«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفريق صلاح عبدالحليم مساعد وزير الدفاع الأسبق ل "بوابة الوفد":
سيذكر التاريخ للسادات أنه حارب وانتصر وامتلك إرادة السلام مع إسرائيل كنت مهمتي خلال حرب أكتوبر الاستيلاء على أقوى نقطة في خط بارليف فتم تكريمي بخطاب شكر
نشر في الوفد يوم 06 - 10 - 2012

الفريق أحمد صلاح الدين عبدالحليم، أحد أبطال القوات المسلحة، ومن تنظيم الضباط الأحرار تخرج في الكلية الحربية 1950 وتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب مساعد وزير الدفاع، حصل على العديد من النياشين من مصر واليمن وسوريا والولايات المتحدة الأمريكية.
تولى في حرب أكتوبر قيادة اللواء 135 مشاة وأوكل إليه الاستيلاء على النقطة «10» في بورفؤاد وكانت أقوى نقطة في خط بارليف، قال عنه الرئيس «السادات»: «عبد الحليم» من القادة الذين غيروا مصير المعركة بقواته التي عبرت عند «رأس العش» وكانت هذه النقطة من أقوى نقاط خط بارليف، وكان يتتبع سير المعركة وهو في الغرب باللاسلكي مع الضباط الذين عبروا، وعندما وجد أن المعركة متأرجحة فوجئ ضباطه بقائدهم «عبد الحليم» يعبر إليهم ليغير مصير المعركة في تلك النقطة بالذات، وكانت نقطتان، وكما قلت: كانت أقوى نقاط خط بارليف.
قبل أكتوبر ماذا حدث في يونيو 67 حتى تعلمتم الدرس؟
- ما حدث في يونيو 67 كان متوقعاً فقد كان لزاماً بعد تأميم القناة في 1956 أن نحارب لأننا عملنا اتفاقية أرغم عليها الانجليز نتيجة للمقاومة، والانجليز تركوا قناة السويس وكانت بالنسبة لهم أهم شىء في المنطقة، وبالنسبة لفرنسا كان لديها مشكلة تأميم القناة ومساندة مصر للثوار الجزائريين، والطرف الثالث الاسرائيلي لم يكن يريد أن يعطينا وقتاً لاستيعاب صفقة الأسلحة التشيكية التي حصلنا عليها، ومن هنا كان لابد من الصدام، وكنت معينا في مكتب المشير «عامر» مع «شمس بدران» والعقيد «محمود طنطاوي» رحمه الله، وسافر المشير «عامر» الى باكستان في مايو 1966 ومعه «شمس» و«طنطاوي» ولم أسافر معهم فاستلمت برقية من باكستان تطالب بضرورة طرد قوات البوليس الدولي من سيناء.
قيل إن سبب هذه البرقية أن الملك «حسين» عاير مصر بأنها لجأت للقوات الدولية حتى تحميها؟
- هذا ما قيل لكن ما حدث هو لقاء مع المشير والملحقين العرب والسفراء في باكستان ودار هذا الكلام، والمشير غضب فأرسل هذه البرقية ل «عبد الناصر» وجاءت تأشيرة «عبد الناصر» إننا لابد أن ندرس هذا الوضع ولا داعي للاستعجال، وأرسل صورة من البرقية للحفظ، وقمت أنا بحفظها ولم يرها غيري، دار الوقت وروسيا قالت: يوجد حشود على الجبهة السورية، وسافر الفريق «فوزي» للجبهة السورية، ولم يجد الحشود المزعومة، ثم سافر «شمس بدران» الى روسيا وعاد ليقول: فيه تعهد من الروس بمحاربتهم معنا، وبالطبع لم يحدث هذا الكلام لأن السفير المصري في روسيا «أحمد حسين الفقي» أرسل محضر الاجتماعات الذي ينفي هذا التعهد.
