يطالب جمهوره بالدعاء ل جلال الزكي    من بينهم أجنبى.. التحقيقات مع تشكيل عصابى بحلوان: أوهموا ضحايهم بتغير العملة بثمن أقل    السكك الحديد تعلن تشغيل قطارات إضافية بمناسبة عيد الأضحى المبارك    خطوات مطلوبة لدعم المستثمرين والقطاع الخاص    6 عروض مجانية بإقليم القناة وسيناء الثقافي    فصائل فلسطينية تعلن استدراج قوة للاحتلال.. وقتل 5 جنود وإصابة آخرين    يوم عرفة.. ماهو دعاء النبي في هذا اليوم؟    أعراض الذبحة الصدرية عند الرجال والنساء، وما هي طرق علاجها؟    «الأوقاف» تفتتح 10 مساجد بعد تجديدها الجمعة المقبلة    19 صورة لاكتشاف نهر بجوار الهرم الأكبر.. كيف بنى المصريون القدماء حضارتهم    «الصحة» توجه نصائح هامة لمرضى الجيوب الأنفية للحماية من التقلبات الجوية    كوكا يقود تشكيل ألانيا أمام سامسون سبور في الدوري التركي    عاجل.. تقارير سعودية تكشف كواليس انتقال أحمد حجازي إلى الأهلي    بالخطوات.. طريقة الحصول على نتيجة الشهادة الابتدائية 2024    «لابيد» يأمل أن يغادر «جانتس» الحكومة الإسرائيلية.. والأخير يلقي كلمة مساء اليوم    برج الثور.. حظك اليوم السبت 18 مايو: عبر عن أفكارك    تاني تاني.. تغيير جلد ل غادة عبد الرازق وأحمد آدم    حصاد تريزيجيه مع طرابزون قبل مواجهة إسطنبول باشاك شهير فى الدوري التركي    وزير التعليم: لدينا 46 ألفًا و994 طفلًا من ذوي الهمم.. و159 ألفًا و825 بمدارس الدمج    مذكرة قواعد اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي 2024.. لا يخرج عنها الامتحان    العلاج على نفقة الدولة.. صحة دمياط تقدم الدعم الطبي ل 1797 مواطن    معلومات عن متحور كورونا الجديد FLiRT .. انتشر أواخر الربيع فما أعراضه؟    حبس المتهم بسرقة مبالغ مالية من داخل مسكن في الشيخ زايد    حزب الله يعلن استهداف تجمعا لجنود الاحتلال بثكنة راميم    حكم شراء صك الأضحية بالتقسيط.. علي جمعة يوضح    هل مواقيت الحج والعمرة ثابتة بالنص أم بالاجتهاد؟ فتوى البحوث الإسلامية تجيب    مصر تنافس على لقب بطولة CIB العالم للإسكواش ب3 لاعبين في المباراة النهائية    محافظة القاهرة تنظم رحلة ل120 من ذوي القدرات الخاصة والطلبة المتفوقين لزيارة المناطق السياحية    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة يحتل المرتبة الثالثة في شباك التذاكر    8 تعليمات مهمة من «النقل» لقائدي القطارات على خطوط السكة الحديد    جامعة مصر للمعلوماتية.. ريادة في تطوير التعليم الفني    «الصحة»: وضع خطط عادلة لتوزيع المُكلفين الجدد من الهيئات التمريضية    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    محافظ المنيا: استقبال القمح مستمر.. وتوريد 238 ألف طن ل"التموين"    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    "الإسكان": غدا.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن بالعبور    ما حكم الرقية بالقرآن الكريم؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل: ينبغي الحذر من الدجالين    الفصائل الفلسطينية تعلن قتل 15 جنديا إسرائيليا فى حى التنور برفح جنوبى غزة    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستشفيات المنيا بيزنس وتجارة بالأرواح
كرامة المريض.. فى الإنعاش (3)

فارسكور المركزى يعانى الإهمال.. والأهالى يصرخون «أغيثونا»
منفلوط المركزى.. خدمات صحية مع إيقاف التنفيذ
حينما نتحدث عن الصحة فلابد أن يتم وضع تقنيين محدد لحالة الطب والطبيب، فالأطباء هم العمود الفقرى للعلاج والذين يديرون عملية العلاج والمستشفيات والعيادات والمرضى، وإذا نظرنا إلى حال الطب فى مصر، من منظور المستشفيات والنظام الطبى، يمكننا أن نرى عيوبا كثيرة فى النظام والعلاج والمستشفيات.
