قالت مجلة "تايم" الامريكية انه رغم تصور "بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الاسرائيلى إنه سيكون الفائز فى الانتخابات المبكرة التى دعا إليها منذ ايام، الا ان المفاجأة واردة ويمكن ان تتحول هذه الانتخابات التى يريد الفوز بها الى نكبة عليه. وقالت المجلة إنه بعد ان كان الحديث المشوق فى اسرائيل طوال الاشهر الماضية عن الملف الايرانى، اصبحت دعوة رئيس الوزراء الاسرائيلي "بنيامين نتنياهو" لاجراء انتخابات مبكرة هى محور الاهتمام حاليا، وربما تجرى الانتخابات في يناير أو فبراير، ورغم انه ينظر على نطاق واسع من قبل المحللين واستطلاعات الرأي الى عودة "بنيامين نتنياهو" رئيسا للوزراء، حيث لا أحد يقترب من "بيبي" في أي مسح أو استطلاع بين الإسرائيليين الذين يرونه الأنسب لهذا المنصب، كما يأتى حزبه اليمينى " الليكود" فى المقدم ، الا انه بعد أربع سنوات في منصبه، تراجعت شعبية "نتنياهو" في الآونة الأخيرة، حسب بعض الاستطلاعات، ولكن عدم وجود منافسين اقوياء ذوى مصداقية من المرشحين ليحلوا محله، جعل من "نتنياهو" الاسم الابرز حتى الآن. واضافت المجلة ان "نتنياهو" يقف متهالكا على مضمار السباق وغير قادر على العدو ، الا انه يقف بمفرده، حيث لا يوجد منافس حقيقي في السباق لرئاسة الوزراء". واوضحت المجلة ان "نتنياهو" لم يجد معارضة فى الكنيست بعد ان تمكن تحالفه من ضم 94عضوا من بين 120 عضوا فى الكنيست ، كما انه استفاد من الاحداث العالمية والاقليمية التى تجرى حاليا والتركيز على البرنامج النووي الايراني الذى استخدمه "نتنياهو" للتغطية على الاوضاع الداخلية فى اسرائيل ، حيث اصبح الحديث عن توجية ضربة الى المنشآت النووية الايرانية هو الشغل الشاغل للصحافة الاسرائيلية، بدلا من الحديث عن العجز في الميزانية الذى من شأنه أن يدفع بحل حكومته. ففى إطار المبادئ التوجيهية للبنك المركزي، تحتاج إسرائيل إلى خفض 4 مليارات دولار من الإنفاق العام ، بعد أن رفعت الضرائب بالفعل. ورأت المجلة ان الاحداث المتعاقية والمتلاحقة فى الشرق الاوسط وكذلك الاوضاع الداخلية فى اسرائيل ، من شأنها ان تقلب الامور رأسا على عقب بالنسبة ل "نتنياهو" ، وقالت ان التهديد الاول ل "نتنياهو" يكمن في الاقتصاد الإسرائيلي، و على الرغم من ان الركود يضرب جميع أنحاء العالم ، الا ان معظم الإسرائيليين يشعرون بالأزمة من قبل ارتفاع الأسعار، كما ان الأغنياء يزدادون غنى، والفقراء يزدادون فقرا ، فقد خرج مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع في احتجاجات حاشدة اعتراضاعلى الاوضاع الاقتصادية. واشارت المجلة الى ان الصحفى والمذيع التليفزيونى " شيلى ياكيموفيستش" اصبح منافسا قويا ل "نتنياهو" حيث اشار استطلاع للرأى قامت به صحيفة "هآرتس" مؤخرا ان "شيلى" حصل على 16 ٪ مقابل 35% ل "نتنياهو . ويلعب هذا النجم الاعلامى المعروف على وتر الاقتصاد ، قائلا : "سوف تقرر هذه الانتخابات بين اقتصاد الغابة العنيف واقتصاد عادل ومجتمع عادل." واضاف :" ان "نتنياهو" يفضل الحديث عن إيران، لسبب وجيه ، وهو ان الأمن ينسخ كل القضايا الأخرى في إسرائيل، والاستطلاعات تشير إلى ان الإسرائيليين يتفقون عموما مع تركيز "نتنياهو" على التعبئة بشأن الآثار المترتبة على حصول ايران على سلاح نووي. وتوفعت المجلة ان تبرز احزاب الوسط مثل "كاديما"، الذي فاز بمعظم الاصوات في الانتخابات الماضية - لكنه فشل في جمع شركاء الائتلاف اللازم للحصول على أغلبية في الكنيست، مما اضطره للانضمام لحكومة "نتنياهو" ، واضافت ان هناك خزان كبير من الناخبين الذين لم يعد متصلا بالصقور أو الحمائم"، ويبحثون عن حزب وسط معتدل ، فهم لا يهتمون ببناء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية ، ولا يميلون للحروب ويهتمون بالوضع الداخلى وهؤلاء هم الذين يركز عليهم الاعلامى " شيلى " الذى يتحرك بقوة لمنافسه "نتنياهو" عبر جذب عد كبير من الشباب وابناء الطبقة الوسطى الساخطين على سوء الاوضاع الاقتصادية.