رحل عن عالمنا صباح اليوم السبت واحدًا من أبرز القادة العرب الداعمين لكل القضايا العربية والاسلامية، فقد لٌقب ب"حكيم العرب"، نظرًا لمواقفه النبيلة والراسخة فقد عُرف عنه بأنه رجل السلام والحكمة والحوار، إذ كرًس حياته لخدمة وطنه وشعبه والقضايا التي تؤرق المنطقة، إنه الراحل "قابوس بن سعيد"، سلطان عمان. ومنذ تولي السلطان قابوس بن سعيد حكم عمان في 23 يوليو عام 1970م قاد نهضة شامخة ورائدة في العاصمة العمانيةمسقط، وأسفرت عن سياسة خارجية متزنة وقف لها العالم أجمع إحترامًا وإجلالا. وتربط مصر وعمان علاقات وأواصر قوية منذ فجر التاريخ ما قبل 3500 عامًا، امتدت تلك العلاقات ما بين التجارية والسياسية والاستراتيجية؛ فضًلا عن الروابط الاجتماعية والثقافية، فكانت العلاقات مشهود لها بالاحترام والتقدير من قبل الدولتين. وللسلطان قابوس مواقف لا تنسى مع مصر على مدار التاريخ، فكانت عمان من أبرز الدول الداعمة لها في سياساتها الخارجية، ترصدها "بوابة الوفد"، في التقرير التالي. ففي عام 1973م عندما اندلعت حرب أكتوبر أصدر السلطان قابوس مرسومًا بالتبرع بربع رواتب الموظفين لدعم مصر مع إرسال بعثتين طبيتين عمانيتين لها لتقديم الدعم الطبي آنذاك. وفي أعقاب زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات للقدس عام 1977م وما نتج عنها من توقيع اتفاقيات معاهدة كامب ديفيد، اتخذت بعض الدول العربية موقف معاد تجاه مصر نجم عنه مقاطعة عربية شاملة لها، ولكن احتفظت سلطنة عمان بعلاقاتها مع مصر ولم تفعل مثلما فعلت الدول الاخرى. كما كانت أحاديث السلطان قابوس عن مصر لم تتوقف، ففي كلمة ألقاها عام 1984م بمناسبة العيد الوطني للسلطنة قال"لقد ثبت عبر مراحل التاريخ المعاصر أن مصر كانت عنصر الأساس في بناء الكيان والصف العربي، وهي لم تتوان يومًا في التضحية من أجله والدفاع عن قضايا العرب والإسلام، وأنها لجديرة بكل تقدير".