مستشفيات لم تمتد اليها يد التطوير, المرضي يفترشون فيها الارض بدلا من الاسرة.. ويعانون تدني مستوي الخدمة الطبية, وبعضهم يقفون في طوابير قوائم الانتظار في انتظار أمل الشفاء.. في المقابل هناك مستشفيات تمكنت من تطوير الاجهزة, والعنصر البشري, ونجحت في توفير خدمة علاجية لائقة لكل من يقصدها. في صمت تام, تخضع مستشفيات بني سويف الآن لجراحة عاجلة لتطوير خدماتها, وتحسين أداء الأطباء والأطقم المعاونة, للنهوض بمستوي العلاج, وتحسين كفاءة الأداء, لكي ينعم المواطنون بخدمة طبية متميزة. وقد حدث التطوير بالفعل! بدأنا جولتنا بالمستشفي العام في بني سويف, وهناك التقينا المريض محمد عثمان الذي جاء الي المستشفي منذ6 ايام للعلاج من حساسية الصدر, ويقول ان الرعاية الطبية جيدة, وانه يحصل علي العلاج المناسب لحالته المرضية. وفي قسم اخر يخضع المريض رمضان عبد النبي للعلاج بعد اجرائه عملية جراحية لاستئصال الزائدة الدودية, حيث يؤكد ان حالته تحسنت بفضل الرعاية التي يلقاها بالمستشفي. والتطوير في رأي الدكتور ربيع نوح مدير عام المستشفي العام ببني سويف, ليس مجرد خطوة, لكنه يجب ان يكون اسلوب عمل متواصل لتحقيق التميز في اداء الخدمة الطبية, ومع أنه تولي رئاسته منذ شهور قليلة, الا انه يؤكد ان طموحاته كبيرة, مشيرا الي انه تم شراء اسرة, ومراتب, ومفروشات جديدة للمرضي, كما تم تطوير الخدمة الطبية, وتحديث المباني, وغرف العمليات, كما ان لديه خطة لربط مباني المستشفي الثلاثة, وبالاضافة الي ربط المستشفي بشبكة كمبيوتر لنقل الاشعات بين مختلف الاقسام الطبية, ولن تتوقف عمليات التطوير عند هذا الحد, ذلك ان خدمات المستشفي لا تقتصر علي اهالي المحافظة, انما يفضل مرضي مراكز الصف واطفيح والكريمات اللجوء للمستشفي لتلقي العلاج. تطوير الخدمة الصحية والعلاجية لمواطني بني سويف هدف استراتيجي.. هكذا قال لي الدكتور سمير سيف اليزل محافظ بني سويف , حيث تم خلال المرحلة الاخيرة توفير كل وسائل النهوض بهذه الخدمة, فالمستشفي العام, وهو المرفق الصحي الاول علي مستوي المحافظة يستقبل جميع الحالات علي مستوي المحافظة, بالاضافة الي حوادث الطرق التي تقع في حدود المحافظة, وعلي ذلك تم انشاء وحدة الانترفيرون, والتي تخدم المرضي من محافظتي بني سويف والفيوم, ويجري حاليا انشاء وتجهيز وحدة الكشف عن اورام الكبد, ولدي المستشفي6 مناظير للجهاز الهضمي العلوي والسفلي, تعمل بنظام الفيديو سكوب, فضلا عن29 حضانة للاطفال. وفي المستشفي العام كما يقول محافظ بني سويف 12 غرفة عمليات منها9 غرف للعمليات الجراحية و3 للنساء, بالاضافة الي تزويد مبني الطواريء بجهاز أشعة رقمية, كما يوجد بالمستشفي تعقيم مركزي بنظام مكافحة العدوي, ويجري حاليا انشاء مستشفي خاص للنساء و الاطفال المبتسرين بتبرع كويتي بسعة40 سريرا, بالاضافة الي ترميم العديد من مباني الكلي الصناعية, والعيادات الخارجية, وتجديد وتوسيع مشرحة المستشفي, وتزويد المستشفي العام بنحو64 سريرا, و300 مرتبة اسفنجية جديدة, ويقوم المستشفي بتنفيذ برامج الزمالة الطبية للاطباء الراغبين في الحصول عليها. ولم تتوقف خطة التطوير عند المستشفي العام, فقد اتجهنا لتطوير مستشفيات الواسطي, وناصر, والفشن, وتزويدها باحدث الاجهزة, وتزويد مستشفي الرمد ببني سويف بجهاز فسيولوجيا العين, وجهاز أشعة مقطعية, وتجهيز قسم الاطفال المبتسرين بمستشفي اهناسيا, وتجهيز قسم العناية المركزة بدعم من المحافظة, كما تم شراء اجهزة تنفس صناعي لمستشفيات الصدر والحميات, والاستفادة من الدورات التدريبية في الاقسام الحرجة كالغسيل الكلوي, والعناية المركزة والاطفال المبتسرين, والاستقبال والعمليات, فضلا عن وحدة العلاج بالانترفيرون لمرضي الالتهاب الكبدي الوبائي سي, وتوحيد الفحوصات السيرلوجية لبنوك الدم, وفصل وحدات الدم لتخفيف الاعباء عن المواطنين في الحصول علي مشتقات الدم, ضمانا لسلامة المريض. اما مرفق الاسعاف فقد تم تطويره ايضا كما يقول الدكتور سمير سيف اليزل حيث يوجد بالمحافظة8 وحدات اسعافية مطورة, و46 سيارة اسعاف نمطية, و44 سيارة اسعاف نموذجية, فضلا عن تطوير مرفق اسعاف بني سويف بتكلفة5 ملايين جنيه. وفي اطار خطة التطوير, تم انشاء3 مستشفيات مركزية جديدة في الفشن, وناصر, والواسطي بتكاليف تقدر بنحو183 مليون جنيه للمستشفيات الثلاث, ولن تتوقف عميات التطوير علي حد قول المحافظ عند هذا الحد, حيث سيتوفر للمرضي الخدمة الصحية اللائقة, و التي نطمح في الوصول اليها. وقد امتدت يد التطوير الي مستشفي الرمد, ولا يستطيع من يدخلها الا الثناء علي مستوي الخدمة, والتجهيزات الطبية بها, وهنا يقول الدكتور عادل شوقي مدير عام المستشفي, انه يتم اجراء جراحات الجزء الامامي من العين والكتراكت, والجلوكوما, من العين فبعضها يجري بالمستشفي. وفي مستشفي الرمد, توجد شبكة كمبيوتر متصلة بوزارة الصحة, لاستصدار تقارير العلاج علي نفقة الدولة, فور ارسالها لتخفيف اعباء السفر عن كاهل المرضي في بني سويف, الي جانب مركز تدريب للزمالة المصرية في مجال طب العيون علي مستوي الصعيد. ولم تقتصر جولتنا علي المستشفي العام ببني سويف, ومستشفي الرمد, لكننا ذهبنا الي مستشفي ناصر المركزي, ويبدو المبني من الخارج كفندق ذي الخمس نجوم, هناك التقينا الدكتور عبد التواب عبد السلام مدير المستشفي, والذي اكد لنا ان المبني تكلف نحو61 مليون جنيه, وتعمل به العيادات الخارجية فقط في مجالات الباطنة, والرمد, والانف والاذن والحنجرة, والعظام, والاطفال, والجلدية والتناسلية, والمسالك البولية, والاسنان, بينما سيتم تشغيل المستشفي بالكامل اعتبارا من الشهر القادم.