وغياب العلاقة بين الطب كمهنة إنسانية والمريض بصفته إنسانا، فكان الطب لفترة طويلة فى مصر يرتبط بالحكمة، والطبيب لم يكن فقط يمارس العلاج، لكنه كان يتصل بمرضاه ويطلع على مشكلاتهم الاجتماعية، ويحارب الجهل مع المرض، لهذا كان الأطباء فى مصر دائما نجوما يعرفهم الناس، أكثر من أى شخص آخر، وكان يلقب قديما ب«الحكيم».
ولكن ما يحدث الآن فى محافظة المنيا وهم كبير سمى كذبا بالعلاج المجانى بالمستشفيات العامة بالمحافظة، وبعد أن كان هذا الوهم يبدأ من الإهمال وينتهى عند اختفاء العلاج بالمستشفيات، امتد الآن إلى عدم وجود الطبيب المختص، ونقص الإمكانيات والأخطاء الطبية، نهاية بترك الطبيب لعمله والتفرغ لعيادته الخاصة، والتى تدر عليه أموالا طائلة، حتى أصبحت مهنة استثمارية، كل ذلك على حساب المريض المطحون من شدة الألم والمرض.
فى البداية تروى إيمان حكيم معاناتها مع اطباء المنيا ل«الوفد»، والتى كادت تودى بحياة مريضة هى فتاة فى مقتبل العمر، من إحدى قرى محافظة عروس الصعيد المنيا، والتى بدأت معاناتها مع المرض منذ عام تقريبا، حين أصيبت بمغص كلوى، وقد تبين بالكشف وجود حصوة بالكلية اليمنى، اتجهت إلى مدينة المنيا، وعرضت نفسها على أكثر من 5 أطباء مسالك، بل «صنايعية» فهم يستحقون تلك التسمية.
وبعد معاناة وتعب امتد شهورًا كان القرار أنه لابد من إجراء عملية، اختلفت الآراء، ما بين جراحة ومنظار جراحى وتفتيت، وقد كان الغالب هو إجراء منظار جراحى، وبالفعل قمت بعمل الإجراءات، واتخذت القرار بأن أدخل العمليات بمستشفى المنيا الجامعى، وهناك كانت المفاجآت، بدءًا من رئيس القسم حتى أصغر موظف هناك، المهم أثناء قيامى بالإجراءات، وجدتهم يقولون لى: «مش هينفع تتعمل فى هذا التوقيت».
وكان ردى على الاطباء، ممكن أعملها اقتصادي؟ لا، جامعة المنيا مفيش فيها اقتصادى، ماشى، وانتظرت دورى فى العلاج على نفقة الدولة، أكثر من 45 يومًا، رغم أن الطبيعى أن يصدر قرار العلاج خلال 15 يومًا، وتم التواصل مع الجهات المسئولة لمعرفة سبب التأخير، واكتشفت أن «البيه الموظف نسى يرسل الأوراق».
فقد نسى، وحين تذكر أرسله، قلت لنفسي: اصبرى وتحملى، لا يزال لدى وقت، حتى عرفت أن اسمى على قوائم الانتظار، مع ذلك لم يكلف أى موظف نفسه ويكلمنى ليخبرنى، قلت: لا مشكلة، حتى عرفت موعد دخولى «برده بالفهلوة، ودون أن يكلمنى أى موظف، جهزت حالى وذهبت إلى المستشفى على أساس أنه سيتم تحضيرى لدخول عمليات.