وكيف كان قرار تكليفك بغلق خليج العقبة؟
- كنت في مكتب المشير عامر، وتم تكليفي يوم 23 مايو مع العقيد «فهمي عبد الرحمن» الذي عين بعد ذلك قائد القوات البحرية باعلان اغلاق خليج العقبة الساعة 12 ظهراً في وجه الملاحة الاسرائيلية، فسألت المشير «عامر» يافندم لماذا الاغلاق يوم 23 مايو فأجاب لأن «أوثانت» أمين عام الأمم المتحدة قادم للقاهرة 24 مايو، المهم ذهبنا الى شرم الشيخ وأعلنا في الاذاعة غلق الخليج، ولكن حتى يتم الاغلاق لابد أن يوجد لدينا ما يسمى بالاشارات البحرية، وهى عبارة عن مآذنة يخرج منها سار طويل يتدلى منه من خمسين الى ستين حبلا، كل حبل عليه علم يسمى «السحبة» ليتم التعامل بواسطته مع المراكب القادمة التي لا نعرف لها اشارات ولا ترددها اللاسلكي لنعرف وجهتها وما تحمله من حمولة وهذا الساري لم يكن موجودا لدينا وعملية غلق الخليج كانت منظرة!!
كنت في طائرة المشير صباح 5 يونيه، فكيف علمتم بالضربة الجوية الاسرائيلية؟
- كنت مع المشير «عامر» و«شمس بدران» و«صدقي محمود» ومجموعة كبيرة في طائرة ذاهبة الى سيناء وبعد أن عبرنا القناة ذهب العميد «محمد أيوب» دخل كابينة الطائرة وجاء قائلا: مطار «المليز» تم ضربه وكنا سنهبط فيه لنحتل مركز قيادة متقدم في منطقة «ريشات لحمان» فتقرر عودة الطائرة الى مطار القاهرة، ورجعنا في عربات الى موقع القوات الجوية وعرفنا أن الموقف مؤسف، والساعة 1 صباحاً جاء السفير الروسي ليقابل «شمس بدران» وكنت موجودا لأترجم ما يقوله، وطلبنا طائرات وأسلحة وكان رد السفير طائراتكم ضربت على الأرض.
كيف بدأت الاستعدادات لحرب أكتوبر 1973؟
- بدأت أولاً بجمع شمل القوات المسلحة وبدأ التجهيز بالسيطرة على القوات المسلحة بعد مشهد مأساوي ربنا لا يعيده على مصر، وبدأت عملية رفع المعنويات والتغيير في القيادة، والحقيقة لو تابعنا كل القادة في أكتوبر 73 نجدهم من الذين تم استبعادهم مثلاً: الجيش الثالث كان يوجد «أحمد بدوي» و«يوسف عفيفي»، والجيش الثاني كان فيه «ابراهيم العرابي» و«جابر عبدالله»، وغيرهم كثيرون مثل «أحمد الزمر» كانوا معتقلين بعد 1967 وبدأ التدريب والتخطيط من الألف الى الياء وتم الاستفادة من الدرس.
ما هى مهام اللواء 135 الذي توليت قيادته في أكتوبر 1973؟
كتب مسئولا عن الاستيلاء على النقطة ك «10» وكانت أقوى نقطة في خط بارليف، كما قال الرئيس «السادات» لأنها النقطة الوحيدة التي تتصل بنا على الأرض ونقطتنا في الأصل «رأس العش» التي لم يستطع اليهود أن يستولوا عليها في 1967 والفرق بيننا كان «800 متر» وهذه المسافة كانت مليئة بحقول الألغام المضادة للدبابات والأفراد من الجانبين المصري والاسرائيلي.
وكيف كانت خطتك للاستيلاء على النقطة الاسرائيلية؟
- كانت خطتي تتكون من شقين الهجوم الرئيسي من البر بواسطة كتيبة مشاة تنقصها سرية بالاضافة الى سرية دبابات ومن ضمن سرية الدبابات يوجد 3 دبابات دقاقة لتفتح لنا الثغرات في حقول الألغام، وفي ليلة 6 و7 أكتوبر تسللت عناصر من قوات الصاعقة عبرت من خلال الملاحات وتمركزت لعمل كمين للقوات الاسرائيلية عند بدء الالتحام، والشق الثاني وجود هجوم ثانوي من الغرب الى الشرق عبر قناة السويس لتستولي على نقطة رقم «2» في الموقع الاسرائيلي الذي كان به «3» نقاط قوية.
ولكن الهجوم الرئيسي فشل في أول يوم لأن اليهود ركزوا نيرانهم على الثلاث دبابات الدقاقة وتم تدميرهما، وبالتالي لم نستطع فتح ثغرة في حقول الألغام فتوقف الاقتحام.. ولكن الهجوم عن طريق قناة السويس نجح جزئياً، وأصبح اليهود محصنين في الملاجئ الموقع رقم 2، وعساكرنا تسيطر عليه من فوق الأرض، وظلت النقطتان «1» و«3» متماسكتين.
