يختلف الزمن والوقت الذى عاشا فيه، فكل منهما أثر فى تاريخ مصر السياسي وكل منهما وضع بصمته الخاصة فى كتاب يحمل اسم "مصر" ويحكى عن تاريخها منذ بداية التسعينيات حتى آخر صفحة فى عهد النظام البائد. شهد يوم الرابع عشر من أكتوبر عام 1906 ميلاد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين والمرشد الأول لها الإمام حسن البنا، كما شهد اليوم نفسه تولى الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك منصبه كرئيس للجمهورية عام 1981، ولعل ثانى مفارقة بين الشخصيتين أن يوم اغتيال البنا هو نفسه أول يوم استنشقت فيه مصر نسائم الحرية والديمقراطية بعد تنحي مبارك وهو يوم 12 فبراير. ولد حسن البنا بمدينة المحمودية بمحافظة البحيرة عام 1906 لأسرة بسيطة، وتخرج فى دار العلوم وعمل مدرسا، ثم أسس جماعة الإخوان المسلمين عام 1928، تأثر البنا بأفكار من سبقه من العلماء والمفكرين، وأبرزهم الشيخ جمال الدين الأفغاني والإمام محمد عبده، واتصل بأئمة عصره ومفكريه أمثال الأستاذ محب الدين الخطيب والشيخ طنطاوي جوهري والإمام أبو زهرة. ارتبط مصطلح "النهضة" بجماعة الإخوان المسلمين من بدايتها، فطالما تحدث البنا عنها فى خطبه، وهى بالنسبة له نقيض حالة التخلف والتراجع التى أصابت الأمة الإسلامية والعربية أمام ازدهار الغرب فى مختلف المجالات، متخذا الإسلام ركيزة أساسية لتلك النهضة. واغتيل البنا بطلق نارى عام 1949 أمام مقر جمعية الشبان المسلمين، وأكملت الجماعة المسيرة على مبادئه، وتعاليمه التى دعا لها. اصطدمت الجماعة كثيرا فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر بالنظام، وامتلأت المعتقلات، والسجون بأعضاء الجماعة، ثم جاء الرئيس السادات الذى أراد أن يطوع الجماعة فأخرج أعضاءها من السجون وسمح لهم بممارسة العمل السياسى، وجاء حسنى مبارك الحكم في 14 أكتوبر 1981، واتسمت العلاقة بين النظام والجماعة بالهدوء إلى حد بعيد، وإن كان لم يمنع نظام مبارك من اعتقال كثيرين من أعضاء الجماعة على رأسهم، الرجل الثاني في التنظيم، خيرت الشاطر، وأطلق اسم "المحظورة" على الجماعة. زادت الاضرابات العمالية وانتشر التعذيب في مراكز الشرطة، وزاد عدد المعتقلين فى السجون، وانتشر الفساد، وغابت الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، فقام الشعب ضده وثار عليه بمشاركة الإخوان، حتى جاءت ليلة الحادى عشر من فبراير التى ترك فيها مبارك الحكم، وكانت نهاية نظامه، وميلاد نظام جديد، ومن عجائب التاريخ أن 12 فيراير هو نفس اليوم الذي أغتيل فيه حسن البنا عام 1949، والآن يتولى د. محمد مرسي أحد أبناء حسن البنا، حكم مصر.