والحقيقة أننى كنت أتعجب أنه لم يكلمنى أحد، ولا طلب منى تحاليل ما قبل دخول العمليات، والتى يجريها أى مريض، وانتظرت ما لا يقل عن أربع ساعات، حتى عرفت «البيه الدكتور رئيس قسم المسالك»، الحقيقة، أنا لم أكن أعرفه شكلا، لكن عرفت اسمه، «إيهاب رفعت»، وعرفت أننى على قائمته، فهو الذى سيجرى لى العملية الجراحية.
وقبل الموعد بيومين أرسلت له على «الواتس» الخاص به، «شكرًا يا دكتور، أنا سعيدة أننى فى قائمتك»، «اللى هو أنا محظوظة بقى، ده رئيس القسم هو اللى هيجرى لى العملية الجراحية، لم يعرنى أى انتباه، قلت: الرجل رئيس قسم، ومشغول، أعانه الله، حتى وصلت المستشفى بعد انتظارى أكثر من 4 ساعات، دخلت المكتب بأمر منه، ورحب بى قائلا انتى عارفة مخاطر العملية، لا والله، أعرف أنها عملية جراحية عادية، ناس كتير عملتها، لا بقى، انتى بالذات ممكن يحصلك مخاطر ومضاعفات.
ليه يا دكتور، اشمعنى؟ هو كده، المنظار ده ممكن يدخل يخرم أى حاجة، بعدين انتى تطلعينا فضائيات، مش هتقولى قضاء وقدر، الحقيقة فهمت كلامه جدًا، وأنه يلمح ليجرى لى العملية فى عيادته الخاصة، لكنى قلت لنفسي: الرجل لا يقصد الفلوس، الرجل خايف عليا.
وسألت الطبيب، ايه يا دكتور المضاعفات، شوفى، ممكن يخرم الكلى، تنزف، أشيلها، ممكن يخرم الطحال، وأشيله، الحقيقة أول ما قال طحال قلت له: معلش هو مين اللى هيقف على المنظار؟ دكتور ولا صبى فى ورشة؟ بصرف النظر عن أن الطحال أصلا فى الشمال، وأنا عمليتى فى اليمين، قلت له: طيب إيه المطلوب؟
رد الطبيب قائلا، وحياة شرفى عايز أخدمك، تمام، فكرى واحنا معاكى، هل تتخيلون أننى أفكر مرة أخرى فى العودة إلى هذا الطبيب، بعد محل الجزارة الذى فتحه فى بطني؟! طيب ليه معملتيش العملية فى القاهرة؟ مش فاهمة حضرتك، هو أنا جاية آخد رأيك؟ المهم دلوقتى، إيه الحل؟ أنا كليتى حصل لها ارتجاع بسبب التأخير، والمماطلة غير المفهومة من قبلكم، اعمل ايه؟ ايه الحل؟
رد نائبه: مش مهم تعملى العملية الجراحية الآن، لما تحصل ليكى مضاعفات، وقتها نقدر نعمل تدخل سريع، وعندما اعترضت قال رئيس القسم: شوفى، عندى منظار بدون جراحة ممتاز، قلت: جميل، دا موجود هنا يا دكتور؟ قال: لا، هو فى عيادتى، وهنا كان لابد أن أضحك، فقد ظهرت نيتهم الخبيثة، قلت: أيوه بقى، طيب ما تقولوا كدا من بدرى، التكلفة كام بقى؟-لا، فكرى الأول، ونشوف الحوار.
خرجت من مكتبه وأنا اجر جسدى المنهك من شدة الآلم، والدنيا فى عيونى أصبحت سوداء، أصبح الطب تجارة وبيزنس، ثم راسلت الطبيب على «الواتس»: يا دكتور، أنا إيمان، كنت معاك وكنت عايزة أعرف تكاليف المنظار اللى قلت عليه، - لا، شرفينى فى العيادة ونتكلم، بالفعل، ذهبت إليه فى العيادة،
ودفعت الكشف «200 جنيه»، وبعد أن حكى معى لمدة ساعة تقريبًا، سألته عن التكلفة، فقال: انتى بتشتغلى من امتى؟ وكأنه يريد أن يحسب المدة التى عملت فيها وما حققته خلالها من أرباح.
