منذ الحلقات الأولى لمسلسل «بت القبايل» تستطيع كمشاهد أن تحكم أنك أمام عمل مختلف، سيضيف الكثير إلى ثقافاتك عن جمال مصر، حيث يعتمد تصوير العمل بشكل كبير على إبراز جمال مدينة أسوان – بلد السحر والجمال - سحر النيل وجزيرة هيصة وبيوت أسوان الجميلة، والعمل يرصد أيضاً الكثير عن عادات وتقاليد المجتمع الجنوبى والقضايا التى مازالت تشغل بال الكثيرين هناك، فى حوار شيق كتبه الكاتب الجنوبى شاذلى فرح وصوره حسنى صالح بطريقة تبرز جمال مصر. الكاتب شاذلى فرح قال: إن العمل أحداثه تدور كلها فى الجنوب، وهو أول عمل جنوبى يتعرض لبيئة ذات خصائص جنوبية من حيث العادات والتقاليد والطقوس والفنون ونحت الشخصيات، وتعمدنا أن يلعب المكان فيها دورًا مهمًا فى الحدث، فهو عمل يتعرض لطقوس وعادات وتقاليد ربما لم تتناولها الشاشة الصغيرة ولا الشاشة الكبيرة من قبل، وربما فى المسرح المصرى أيضاً. وعن اللهجة التى أتقنها ابطال العمل قال: أنا جنوبى فحافظت أن أكتب العمل بشكل سهل وبسيط، وفى نفس الوقت يتحدث أبطاله اللهجة الجنوبية بشكل مطلق، فى البداية كنت متخوفا أن الفنانين يصعب عليهم اللهجة الجنوبية، لأن العمل جنوبى صرف، وأنا حافظت فى كتابتى أن أظهر كل تفاصيل الجنوب بشكل واضح، وصارت اللهجة سهلة بمرور الأحداث، والمشاهد ربما يسمع حوار جديد لم يسمعه من قبل، فالعمل يتناول مصطلحات وكلمات جديدة لم ترصدها الأعمال الصعيدية والجنوبية من قبل. «بلا تار.. شيلى الغل اللى جواكى تلاقى اللى بتدورى عليه»، منذ الحلقات الأولى والعمل يتناول رسائل فى كل مشهد وفى كل حوار، وعن هذه الرسائل يقول شاذلى فرح: العمل تدور أحداثه عن صراع القبائل، والشخصية الجنوبية بكل تفاصيلها فى الغضب والخير والشر والرومانسية العذبة والعصبية الجنوبية التى نرفضها وننبذها، وهو رغم أنه صراع فى القبايل ومليء بالأحداث، لكنه دعوة للتسامح ودعوة للإنسان الجنوبى أن يعدل عن أى أخطاء تشوبه. وعن مشاهد التعديد والكلمات التى قالتها حنان مطاوع بطلة العمل خلال مشهد رفات ابنتها خلال الأحداث، وهو المشهد الذى أثار جدلاً كبيراً عبر صفحات التواصل الاجتماعى، قال: أنا أرصد الواقع الذى لا يعرفه سوى أبناء الجنوب، الحزن عند الجنوبيين يختلف عن القاهريين أو أياً من المحافظات، والتقاليد التى يتعامل بها أبناء الجنوب مع الثأر وعدم دفن أبنائهم إلا بعد الأخذ بالثأر هى التقاليد المتوارثة هناك، وأيضاً خط جبروت الأخت عندما يمرض والدها، كلها خطوط توضح العادات والتقاليد بشكل واقعى للغاية. وأضاف ما زلنا فى مراحل التصوير حتى الآن، ونرصد خلال الأحداث جمال أسوان بجانب عاداتها. وعن اختيار الفنانين، قال: المسئول عن اختيار الممثلين المخرج حسنى صالح وهو عمدة الدراما الصعيدية بحق له تاريخ طويل بدءاً من «الرحايا» و«شيخ العرب همام» و«الوسواس» و«وادى الملوك» و«خلف الله»، وهو صاحب تاريخ طويل فى الإخراج، ويعى معنى كلمة دراما صعيدية بكل تفاصيلها، وهو مخرج مهتم بأدق التفاصيل