عندما حصلت جماعة الإخوان المسلمين على أغلبية برلمانية، وعندما فاز الدكتور محمد مرسى في انتخابات الرئاسة، هاجم ضحى خلفان قائد شرطة دبى بعنف جماعة الإخوان المسلمين، كما هاجم وبعنف كذلك الرئيس محمد مرسى، وقال جملة يومها مازلت أتذكرها عن د. مرسى: إنه سيأتي زاحفا إلينا مثل غيره وسيقبل يد خادم الحرمين الشريفين مثلما فعل من قبله حسن البنا، ويومها فسرت هذا الهجوم بقلق دول الخليج من جماعة الإخوان، وتخوفها المشروع من تصدير الجماعة للثورة باسم الدين إلى بلدانهم، وقد التقطت الجماعة الرسالة وخرج د. مرسى وأكد فى خطابة بجامعة القاهرة: أننا ( أنهم/ الجماعة) لن نصدر الثورة إلى البلدان الأخرى»، وبعدها سافر د. مرسى إلى خادم الحرمين الشريفين وهدأت الأوضاع بعض الوقت. أول أمس كان الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية دولة الإمارات يستقبل وزير خارجية أوكرانيا، بعد انتهاء المباحثات عقد مؤتمرا صحفيا، أعلن خلاله الشيخ عبدالله لأول مرة عن موقف حكومة الإمارات من جماعة الإخوان المسلمين، قال بالحرف(نقلا عن وكالة الأنباء الإماراتية وام): «إن فكر الإخوان المسلمين لا يؤمن بالدولة الوطنية ولا يؤمن بسيادة الدول، ولهذا السبب ليس غريبا أن يقوم التنظيم العالمي للإخوان المسلمين بالتواصل والعمل على اختراق هيبة الدول وسيادتها وقوانينها»، وقال أيضا: سموه «لا بد أن نتواصل مع دول مختلفة للتعاون ولتوضيح وجهات النظر .. هناك أخطاء ترتكب من قبل بعض الأفراد أو تنظيمات لاستغلال الدول». وأضاف سموه: «لا احد ضد أي عمل يقوم به أفراد يحترمون سيادة وقوانين الدول، ولكن هناك إشكالية عند الدول في حالة وجود تنظيم يعتقد انه هناك هيبة ومكانة وقدرة لدى جهات معينة يمكنها أن تخترق السيادة، وهذه الجهات تعترف أنها كيانات شمولية تريد أن تعتدي وتخترق أنظمة وقوانين وسيادة تلك الدول»، وأشار إلى « أن الإمارات أو أي بلد في العالم لا يقبل أن تكون هناك أنظمة تحاول أن ترى في نفسها أنها أنظمة مهيمنة وأنها فوق أنظمة الدول فقط لأن لديها ميثاقًا أو رؤية تعتقد أنهما الوحيدان الصالحان لكل دول العالم»، وأضاف سموه « نحن كدول نحترم بعضنا البعض ونحاول أن نقدم أفضل السبل والخدمات لمواطنينا ونستطيع أن نتحاور مع مواطنينا بشكل منفتح وشفاف ولكن لا نقبل أن تكون هناك أطراف أخرى تستغل انفتاح دولن». تصريحات الشيخ عبدالله بن زايد تعد الأولى من نوعها التى تأتى على لسان مسئول كبير فى حكومة الإمارات، وقد جاءت هذه التصريحات بعد إلقاء الأجهزة الأمنية الإماراتية على بعض الشخصيات التى تتبنى فكر جماعة الإخوان المسلمين. تصريحات الشيخ عبدالله بن زايد هذه لا تعبر عن مخاوف دولة الإمارات فقط من جماعة الإخوان المسلمين، بل هى صورة بالكربون لمخاوف جميع البلدان الخليجية، وهو ما يدفعنا إلى طرح مخاوفنا نحن كشعب وكنخب مصرية من الآثار التي ستترتب على العلاقات التاريخية التي تربطنا بالدول الخليجية، وأثارها على الاقتصاد المصري، خاصة وأنه قد تردد بعد حصول جماعة الإخوان على أغلبية أن دول الخليج، خاصة دولة الإمارات، أوقفت عملية التعاقد مع العمالة المصرية، وقيل كذلك إنها رفضت تقديم مساعدات مالية إلى حكومة تسيير الأعمال، وأنها أوقفت المشروعات الاستثمارية الجديدة. بعد تصريحات الشيخ عبدالله يجب ان نسأل د.محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين: هل الدول الخليجية بصدد تجميد علاقاتها بمصر؟، نعيد السؤال بصياغة أخرى: هل مصر ستخسر مساندة الدول العربية الخليجية الشقيقة عندما يركب الإخوان الدستور والبرلمان والحكومة ومؤسسات الدولة؟، نكرر السؤال بصياغة ثالثة: هل الدول الخليجية ستغلق أبوابها ومدنها وأسواقها ومؤسساتها في وجه المصريين؟، نكتب السؤال بصياغة رابعة: هل فرص العمل في دول الخليج سوف تغلق في وجه المصريين؟، نعيد السؤال بصياغة خامسة: هل الدول الخليجية سوف تحد من استثماراتها بمصر في ظل حكم جماعة الإخوان؟، نطرح السؤال من زاوية مختلفة: هل جماعة الإخوان المسلمين تسعى لتصدير الثورة باسم الدين إلى الدول الخليجية؟، هل نتوقع عودة جماعية للعمالة المصرية من دول الخليج؟، هل ننتظر انسحاب الاستثمارات الخليجية من مصر؟.