سألته: إيه الفكرة؟ عادى من 2013، كويس، يعنى عملتيهم، أكيد مش أكتر منك يعنى يا دكتور، أنا دايما بأسمع عنك إنك ما شاء الله، مافيا، المهم كم التكلفة؟ علشانك إنتى 20 ألف جنيه.. يا دكتور.. إزاى 20 ألف، أنا مسئولة عن نفسى، أكيد مش هعرف أدفع 20 قرشا مش 20 ألف، وحياة شرفى عايز أخدمك، الحقيقى الكلمة دى كانت بتضحكنى، المهم قال لي: طيب 15 ألف.
يعنى المخاطر والمضاعفات مش هتحصل فى العيادة؟ الكلى والطحال هيفضلوا مكانهم لكونى هعملها فى العيادة ؟ المهم، اتخذت القرار أن أذهب إلى المستشفى، وآخذ أوراقى، ثم أبحث عن طريق آخر، الجميع رشحوا لى القصر بأسيوط، ولم أعترض، قلت: موافقة، أذهب إلى المستشفى، وأحضر أورقى والأشعة الخاصة بى، ثم أذهب من هذا المكان الذى لا مهنية فيه، ولا ضمير، ولا حتى طب، حتى أوراقى عندما ذهبت لأطلبها أضاعوها وماطلونى وفى النهاية لم أستطع أن أحصل عليها، ولا أدرى حتى بعد أن شكوتهم لا أدرى إذا كان هناك إجراء قانونى اتخذ ضدهم أم لا!
تركت الأوراق، وتواصلت قبل السفر إلى أسيوط مع نقيب أطباء أسيوط، الدكتور ضياء الدين حميد، وهو فى الحقيقة شخصية محترمة، لم يطلب منى أن أذهب إلى عيادته الخاصة، بالعكس قال لي: ابعتى لى أوراقك والأشعة الخاصة بك على «واتس آب»، طيب آجى لحضرتك يا دكتور، بلاش تتعبى نفسك، ابعتى لى ورقك بس، أنا قلقانة؛ لأنى سمعت كلام يرعب من رئيس القسم عندنا فى المنيا، يعنى كلام مؤكد، ده رئيس قسم مش مثلا طبيب صغير، خلينا فى اللى جاى، اللى فات فات، بإذن الله تعمليها وتقومى بالسلامة.
بالفعل كلام الدكتور أراحنى، وسافرت إلى أسيوط للقصر، تم الكشف على من البداية، وأنهيت أوراقى مرة أخرى، وأجريت الأشعة والتحاليل اللازمة، وأخذت دورى، وبالفعل دخلت القصر، وأجريت العملية، والحمد لله خرجت منها دون أن أفقد كلية ولا طحال ولا حتى مجرد سن، والمعاملة الطيبة والنظافة، والجميع غاية فى الرقى، والأطباء محترمون، والتمريض، ربنا يبارك فيهم.
عرضت عليهما أكثر من مرة مبلغًا ماديًا كتقدير، رفضوا، فقد تعودت فى المنيا على أن المعاملة الطيبة بالفلوس، أما فى أسيوط، فقد تعاملت معاملة لم يعاملنى مثلها أهل مدينتى.
فى النهاية أتوجه للدكتور مصطفى عبدالنبى، رئيس جامعة المنيا، بإجراء تحقيق فى الواقعة رحمة بالمرضى الغلابة، وان ينتشلهم من بين أنياب اطباء مستشفى المنيا الجامعى، والذى أصبح يتخذ الطب بيزنس وتجارة، وننتظر أن يكون هناك إجراء رادع وشاف للمرضى من رئيس جامعة المنيا.
ورصدت "الوفد" معاناة المرضى فى مستشفى بنى سويف العام بعد أن كان قبلة المرضى على مستوى محافظة بنى سويف والمحافظات المجاورة أصبح مستشفى اقرب إلى المستشفيات الخاصة إضافة إلى التعامل غير الآدمى مع المرضى أو المترددين.
