- اخرس يا بؤلة.. فمقامات الرؤساء محفوظة، ورؤساؤنا لا يكذبون أبداً. يعني أنت عايز تجنني، الرئيس يقول إن برنامجه للميت يوم نجح بنسبة 75٪ وأنت عايزني أصدقه؟ أيوه يا «فسل» هو الرئيس قال ده صحيح لكنه لم يقل إن ذلك حصل في مصر، ربما كان يقصد بوركينا فاسو مثلاً.. لازم نحسن الظن برؤسائنا يا وله با بؤلة. يا سيدي حرام عليك لما الرئيس يقول إنه حل مشكلة الوقود بنسبة 85٪ أمال طوابير البنزين دي كلها ليه، ولما يقول إنه حل 80٪ من مشاكل رغيف العيش أمال القتلي اللي بيموتوا ليه، ولما يقول إن الأمن رجع بنسبة 70٪ كانت عربية سيادته اتسرقت ليه، ولما يقول إن المرور اتحلت مشاكله بنسبة 60٪ أمال بروح بيتي في ساعتين ليه رغم أنني لو مشيت علي رجلي وأخدتها كعابي أوصل قبل كده.. أما النظافة فقد تواضع الرجل وقال إنه حلها بنسبة 40٪.. كل ده وتقولي إن الرؤساء لا يكذبون.. يا عم صل علي النبي! شوف يا سيدي وما سيدك إلا أنا.. مشكلتك يا واد يا بؤلة إنك وأمثالك من بعض أفراد الشعب لا تفهمون ما يجري أمامكم.. فكل ما تراه أمامك في الشارع ما هو إلا شغل سيما يا متخلف، فما تراه أمامك من طوابير البنزين والسولار ما هو إلا خطة إخوانية لخلق روح الألفة والمحبة بين المصريين، فتقفون في طوابير طويلة، ومع طول الوقفة يحلي الكلام، ومشاكل الولاد والبنت اللي علي وش جواز، والولد اللي شقته جاهزة، وكلمة من هنا وكلمة من هناك يخرج الواقفون في الطابور نسايب وحبايب ويعيشوا في تبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات.. أما أكوام الزبالة التي تراها في كل مكان، فدي مش زبالة يا أهبل دي ديكور للجزء الثاني من فيلم «حين ميسرة» للمخرج المبدع خالد يوسف، أما حل مشكلة رغيف العيش فسيكون بخطة إخوانية جهنمية بتغيير استخدامه من كونه طعاماً يملأ المعدة إلي أداة قسم بدلاً ما تحلف دائماً برأس أبوك يا نتن تحلف بالنعمة الشريفة.. أما المرور وتكدسه والفوضي الذي تسوده، فكل ده جزء من مشهد أكشن للولد الشقي الفنان أحمد السقا في فيلمه الجديد. أما الأمن وغيابه وحكاية سرقة سيارة الرئيس اللي جاي تتنأوز علينا بيها، فدي سياسة يا جدع علشان أي حد يجيي يشتكي للرئيس سرقة معزته أو جاموسته يقول له الرئيس: يا ريت يا أخويا تدور معايا علي عربيتي المسروقة.. مش قلت لك يا واد يا بؤلة إنك بتتسرع في الحكم علي السيد الرئيس وتلقي عليه بأحقادك وجهلك. ففرح «بؤلة» وأخذ يشد في شعره ويمزق ثيابه ويردد «حسبي الله ونعم الوكيل.. حسبي الله ونعم الوكيل».