يقال إنك عبرت بنفسك مع جنودك لتقاتل وأنت قائد اللواء؟
- فجر يوم 7 أكتوبر حصلت على إذن من قائد القطاع أن أذهب لأقاتل مع جنودي وذهبت من بورفؤاد الى بورسعيد وفوجئ جنودي بوجودي معهم الساعة العاشرة صباحاً وظل القتال دائراً واستطعنا الاستيلاء على النقطة الثالثة للعدو الساعة 12 ظهراً، وأسرنا الجنود الاسرائيليين الذين كانوا محصنين داخله، واستكملنا القتال داخل الموقع الى الغروب حتى تمكنا من الاستيلاء على كامل نقاط بورفؤاد القوية، واستطاع بعض الجنود الاسرائيليين الهرب فتلقاهم كمين الصاعقة وأبادهم جميعاً، ولا أنسى شجاعة الضباط والجنود فوق الأراضي المفتوحة معرضين لأي نيران حتى نستولى على أقوى نقاط خط بارليف، وأذكر أنني كنت ثاني مصري يدخل الموقع المحتل من اسرائيل ووجدت الجهاز اللاسلكي يتحدث عبري، فحولته الى وضع الارسال وقلت كلمتين لهم بالعربي وأغلقت الجهاز ورأينا ثأر عمرنا نحصل عليه في لحظة.
كيف ترى الرئيس السادات الذي اتخذ قرار الحرب؟
- أذكر أنه كان يوجد لقاء في «البارون» والسيدة «جيهان السادات» موجودة وزوجتي د. إكرام الباجوري إحدى المدعوات، وقالت لي: هل عندك شىء تهديه للسيدة «جيهان» فأرسلت لها صورة للرئيس «السادات» وكتبت عليها الى السيدة «جيهان» وكنا نطلق عليها «أم الأبطال» ماذا سيكتب التاريخ عن «أنور السادات» بعد مائة سنة؟ قلت سيقول: إنه حارب وانتصر وكان لديه الشجاعة والبصيرة بوضع رجله على طريق السلام وهذا قرار لا يستطيع أحد أن يفكر فيه، ولو لم يكن «أنور السادات» لم يكن قرار الحرب صدر ولكن الله أكرمنا بهذا خاصة أن آخر لقاء لنا مع اليهود مصر انتصرت فيه، وخبراء العسكرية يقولون: إن مثلث الحرب يفرق بين النصر والهزيمة بثلاثة أضلاع، الأول يقول: إن المنتصر يكون لديه في نهاية الحرب ما يمكنه من الاستمرار، و«نابليون» قال: لا أدخل حربا إلا لو تأكدت بأنه سيكون لدى آخر طلقة أو دانة المدفع التي ستمكنني من إنهاء الحرب، ومصر أقامت في 1974 عرضاً عسكرياً في طريق السويس بأكثر من فرقة مدرعة مدفعية ومشاة.. الخ، الضلع الثاني: أن يكون الشعب لديه الرغبة في استمرار القتال ولم ييأس بعد، الضلع الثالث: أن يملي المنتصر على المهزوم إرادته وهذا ما فعله «السادات» وجعل الطرف الآخر ينسحب إذن نحن المنتصرون.
هل قال الرئيس السادات إنك غيرت مصير المعركة؟
- نعم.. قال ذلك في مقالة له بجريدة «مايو» بتاريخ 9 مارس 1981 تحت عنوان «عرفت هؤلاء» ومنهم من غير مصير المعركة مثل «عبد الحليم» الذي تولى بالأمس قيادة الجيش الثاني، وكان أثناء معركة أكتوبر يقود قواته التي عبرت عند «رأس العش» وكانت هذه النقطة أقوى نقاط خط بارليف، كان يتتبع المعركة باللاسلكي مع الضباط الذين عبروا، وعندما وجد أن المعركة متأرجحة فوجئ ضباطه بقائدهم «عبدالحليم» يعبر إليهم ليغير مصير المعركة، في تلك النقطة بالذات وكانت نقطتان.. وكما قلت كانت أقوى نقاط خط بارليف.
