واصل الجيش الوطنى الليبى انتصاراته على الجماعات الإرهابية الموالية لحكومة فائز السراج، فى ظل معركة تحرير العاصمة طرابلس. وأعلنت القيادة العامة للجيش الليبى توسيع منطقة الحظر الجوى المعلن عنها سابقا فوق طرابلس لتشمل مطار وقاعدة معيتيقة الجوية، فى إطار التصدى للتدخلات التركية السافرة فى الشأن الليبى الداخلى. وكان الجيش الليبى أعلن نهاية نوفمبر الماضى فرض الحظر الجوى فوق منطقة العمليات فى طرابلس، لكنه استثنى حينها منطقة مطار معيتيقة من الحظر الجوى الذى فرضه الجيش على العاصمة، نظرا للحاجات الإنسانية المحتملة، إلا أن استغلال ميليشيات طرابلس لهذا الأمر فى نقل مقاتلين قادمين من تركيا على متن رحلات طيران غير مسجلة، إلى ليبيا، دفع الجيش الليبى إلى فرض الحصار الجوى على المطار. ويأتى قرار الجيش الليبى عقب إسقاط منصات الدفاع الجوى التابعة له طائرة تركية مسيرة فى منطقة بوقرين بمدينة سرت. كما نجح الجيش الليبى فى السيطرة على 60 دبابة و21 مدرعة تركية وتدمير 6 آلاف دانة، حسبما أعلن المتحدث باسم الجيش اللواء أحمد المسمارى. وفيما يبدو أنه محاولة تركية لوقف انتصارات الجيش الليبى، مع فشل قواتها فى دعم ميليشيات حكومة السراج، دعا الرئيس الروسى فلاديمير بوتن ونظيره التركى رجب طيب أردوغان إلى وقف إطلاق النار فى ليبيا، اعتبارا من بعد غد الأحد. وأعلن «أردوغان» وصول مسلحين إلى ليبيا، إلا أن معظمهم ليسوا أتراك الجنسية. وأكد محللون أن نجاح الجيش الوطنى الليبى فى السيطرة على مدينة سرت يمثل انتصاراً استراتيجياً كبيراً للجيش الذى يقوده المشير خليفة حفتر، وفى نفس الوقت انتكاسة وضربة موجعة لحكومة «السراج» وتركيا والجماعات الإرهابية. وأشارت وكالة الأنباء الفرنسية، فى تحليل إخبارى نشرته أمس الخميس، إلى أن الجيش الليبى لم يجد صعوبة تذكر فى السيطرة على سرت، مسقط رأس الزعيم الليبى الراحل معمر القذافى، بعد انحياز القوى الإسلامية للمشير «حفتر» والجيش الليبى، والانسحاب من تحالفها مع حكومة السراج وتركيا. وأكدت أن سيطرة الجيش الليبى على سرت تعنى تفوقه برياً وبحرياً على ميليشيات «السراج» وتركيا، كما أنه سيؤدى إلى حصار القوات التى تحاول صد هجوم الجيش الليبى على طرابلس. وتابعت بقولها: «السيطرة على سرت ستدفع (حفتر) إلى التقدّم نحو مصراتة، أحد أكبر حصون حكومة السراج والجماعات الإرهابية، والواقعة على بعد 200 كيلومتر غرب سرت».