ورغم أن مستشفى بنى سويف العام تحول إلى مبان فخمة وتفوق على مستشفيات البيزنس إلا أن واقعتى الطفل الرضيع الذى دفع ثمن الإهمال بفقدان أحد اصابع قدمه وهو فى حضانة المستشفى وحالة السيدة صفاء التى حصلت على قرار بالعلاج على نفقة الدولة وتعانى مرضيا والمستشفى يرفض إجراء العملية الجراحية بحجة تعطل الجهاز وتكررت محاولاتها أكثر من مرة ولكن... الجهاز دائما عطلان ومش عارف تروح لمين ولعل البلاغ الذى تقدم به عامل فى مقهى إلى النيابة ضد المستشفى العام يكشف مدى الاستهتار والاستهانة بحياة المرضى.
فقد باشرت نيابة بندر بنى سويف تحت إشراف المستشار طارق جلال المحامى العام الأول لنيابات بنى سويف التحقيق فى محضر الشرطة رقم 475 إدارى قسم شرطة بنى سويف المقدم من إسلام مجدى صابر 23 سنة عامل مقيم مساكن حوض الدلالة مدينة بنى سويف ضد مستشفى بنى سويف التخصصى «العام» سابقا، بالإهمال فى علاج نجله «فهد» الذى تم احتجازه داخل الحضانة بالمستشفى وأصيب بغرغرينة باحد اصابع قدمى الطفل نتيجة إغلاق باب الحضانة عليه من قبل إحدى الممرضات التى تعمل بها، متهما إدارة المستشفى بالإهمال الطبى فى علاج نجله وفقدانه أحد أصابع قدميه.
وقال إسلام مجدى ل«الوفد»: "إن نجلى فهد اتولد يوم 11 يناير الجارى فى أحد المستشفيات الخاصة وكانت حالته الصحية جيدة جدا ولكن ظهر تغير فى شفايف الطفل بلون ازرق فتم عرضه على طبيب خاص خارجى فقال لازم يوضع فى حضانة بها اكسجين وبالفعل ذهبنا به إلى الحضانة بمستشفى بنى سويف التخصصى «العام» فتم احتجازه بها، وفى اليوم الثانى تم عمل الاشعات له والتحاليل على نفقتى الخاصة وكانت حالته الصحية جيدة جدا، وفى اليوم الثالث ذهبت والدته لارضاعه، فلاحظت قطعا فى إحدى اصابع قدمه وبها زرقان وتجمعات دموية فسألت التمريض فنفى الواقعة وعلمنا من خلال العاملين
والاطباء بالمستشفى أن باب الحضانة اغلق على أصبعه لفترة طويلة ادى إلى تجمع الدم فى قدمة وقطع «جرح» كبير فى الصباع المصاب ونتج عنه غرغرينة فى القدم الوضع الذى ادى إلى فقدان إحدى أصابع قدمه، مؤكدا: ذهبت إلى مدير المستشفى لتقديم شكوى له عما حدث لنجلى بسبب الإهمال الطبى، فقال لى بالحرف الواحد اعمل اللى انت عاوزه نعملك اية انت وابنك مش تحمد ربنا أننا حجزناه عندنا فى المستشفى واننا شايلينك أنت وابنك.
فقال ذهبت إلى نقطة المستشفى لتحرير محضر بالواقعة ضد المستشفى فرفض امين الشرطة بالنقطة تحرير المحضر وقالى مش هعمل محاضر عدى علينا بكرة، فقمت بتحرير محضر عن طريق شرطة النجدة فى قسم شرطة بندر بنى سويف وذهبت إلى القسم وتم اخذ اقوالى فى المحضر وعرضت على نيابة بندر بنى سويف وتم اخذ اقوالى فى المحضر، وانتقل فريق من النيابة إلى المستشفى وتم التحفظ على ملف الطفل بالحضانة بالمستشفى.
وقال إن المستشفى يفرض علىّ يوميا شراء دستة حفاضات أطفال وعلبة لبن ثمنهما 150 جنيها واليوم اللى مبجبش فيه حفاضات ولبن يرفضون دخول أمه الحضانة لكى ترضعه.
وأنا رجل فقير أعمل باليومة فى أحد مقاهى المحافظة ومش عاوز غير حق نجلى فقط الذى سوف يعيش بعاهة فى قدمه طوال حياته بسبب الإهمال الطبى.