فيما يختلف الرئيس السادات عن الرئيس عبد الناصر؟
- أقول كل رئيس له كاريزما وتاريخه ولكن الظروف تفرض إرادتها، ولو «عبد الناصر» كان في ظروف «السادات» الله أعلم ماذا كان شكل ادائه، ولكن كل واحد منهما قام بدوره في وقته، ولكني أعتبر أن نكسة 1967 كانت من الممكن أن نتلافاها لكن التاريخ والقدر قالا كلمتهما.. مثل حالنا الآن معرضون لتلقي مائة ضربة من كل اتجاه، يعلم الله سنخرج من هذا الموقف بأي وضع.
والضربة الجوية وحسني مبارك؟
- «حسني مبارك» في 73 قام بمهمته على أكمل وجه، أعد القوات الجوية ودربها وخطط لها وأدار القتال وحقق ما حقق، لكن البعض تجاوزوا بالنفاق أن الضربة الجوية قامت بكل شىء، يمكن الفريق «رضا حافظ» تكلم بأمانة في يوم القوات الجوية وهذا كان قبل الثورة في 2010، قال: القوات الجوية التي قامت بالضربة الجوية التي ساهمت بتحقيق النصر، لكن المنافقين اختزلوا نصر أكتوبر 1973 كله في الضربة الجوية.. مع إننا ظللنا نقذف في بورسعيد وبورفؤاد من القوات الجوية الاسرائيلية 22 ساعة في اليوم، لأن الرئيس «السادات» قال: العمق بالعمق ففسرها الاسرائيليون إننا سنضربهم بصواريخ «سكود» التي كان مداها 250 كيلومتر ونحن في بورسعيد البحر الأبيض به فنحن واذا اردت أن نضرب «تل ابيب» لا نستطيع أن نصل اليها الا مباشرة عبر البحر، واليهود حسبوا حساباتهم واعتقدوا أن الصواريخ موجودة في هناجر قناة السويس المغطاة في بورفؤاد، وكان القذف الجوي يستمر من الساعة 4 صباحاً حتى 2 صباحاً في اليوم التالي، ولم يحدث شىء الا خسائر طفيفة لأننا كنا في الخنادق، ومعنى هذا أن القوات الجوية لا تستطيع أن تفوز بحرب، لأنه لابد أن العسكري المشاة والدبابة يحتلون الموقع.
وماذا عن أدائه السياسي؟
- هذا الأداء حكم عليه الناس السياسيون، وكلنا رأينا تراجع مصر عن أدوار كثيرة كانت تقوم بها، ومصر كانت بعد 1973 شيئا آخر ولكننا أصبحنا في ذيل الأمة العربية، ومصر تغيرت والنتيجة أن سيناء التي حاربنا من أجلها واستشهد في سبيل عودتها الآلاف من أبناء مصر.. نجد من يتساءل ماذا قدمت مصر للفلسطينيين؟ مع اننا قضينا حياتنا مستنفرين للحرب.
ماذا يحدث في سيناء؟
- لا أحد يعرف ماذا يدور في سيناء الآن، فالأخبار متناقضة ومختلطة وبدون مصداقية ولا نعرف هل هذا يتم عن عمد أم متاجرة بالقضية؟ البعض يقول بها جهاديون، والعدد متضارب من يعلن أنهم 1500 فرد ووسيلة اعلامية أخرى تعلن عدداً آخر، ومثل هذه الأوضاع تحدث بلبلة ثم إن التصدي لهؤلاء الجهاديين أو تطهير سيناء من العناصر الارهابية ليس عمل القوات المسلحة، لكن إذا كان الأمر ضرورياً فلا مانع من أن تقوم به.. لأن القوات المسلحة دائما تحدد مهامها بالمهام المباشرة ومهمة تالية، ومهمة نهائية، ولا نستطيع أن نعطي القوات المسلحة أوامر بهذه الحالات، لأن القوات المسلحة قبل أن تتخذ القرار تقوم بدراسة الموقف عن العدو وعن قواتنا وعن مسرح العمليات، ولكن في هذه الظروف لا أعرف العدو ولا شيئاً عن قواتنا، وأعتقد أن هيئة العمليات قطعاً لديها معلومات لكن هذه العملية لا تحدد بوقت بأن تقول سنقضي على الارهابيين في سيناء في مدة محددة، وهذه المهمة قد تستمر وقتاً طويلاً.
