يعيش الآلاف من أهالى قرية الدوار التابعة للوحدة المحلية لكوم البركة مركز كفر الدوار، مأساة حقيقية بعد حرمان القرية من الخدمات الأساسية المتمثلة فى الصرف الصحى وانقطاع مياه الشرب بشكل دائم وكذا عدم وجود مكتب بريد يقوم بصرف المعاشات لكبار السن والأرامل وأيضاً مركز للشباب لممارسة الرياضة لشباب القرية، أيضاً ثمة كارثة أخرى تشهدها القرية وهى الصرف المغطى الذى أغرق آلاف الأفدنة. قامت «الوفد» بجولة داخل قرية الدوار التى تبعد عن مدينة كفر الدوار بحوالى 10 كيلومترات للتعرف عن قرب على مشكلات القرية وفى البداية أكد محمد أنور - تاجر - غرق آلاف الأفدنة الزراعية فى مياه الصرف المغطى والذى تم تنفيذه يشكل خاطئ ولم يتمكن من استيعاب المياه الفائضة من الرى ما أدى إلى غرق الزراعات مثل القمح الذى يعتبر محصول أمن قومى وكذلك البرسيم الذى نعتمد عليه فى غذاء الماشية مما عرضنا إلى خسائر فادحة بعد أن غطت المياه الزراعات. وطالب «أنور» سرعة إيجاد الحلول اللازمة لتلك المأساة حرصا على مصالح الأهالى وعدم تكبدهم خسائر فادحة بالإضافة إلى الحفاظ على الرقعة الزراعية والمحاصيل المهمة مثل القمح والبرسيم والفول والبطاطس، وكذلك احتياج الأراضى الزراعية إلى أموال طائلة لإعادة صلاحيتها للزراعة بعد أن غمرتها المياه وتحولت إلى بحيرات لشهور طويلة. وطالب عماد محمد - بكالوريوس تجارة من أهالى القرية، بمكتب بريد لخدمة كبار السن وأهالى القرية من أرباب المعاشات الذين يعانون كل شهر فى صرف المعاشات فى التنقل إلى القرى المجاورة مثل كوم البركة أو سيدى غازى. بينما يتوجه البعض إلى مدينة كفر الدوار لصرف المعاش وتكلفة أجرة مواصلات والوقوف فى طوابير طويلة وسط الزحام وأحياناً يتعرضون لسرقة المعاش ويعودون فى منتهى الحزن، ويشير إلى الاستعداد للتبرع بمكان مكتب البريد من أجل الحصول على الخدمات البريدية والتى أصبحت على درجة كبيرة من الأهمية بالإضافة إلى صرف المعاشات وتوفير المعاناة على كبار السن والأرامل والمعاقين. ويقول ماجد محمد - بكالوريوس سياحة وفنادق: أطالب بمركز شباب لقضاء أوقات مفيدة ولممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية لأبناء القرية بدلا من وقوفهم فى الشوارع وعلى النواصى بالإضافة إلى إبعادهم عن التدخين والإدمان من خلال إقامة المنافسات بين الشباب وشغل فراغهم فيما يعود عليهم بالنفع وخلق أجيال ذات صحة قوية خالية من الأمراض المختلفة. ويقول رجب السلامونى وإبراهيم بحيرى - من أبناء القرية: نعانى بشدة من نقص مياه الشرب التى تنقطع لأيام طويلة وعندما تأتى المياه لا تصل إلا لساعة واحدة فى الفجر ونظل فى حالة سهر متواصل حتى نستطيع تخزين المياه التى سرعان ما تختفى مرة أخرى وكأنها ضيف خفيف، ويضيف قائلا: أحياناً كثيرة نقوم بتحميل البراميل والجراكن فوق السيارات ونذهب إلى مدينة كفر الدوار للحصول على مياه الشرب من داخل المساجد والعودة بها مرة أخرى إلى القرية حتى لا نضطر إلى استخدام مياه الترع والمصارف فى الشرب وإعداد الطعام مما يصيبنا بالعديد من الأمراض. ويقول عمرو على - من أهالى القرية: نعانى بشدة من عدم توصيل الصرف الصحى إلى القرية التى تعوم فوق بحيرة من مياه الصرف بسبب الاعتماد على نظام الأبيار مما أدى إلى ظهور التشققات فى جدران وأعمدة المنازل التى أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الانهيار فوق رؤوسنا وحينها ستكون الكارثة الكبرى بعد أن يتم دفننا تحت الأنقاض. وتابع «على» القرية تقع بين قريتى كوم البركة وسيدى غازى وتم الموافقة على توصيل الصرف الصحى لهما وجار تنفيذ المشروع بالقريتين ورغم ذلك لم ندرج ضمن خطة هيئة الصرف الصحى. بينما قال محمد عثمان وعبدالباسط صلاح: نحن أهالى القرية فى احتياج شديد إلى وجود وحدة صحية مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية والعلاج للمرضى وتقديم التطعيمات اللازمة للأطفال والمواليد، ويشير إلى أن أقرب وحدة صحية فى قرية كوم البركة التى تبعد عن قريتنا بحوالى 4 كيلومترات وتفتح لساعات قليلة وسرعان ما تغلق أبوابها الثانية ظهرا وفى حالة وجود حالة مرضية تحتاج لتدخل عاجل أو وقوع حادث تصادم لا نجد أمامنا سوى التوجه إلى مستشفى الشاملة بمدينة كفر الدوار البعيدة عن قريتنا وعندما نصل إليها يكون المريض قد لفظ أنفاسه الأخيرة.