من جانبه، اكد الدكتور مصطفى هارون نقيب اطباء بنى سويف، أن الواقعة قيد التحقيق فى النيابة، ولم يصل اى شكوى من اهلية الطفل إلى النقابة التى تثق كل الثقة فى قضاء مصر، مؤكدا أنه فى حالة إدانة المستشفى تقوم النقابة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد الطبيب المعالج للطفل والعقوبة تبدأ من اللوم وتصل إلى الشطب من جداول نقابة الأطباء.. ولكن ننتظر الان الانتهاء من تحقيقات النيابة العامة وما ستسفر عنه.
وتسود حالة من الغضب والاستياء بين المواطنين بمركز منفلوط بمحافظة أسيوط؛ بسبب تدنى الخدمات الصحية والطبية فى القطاع الصحى عامة، خاصة مستشفى منفلوط المركزى الذى تعلق بين اطلال القديم وتحديث الجديد، حيث فشلت كافة الجهود المبذولة من أعضاء مجلس النواب والمحافظين المتوالين على حقيبة المحافظة فى إنهاء تلك المشكلات التى تحول بين المواطن والمريض المنفلوطى وحصوله على خدمة طبية ملائمة خاصة مع نقص الأطباء والأدوية وتزايد الضغوط على مستشفى الصحة الإنجابية بمنفلوط يوماً بعد يوم والذى أصبح مركزاً رئيسياً ووحيداً لتقديم الإسعافات الأولية والخدمات الطبية بعد أن كان بديلاً مؤقتاً عن المستشفى المركزى الرئيسى الذى تم هدمه منذ عدة سنوات على أمل إعادة بنائه مرة أخرى ليواكب التحديث.
يقول الدكتور محمد، طبيب منفلوط: إن مستشفى منفلوط المركزى كان مقاما بشكل معمارى مميز وقوى على مساحة تصل إلى 16 ألف متر مربع منذ عام 1949 من أيام الإنجليز وكان مكونا من 5 طوابق تضم العديد من التخصصات منها «عيادات خارجية، مستوصف للصدر، غرف عمليات، وجراحة، وأسنان، وتنظيم الأسرة، ومعامل، ونساء وتوليد، والأطفال، وبنك دم، وأقسام للأشعة التشخيصية، والعلاج الطبيعى، وصيدلية، ومكاتب إدارية تابعة للمستشفى والإدارة الصحية»، فضلاً عن أقسام للسيدات وحضانات للمبتسرين، بالإضافة إلى مدرسة للتمريض بنظام 5 سنوات، مضيفاً أن المستشفى كان يقدم خدمات طبية جيدة، نظراً لمساحته الكبيرة والأقسام المتعددة به وبطاقة استيعابية تصل إلى 162 سريرا إلا أنه كان يحتاج إلى بعض التطوير والإحلال ولكن جاء قرار بهدمه نهائياً ليتم بناء مستشفى جديد على الطراز الحديث حسبما قيل وقتها إلا أن السنوات تمر واحدة تلو الأخرى ولم يتم الانتهاء منه حتى الآن! لافتاً إلى أن مستشفى الصحة الإنجابية صغير والبنية التحتية والفوقية به بدأت تتهالك بسبب الضغط عليه دون أن يكون مؤهلا لذلك، فضلاً عن كون عدد الأسرة وغرف الإقامة غير كاف، بالإضافة إلى نقص الأدوية والسرنجات بالاستقبال وبعض كشافات الإنارة معطلة بغرفة العمليات وغيرها الذى يحتاج إلى صيانة وتغيير.
ويضيف جمال سمارة، حلاق: إن الخدمات الطبية بمستشفى الصحة الإنجابية الذى أصبح بديلاً عن مستشفى منفلوط المركزى غير ملائمة تماماً، بسبب الضغط الشديد عليه وإنه غير مؤهل لتقديم الرعاية الصحية والإسعافات الأولية للمصابين ويتم تحويل معظم الحالات إلى مستشفى أسيوط الجامعى، موضحاً أنه لم يتم الانتهاء من إعادة بناء المستشفى القديم بعد هدمه وتوقف البناء فيه تماماً وتقدمنا بالعديد من الشكاوى إلى المسئولين إلا أنه لا حياة لمن تنادى، فأصبحنا بعد هدم المستشفى القديم «لا طايلين سما ولا أرض» على حد قوله.