السبب الرئيسي لما يحدث في سيناء؟
- الإهمال هو السبب الرئيسي ونتيجته ما يحدث في سيناء، وأنا خدمت في رفح سنة 1950، وكنا إذا اشترينا شيئاً من «غزة» ندفع عليه الجمارك في القنطرة شرق فهل المساحة الكبيرة لا تتبع مصر؟ وأيضاً زميلي اللواء «نبيل شومان» رحمه الله من أكبر عائلة في العريش وحصل على الثانوية العامة من الزقازيق لأنه لا يوجد مدرسة ثانوي في سيناء، ولم تكن توجد مستشفى أيضاً في العريش، والمواطن السيناوي الدولة ترفض أن يتملك أرضه!! وأخوه المواطن في الوادي يتملك كيفما شاء.. فتزوج شباب من سيناء من اسرائيليات وما ينتج عن هذه الزيجات يتبعون أية دولة وظهرت مشاكل كثيرة والدولة نايمة وتغمض عينيها، واللواء «منير شاش» رحمه الله كان أكمل فكرة مشروع لتعمير سيناء من 17 بنداً وعرضه على «مبارك» و«الجنزوري» رئيس الوزراء وحتى الآن لم يتحقق منه الا 5٪، وأرى أن كل جنيه يصرف خارج تعمير سيناء أراه حراماً خاصة بعد الأموال التي انفقت على حرب تحرير سيناء والأرواح التي استشهدت في سبيل ذلك، ولدينا 6 مشاريع قومية في سيناء وكلها «محلك سر» و«توشكى» اعتبره توريطاً لمصر حتى تفلس.
خطورة إهمال سيناء على الأمن القومي المصري؟
- شارون قال للعالم لماذا تقلق؟ فهناك شعب بلا أرض «الفلسطينيون» وأرض بلا شعب «سيناء» فلنرحل الفلسطينيين إلى سيناء وتنتهي الأزمة، وقال أيضا: «إن تعمير سيناء أخطر على إسرائيل من أن تمتلك مصر القنبلة النووية» فالدراسات لتعمير سيناء موجودة، وأنا عن نفسي قدمت أكثر من دراسة، وقدمتها لهيئة العمليات وكنت أرسلها للمشير «طنطاوي» وذكرتها في الجيش الثاني، لأنه لابد أن يكون لنا لقاء مع اسرائيل، والرسول صلى الله عليه وسلم ماذا قال: «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جنداً كثيفاً، فهم في رباط الى يوم القيامة» ومعنى الرباط هنا أنهم مستعدون ويتخذون أماكنهم للدفاع عن دينهم وأوطانهم، وأنا مازلت في رباط، وبهذا كل كتاب أو دراسة تصدر عن سيناء لابد أن أقرأها، وكذلك عن اسرائيل، وأقدم محاضرات عديدة للجنود داخل القوات المسلحة، ولكن العرب لا يقرأون كما قال «موشي ديان»: «العرب لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون» وهذا عيب في حقنا، والمثل الأمريكي يقول: «التاريخ مرآة المستقبل».
ما هى الشواهد التي لديك وتؤكد أن أكتوبر ليست آخر الحروب؟
- يوجد معركة متوقعة في العقيدة اليهودية اسمها «هرمجدون» وترجع إلى أنهم يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار.. وفي القرون الوسطى ظهرت «صكوك الغفران» من الكنيسة الكاثوليكية وسيطرت على السياسة وأمور الحكم وكل شىء في أوروبا ونشأ بعد ذلك طائفة البروتستانت في ألمانيا وتمددت في انجلترا واعتبروا أنفسهم أيضاً شعب الله المختار، وعندما بدأت الهجرة لأمريكا ظهر من «البروتستانت» «البيوريتان» أي من النقاد وهؤلاء خرج منهم «بوش» الابن وظهر مايسمى بالصهيونية المسيحية، وهى أخطر من الصهيونية اليهودية لأنه مازال يوجد في اليهود ناس ترى أن وجود اسرائيل مخالف لشرع الله، ولكن الصهيونية المسيحية تقول: سيأتي زمان يظهر فيه «المسيخ» تحدث في عهده معركة «هرمجدون» وسيقتل فيها يهود العالم ثم يحكم «المسيخ» العالم في ألف عام ثم تقوم القيامة ولذلك عندما جاء «بوش» كان يمهد لهذا.. ثم إن اليهود يعتقدون أن القيامة لن تقوم الا بظهور «ثور» أحمر وحالياً اسرائيل تستنسخ «ثورا أحمر».