حتى بلفه العمامة التى تظهر لأول مرة بهذا الشكل فى عمل صعيدى، والناس تشاهد لأول مرة تفاصيل كما هو موجود فى الواقع بالضبط. وعن اختيار النجمة حنان مطاوع لبطولة العمل قال شاذلى: حنان تجسد دور عمرها فى المسلسل، «بيت القبايل» رحيل هى فتاة أبوها لم ينجب رجلً ورباها مثل الرجال، فتعلمت سمات الرجولة، تعوم فى النيل فى الليل، وتركب الخيل، وتحطب، وتنتصر على مطاريد الجبل، وهى الشخصية التى قصدت أن تكون تعبيرا دقيقا عن الفتاة المرباة فى الجبل. وأضاف شاذلى: المسلسل يضم ممثلين ربما لم يتقابلوا من قبل، فى مسلسل يجمع 120 فنانا وفنانة لم يتقابلوا من قبل، أيضاً النجوم عمرو عبدالجليل ومحمد رياض يجسد دورا جديدا تماماً عليه، ومحمود عبدالمغنى ومنة فضالى وراندا البحيرى ومدحت تيخا وسميرة عبدالعزيز وأشرف عبدالغفور ومفيد عاشور ومحمود البزاوى وبهاء ثروت وعمرو درويش وعمر زهران، وغيرهم من النجوم الذين يظهرون جميعاً بأدوار مختلفة عليهم للمرة الأولى. وعن أماكن التصوير قال: إن شركة الإنتاج لم تبخل فى اختيار الأماكن وشركة الجابرى أيضاً فهم يسروا كل شىء، فنحن صورنا فى أسوان فى الجزر وفى النيل بجوار معبد كوم إمبو، ومعبد فيلة وجزيرة هيصة ومشاهد كثيرة فى أسوان، وأنا أقول للجمهور: أنت تشاهد العمل على الشاشة وكأنك تشاهد عملا تم تصويره فى أثينا وقبرص أو جزر المالديف وكلها لإظهار جمال أسوان، لنقول للجميع: هناك مواقع تصوير فى مصر تفوق أوروبا، واستهدفنا أن نصور الطبيعة بشكل كبير، صورنا فى أماكن لم يتم تصويرها فى تاريخ الدراما من قبل، أسوان بلد خلابة لا تقل عن أوروبا، وهى بلدى فكانت الاختيارات بالتعاون مع المخرج الكبير حسنى صالح الذى اختار ما يتناسب مع ما يراه. وعن مشاركته فى التمثيل قال: أجسد خلال العمل شخصية «مقداد» وهى شخصية كوميدية دمها خفيف، ورغم أننى لا أفضل التمثيل فى أعمالى كثيراً إلا أن المخرج حسنى صالح أصر على أن أمثل فى العمل، وأجبرنى على التصوير لأنها شخصية كوميدية. وعن الهجوم الذى تعرض له مؤخراً عبر صفحات السوشيال ميديا، قال: «اندهشت كثيراً عندما قرأت أننى أسب بنات كوم إمبو، حيث استبدل البعض كلمات الحوار بشكل يسيئ لى ولأهلى شخصياً.. فى المسلسل جملة تقول: «هو أنت فاضى من السرمحة فى كوم إمبو مع البنات الخسرانة»، وهى جملة عادية فوجئت بكتابتها «هو أنت فاضى من السرمحة مع بنات كوم إمبو الخسرانة» وهذا خطأ كبير فى حقى فأنا تربيت على أيدى بنات كوم إمبو، عائلتى وشقيقاتى وعماتى وبنات أشقائى من كوم إمبو، وتثقفت على أيديهم، لذا لا يمكن أن أسيء لهم. وأضاف أن «بيت القبايل» يظهر قوة وهيبة المرأة الصعيدية، فالعمل قائم على بنت لا تضعف أمام المشاكل وتفتح مصنع نسيج وتتيح فرص عمل للأرامل والمطلقات، والعمل يتناول نماذج طيبة ونماذج أخرى شريرة وهى طبيعة الدراما، الصراع بين الشخصيات. واختتم «فرح»: أدعو الجمهور لمتابعة حوار ومصطلحات لم يسمعوها من حياتهم وجديدة تماماً على آذانهم.