أكد أحمد ابو الغيط الامين العام لجامعة الدول العربية، على وجود أربع ملاحظات مختصرة على الخطة الأمريكية. وقال أبو الغيط أن أول ملاحظة هى أن العرب يأخذون كل مقترح للسلام، من أي طرفٍ كان بالجدية الكاملة وبروح المسئولية حيث ان إنهاء الصراع مع إسرائيل هو مصلحة فلسطينية وعربية مؤكدة، وقد طالبنا الإدارة الأمريكية وغيرها من الأطراف بانخراطٍ أكبر لدفع الطرفين للتفاوض وبعمل أكثر من أجل توضيح نهاية الطريق ومحددات التفاوض حتى لا تدور المحادثات في دائرة عبثية من تفاوض لا ينتهي. وتابع ابو الغيط خلال كلمته بالاجتماع الطاريء لوزراء الخارجية العرب، قائلا :اننا لم نكن نتوقع أن تكون "النهاية المُقترحة للطريق" مخيبة للآمال ومجافية للإنصاف على النحو الذي صدر وكانت الإشارات واضحة منذ الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل منذ نحو عامين إلى غير ذلك من الإجراءات والسياسات والمواقف الأمريكية التي شكّلت في مجموعها ضغطاً غير مسبوق على الفلسطينيين واكد ابو الغيط ان هذا المجلس قد سبق له أن رفض هذه المواقف في حينه حيث إن الإشارات كانت واضحة، ولكن الحقيقة أن الطرح الأمريكي الأخير، والمدعوم إسرائيلياً، قد كشف عن تحولٍ حاد في السياسة الأمريكية المستقرة تجاه الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي وكيفية تسويته وهو أمرٌ يُشكل مصدر انزعاج وقلق شديد بالنسبة لنا. وتابع ابو الغيط نرى أن هذا التحول في محددات الموقف الأمريكي التي تشكلت منذ بدء مسيرة التسوية السلمية في مؤتمر مدريد (1991)- لا يصب في صالح السلام أو الحل الدائم والعادل. وعرض ابو الغيط الملاحظة الثانية ، حيث قال أن السياق الذي طُرحت فيه الخطة الأمريكية، وتوقيت طرحها يُثير علامات استفهام في أقل تقدير، لكي لا نقول الريبة والتشكك وكنا نتوقع ونتمنى ألا تخرج تسوية تاريخية على هذا القدر من الخطورة والأهمية، على حد قول الرئيس الأمريكي، بالصورة التي خرجت بها وكأنها محصلة تفاوض بين الوسيط وأحد طرفي النزاع بل وكأنها منحة من الوسيط إلى هذا الطرف بالتحديد فلقد كان في طرح الخطة على هذا النحو رسالة سلبية للرأي العام أثرت على استقباله للخطة ومضمونها. واشار ابو الغيط ان الملاحظة الثالثة تتضمن في الاكتفاء بالقول إننا كعرب لسنا متشنجين أو من أنصار المواقف العنترية و لا نزايد أو نتاجر بقضايانا مثل آخرين بل ندرس بعمقٍ وتأنٍ كامل ما يُطرح علينا، واضعين نصب أعيننا مستقبل أبنائنا وحكم التاريخ علينا ومن حقنا أيضاً أن نقبل أو نرفض و نُقدم طرحنا ورؤيتنا كما فعلنا منذ 18 عاماً في مبادرة السلام العربية) . واوضح ابو الغيط ان المقترح الأمريكي في حقيقته وجوهره يمثل إملاءاتٍ أو عرضاً لا يُمكن رفضه أو حتى مناقشته وسيكون الأمر في هذه الحالة منافياً لأبسط مبادئ العدالة والإنصاف، بل ومجافياً للمنطق وطبيعة الأشياء. ولفت ابو الغيط النظر الي ان هناك ما يُشير أن الطرف الإسرائيلي يفهم الخطة الأمريكية بمعنى الهبة أو العطية التي يتعين اغتنامها والاستحواذ عليها وهناك ما يؤكد أن اليمين الإسرائيلي يعتبر الطرح الأمريكي ضوءً أخضر للمُضي في خطة طالما تبناها وحلم بتنفيذها وهي ضم المستوطنات كلها وغور الأردن بأكمله والانفصال أحادياً عن بقية الأراضي المحتلة في الضفة ومعنى ذلك أن تكون نتيجة هذا الطرح الأمريكي هي استدامة الاحتلال مع إضفاء الشرعية عليه حيث ان هذه النتيجة ليست التي تسعي اليها الإدارة الأمريكية أويقربها المجتمع الدولي.