كيفية التعامل مع الارهاب والتطرف في سيناء؟
- كنت أتولى رئاسة هيئة عمليات القوات المسلحة عام 1986 وحدثت عملية ارهابية بالاعتداء على سيارة السفير الروسي في أرض المعارض، وأيضاً عمليات ارهابية كثيرة، ودرست هذه القضية وشبهت الارهاب الموجود في مصر بوجود طبقة من التراب لكن تحتها نيران، والمشكلة أين ستظهر هذه النيران ومتى؟ فلا أحد يعرف!! ومازال الارهاب موجوداً في مصر بعناصر كثيرة وسببه أن الدولة لم تقاومه بالفكر، لأن الارهاب فكر ولكنه متطرف ومتشدد وما تقوم به الدولة تجاه هذه القضية الخطيرة أنها تقوم شكل الارهاب بالاداء الأمني أي تنتظر حتى تتم عملية ارهابية ثم تتعامل مع عناصرها أمنياً ولهذا لم نقض على الارهاب من جذوره.
د. مصطفى الفقي قال إن مبارك كان سيختارك وزيرا للدفاع ولكن تم تسجيل محادثة لك تهاجم فيها الرئيس؟
- ما قاله د. مصطفى الفقي، أن «مبارك» كان فكر أن فيه لواء اسمه «صلاح عبد الحليم» يعينه رئيساً للأركان ثم وزير دفاع، ثم كانت هناك وشاية فأرسل سكرتيره الى لندن ليتأكد منها، وهذه القصة كلام له ظل من الحقيقة، وفي عهد «مبارك» لم يكن يوجد ضابط في الجيش يرقى الى رتبة لواء ويظل حتى 7 سنوات والسنة الثامنة كانت شيئا نادراً جداً.. ولكني بعد أن توليت رئاسة هيئة العمليات وأكملت 7 سنوات جدد لي سنة ثامنة ثم سنة تاسعة!! ولم يحدث في تاريخ «حسني مبارك» أن ظل أحد 9 سنوات برتبة لواء على الاطلاق الا في أواخر عهده البعض مكث 12 سنة وكانوا في المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
في يوم كنت أنا والمشير «أبو غزالة» بنعرض خطة على الرئيس «مبارك» في قصر الطاهرة لأن الفريق «عرابي» كان مسافر، وبعد ما خرجنا قال لي «أبو غزالة» ستترقى وتتولى رئاسة الأركان أو منصباً هاماً آخر.
ما هو هذا المنصب الهام سيادة الفريق هذا تاريخ للأجيال؟
- لا أحب أن أتكلم، لكني تحدثت مع «د. الفقي» وفسرت له ما تم بعد البرنامج.. بأنني كنت رئيس هيئة العمليات عند وقوع أحداث الأمن المركزي والحمد لله القوات المسلحة سيطرت على الموقف جيداً، وجاء اللواء «زكي بدر» ومساعداه اللواءاين «عبد الكريم درويش» و«فاروق الحيني» في مكتب «أبو غزالة» وأخبرهما بأنني الذي قمت بالدور الرئيسي.. ثم أخبرني أنني سأرقى الى رتبة الفريق في 1-6-1986 وبالفعل هذا اليوم كان في رمضان و«أبو غزالة» عازمني مع «يوسف والي» في منزله على الفطور، وتمت الترقية ثم كلفت بمهمة في العراق استمرت أكثر من عام ثم طلبت التقاعد، وأحمد الله عندما كنت في مكتب المشير «عامر» لم أنزلق مع «شمس بدران» في تعذيب الاخوان المسلمين، ولم يطلب مني ودائما أسأل نفسي هل لو طلب مني ممارسة هذا التعذيب فماذا سيكون موقفي وأنا مرؤوس له؟ فقد نشأت في الارياف وأعرف الاخوان والحمد لله فلم أتولى منصباً من تلك المناصب التي كان يتردد توليتي لها في 86 و1987 ومنها رئاسة الاركان، ولا أريد أن أقول شيئاً حتى لا أجرح أحداً، تولي هذا المنصب قد يجري معه أشياء لا نرضى عنها يقال أنهم يستخدمون النساء أو شيئاً من هذا القبيل، وأنا أهلي من شيوخ الأزهر ومن الأشراف.
