تراجع حاد فى البورصات الخليجية والعربية تزايدت حدة التوتر اليوم فى منطقة الخليج فى اعقاب القصف الصاروخى الايرانى للقواعد الأمريكيةبالعراق، حيث قررت إسبانيا سحب قواتها من العراق بسبب مخاوف أمنية، ونقلت وكالة «رويترز» عن نائب رئيس الوزراء، كارمن كالفو، قوله «هؤلاء الذين كانوا فى مواقع أكثر خطورة غادروا إلى الكويت. لم يتبق سوى عدد مخفض». يأتى القرار، فى الوقت الذى أعلن فيه حلف شمال الأطلسى «الناتو» أنه سينقل بعض أفراد التدريب العسكرى خارج العراق وسط مخاوف من اندلاع حريق إقليمى. وأعلن الحرس الثورى الإيرانى، صباح أمس، استهداف قاعدتين عسكريتين أمريكيتين فى العراق، ردا على اغتيال قائد فيلق القدس الذى أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية أنها قتلته فى غارة بمطار بغداد قبل أيام. وبحسب استخبارات الحرس الثورى، فإن الضربة العسكرية التى تمت ب15 صاروخا بالستيا انطلقت من الأراضى الإيرانية، استهدفت 20 موقعا حساسا فى القاعدتين الأمريكيتين، لا سيما فى قاعدة عين الأسد الجوية فى الأنبار غرب العراق، مشيرة إلى أنه قتل 80 جنديا أمريكيا وتم تدمير طائرات مروحية ومعدات عسكرية أمريكية، فيما قال البنتاغون إنه سيتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية الجنود الأمريكيين وشركاء وحلفاء أمريكا فى المنطقة والدفاع عنهم. وفى اطار التصعيد والتوتر الاقليمى، ذكرت وكالة أنباء الحرس الثورى الإيرانى، أن «حزب الله» اللبنانى، ينقل معدات عسكرية نحو الحدود اللبنانية مع إسرائيل. وذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية، نقلا عن مصادر لم تكشف عنها، أن «حزب الله اللبنانى سيضرب إسرائيل إذا ردت الولاياتالمتحدة على القصف الإيرانى لقاعدة عين الأسد التى تضم قوات أمريكية فى غرب العراق». وفى المقابل أكد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تقف بشكل تام مع الولايات المتّحدة. وقال نتنياهو إن «قاسم سليمانى كان مسئولا عن قتل المئات والرئيس ترامب يستحق المباركة لأنه رد بقوة وجرأة»، وتابع: «سنضرب بعنف أى طرف يحاول مهاجمة إسرائيل». ودعا نتنياهو المجلس الأمنى الإسرائيلى المصغر، الكابينيت، للانعقاد امس، لبحث التوتر فى الخليج، عقب القصف الإيرانى على قاعدة «عين الأسد» الأمريكية فى العراق، كما رفعت أجهزة الأمن الإسرائيلية درجة التأهب عند الحدود مع لبنان وسوريا، وأغلقت منطقة جبل الشيخ، تحسبا لهجمات محتملة قد تشن هجوما انتقاما لاغتيال الجنرال الإيرانى البارز. وعلى صعيد متصل، حذرت السفارة الأمريكية فى عمان موظفيها بتجنب الحركات غير الضرورية خارج المنزل، بما فى ذلك إبقاء الأطفال فى المنزل ومنعتهم من الذهاب الى المدرسة. وأطلقت السفارة تلك التحذيرات لرعاياها فى الوقت الذى كانت فيه هجمات صاروخية مؤكدة ضد المنشآت العسكرية الأمريكية فى العراق، وسط استمرارية ارتفاع التوتر الإقليمى. ونصحت السفارة موظفى الحكومة الأمريكية بمجموعة من الإرشادات للتعامل وفقها خلال الوقت الراهن، ومنها «الابتعاد عن الأضواء، أن يكون الشخص على بينة من محيطه، والبقاء فى حالة تأهب فى المواقع التى يرتادها السياح، ومراجعة خطط الأمان الشخصية الخاصة به، والحصول على مستندات السفر محدثة ويمكن الوصول إليها بسهولة». وكان الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، قد قلل من اهمية الهجوم الصاروخى الذى شنه الحرس الثورى الإيرانى على القواعد الأمريكية، وقال ترامب عبر حسابه بموقع «تويتر»، « كل شيء على ما يرام، مشيرا الى ان ادارته تجرى تقييما لحصر الخسائر والأضرار التى حدثت»، ويدرس كافة الخيارات للتعامل مع الموقف. وقال مسئول عسكرى أمريكى لشبكة «سى أن أن» إن الجيش الأمريكى تلقى إنذارا مبكرا بشأن الضربة الصاروخية الإيرانية. وأضاف المسئول الأمريكى الذى لم تذكر الشبكة اسمه أن الإنذار الذى تلقاه العسكريون الأمريكيون كان مبكرا وكافيا حتى تمكنوا من الوصول إلى الغرف المحصنة فى القاعدة وبالتالى لم يسقط قتلى. واقتصاديا، انعكست الضربة الإيرانية على قواعد عسكرية تتواجد بها قوات أمريكية فى العراق على بورصات الخليج بما فيها بورصة دبى التى سجلت هبوطا فى أسهمها بدرجة 1.2%. وبحسب «رويترز» هبطت أسهم بورصة دبى 1.2٪ فى التعاملات المبكرة، أمس الأربعاء، بينما نزل مؤشر أبوظبى 0.2%، وكذلك هبطت الأسهم الكويتية 1.1%، فى وقت لم تفتح بورصة السعودية بعد. وقالت وكالة فيتش للتصنيف الائتمانى «افتراضنا الأساسى أنه سيستمر تبادل الهجمات بين الولاياتالمتحدة وإيران، ولكن عند مستوى محدد بعناية لتفادى إرغام الطرف الآخر على شن عمل عسكرى شامل».