واستنكر عمرو خضراوى أحد مواطنى مدينة منفلوط توقف الأعمال الإنشائية لمستشفى منفلوط المركزى منذ سنوات، موضحا أن الأماكن البديلة التى تم تحديدها لتقديم الخدمات غير مؤهلة للعمل، فضلا عن عدم وجود الأطباء بالمستشفى البديل «مستشفى صحة المرأة»، بالإضافة إلى قطع بعض المرضى عشرات الكيلو مترات لإجراء الغسيل الكلوى بقرية الحواتكة بعد هدم المستشفى القديم، فضلاً عن عدم توافر الأدوية والإسعافات الأولية بها وعدد الأسرة غير كاف، مطالبا بإيجاد حلول وعودة الأعمال الإنشائية للمستشفى الجديد.
وقال اللواء عصام سعد محافظ أسيوط خلال تصريحات صحفية إن الحكومة تولى اهتماما خاصا بالقطاع الصحى تنفيذا لرؤية مصر 2030 وتحقيق التنمية المستدامة وهو ما يظهر جلياً فى خطة التطوير والإحلال والتجديد بالمستشفيات ورفع كفاءتها والعمل على وصولها للمعايير والمواصفات اللازمة، موضحاً أن نسبة الأعمال الانشائية بلغت 45% من المستشفى الجديد الذى سيكون مستشفى نموذجيا يقدم خدمة صحية متكاملة ذات جودة عالية متضمنة طوارئ السموم والحروق، بالإضافة إلى دور المستشفى التقليدى فى تقديم خدمات الرعاية الصحية لكونه مدرج ضمن المشروع القومى لرفع كفاءة المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، حيث تم رصد 180 مليون جنيه لذلك، لافتاً إلى أنه عند هدم مستشفى منفلوط المركزى القديم تم نقل الخدمات الصحية الموجودة به إلى مستشفى الصحة الإنجابية وهو قريب من موقع المستشفى القديم، كما تم نقل اقسام الباطنة بأنواعها إلى مستشفى حميات منفلوط ونقل مرضى الغسيل الكلوى إلى مستشفى الحواتكة.
ويعانى مستشفى فارسكور من الإهمال الجسيم وعدم توافر المعدات اللازمة لمراعاة المرضى وغياب بعض الأطباء.
يقول الحسينى أبوفهد: مستشفى كبير مفيش فيه اى حاجة على مساحة كبيرة جدا، الناس تروح مثلا علشان اى جرح أو خياطة حتى غرزتين يقولوا معندناش روح كفر سعد أو مثلا شرخ فى القدم يقولوا مفيش روحوا كفر سعد اى حاجة حتى بسيطة على كفر سعد... بهدلة.
ويقول حسن فؤاد القصاص يوم 23/7/2019 حصل لى احتباس فى البول الساعة 5 صباحا، توجهت للمستشفى ولم اجد اى دكتور مسالك واضطررت للتوجه للأعصر الذى يبعد ساعة عن فارسكور غير انى انتظرت ساعة مواصلات لأننا فى وقت متأخر من الليل وليس هناك سيارات فى ذلك الوقت وفى الأعصر قاموا بعمل عملية فورا لى، لماذا يتم إهمال مستشفى فارسكور ولماذا لا يتم تشكيل لجنة لبحث مشكلاته وحلها؟
وقال مجدى مندور إن حال مستشفى فارسكور سيئ للغاية وكثيرا ما اشتكى الأهالى للمسئولين
دون جدوى ليبقى الحال على ما هو عليه من نقص معدات وانتشار للقطط وعدم نظافة المكان، بالإضافة إلى عدم توافر أسرّة، الأمر الذى يضطر المرضى لافتراش الأرض لتلقى العلاج وتركيب المحاليل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.