إذا لم يكن المنصب وزير دفاع سيكون رئيس المخابرات؟
- بالطبع لم يكن المنصب وزيراً للدفاع، لأني كنت رئيس هيئة العمليات وهي خطوة غير معتادة أن يتولى رئيس هيئة العمليات وزارة الدفاع، ولم تحدث إلا مع «حسين طنطاوي» وفي السابق مع «عبد الحكيم عامر» عادة التدرج الطبيعي رئيس هيئة العمليات ثم رئيس الأركان ثم وزير الدفاع.
لماذا تأخر تكريمك بعد حرب أكتوبر حتى يونية 1979 وتم على سفينة بحرية في قناة السويس؟
- أنا حضرت احتفالين على المركب مع «السادات» في افتتاح قناة السويس الأولى عام 1975 عندما كنت قائد قطاع بورسعيد، وكان معنا «ابن شاه ايران».. وفي يونية 1979 كنت أيضاً مع مجموعة حضرت الافتتاح الكبير لقناة السويس مجموعة من الجيش الثاني الفريقان «عبدرب النبي حافظ» و«ابراهيم العرابي» فوجدت «حسن علام» كبير الياوران يسأل عني لأن الرئيس يريد مقابلتي فذهبت معه للرئيس فقال: عندما رآني لمن معه هو ده «عبد الحليم» وكان يتذكرني منذ أن زار موقعنا في 5 يونية 1974 وحكيت له ما حدث من قتال شرس مع القوات الاسرائيلية لتحرير الموقع، وعند الانتهاء من الشرح سألته: هل لدى سيادته أي سؤال؟ فقال: يا ابني كلامك غني عن أي سؤال، وسأل المشير «أحمد إسماعيل» هل الناس دية تم تكريمها فقال: حاضر يا افندم.. ودعاني «أحمد اسماعيل» آخر النهار والكل توقع أن أتكرم، لأني كنت أقدم لواء في القوات المسلحة حارب في وسط جنوده لمدة 24 ساعة كاملة، ولكن المشير «اسماعيل» سألني فقلت: يا افندم أهم شىء عندي هو تكريم أبطال استشهدوا ولم يحصلوا على تكريم، فقال: نرسل لهم خطابات شكر ولم أرد لأنه لا يصح أن أعترض، وبالطبع لم أوافق.. وكرمت في يونية 1979 على المركب عندما أخذني الرئيس السادات من يدي وسألني ماذا فعلت يا «عبد الحليم» ولم أشرح لأني وجدته متذكراً ما قلته في 1974 ويعيده على مسامعي ثم سألني بماذا كرمت يا «عبد الحليم» فقلت: بجواب شكر!! فقال: ازاي لابد أن تحصل على نجمة الشرف العسكرية وبالفعل حصلت عليها.
الفريق صلاح عبد الحليم في سطور
تاريخ الميلاد: 2 سبتمبر 1931
تخرج في الكلية الحربية 1950 «سلاح المشاة»
الدورات التدريبية والتأهيل:
- حصل على جميع الدورات والفرق التدريبية العامة لضباط المشاة.
- حصل على زمالة أكاديمية ناصر العسكرية العليا 77 - 1987.
البعثات الخارجية:
بعثة قادة سرايا مشاة في انجلترا 55 - 1956.
كلية القادة والأركان بالاتحاد السوفيتي - أكاديمية فرونز 59 - 1961.
القيادات والمناصب الرئيسية:
- قائد مدرسة الصاعقة 62 - 1966.
- قائد اللواء 31 صاعقة وقائد وحدات الصاعقة في اليمن 1964.
- قائد اللواء 135 مشاة مستقل في بورفؤاد خلال حرب أكتوبر 1973.
- قائد قطاع بورسعيد 73 - 1974.
- قائد الفرقة 23 مشاة ميكانيكي 75 - 1976.
- رئيس أركان وقائد الجيش الثاني الميداني 80 - 1983.
- رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة 83 - 1986.
- مساعد وزير الدفاع 86 - 1987.
الأوسمة والنياشين المتميزة:
- وسام نجمة الشرف العسكرية في حرب أكتوبر
- وسام الجمهورية من الطبقة الثانية
- نوط الشجاعة من الطبقة الاولى.
- نوط التدريب من الطبقة الأولى «مرتان»
- نياشين من الجمهورية السورية، واليمن، والولايات المتحدة الامريكية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.