أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، أن المحاصصات السياسية باسم الطوائف والمذاهب، أفقدت لبنان مقدراته ورمت بالشعب تحت خط الفقر وفي خطر المجاعة، مشددا على أن لبنان لا يُحكم بالغلبة والهيمنة أو المواجهة مع العالم، ولا بحكومة اللون السياسي الواحد، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط. وكُلف الدكتور حسان دياب، وهو أستاذ أكاديمي بكلية الهندسة في الجامعة الأمريكية ببيروت، بترؤس وتشكيل الحكومة الجديدة في 19 ديسمبر الجاري، في ضوء حصوله على أصوات الكتل النيابية لفريق قوى الثامن من آذار السياسية والذي يتزعمه حزب الله، وهو الأمر الذي وُصفت معه الحكومة المنتظرة بأنها ستكون حكومة "اللون السياسي الواحد" والمواجهة مع المجتمعين العربي والدولي. وقال بطريرك الموارنة، في كلمة له خلال قداس الأحد، إن تضحيات اللبنانيين خلال الانتفاضة الشعبية التي اندلعت منذ 17 أكتوبر الماضي، تستوجب إعطاءها قيمتها، وعدم الدفع بالشباب اللبناني إلى اليأس من تحقيق آمالهم وطموحاتهم، حتى لا تتحول الانتفاضة إلى المسار السلبي الهدام. وأضاف: "يجب الاستجابة إلى مطلب الشعب اللبناني المنتفض عبر تشكيل حكومة مستقلة عن الأحزاب السياسية وتجمع فريقا متجانسا من الاختصاصيين (تكنوقراط) الذين يتمتعون بالكفاءة والنزاهة، لوضع خطة إنقاذ وتنفيذها تحت إشراف المجلس النيابي الذي يمثل كل مكونات المجتمع اللبناني، فلم يعد لدينا المجال للمغامرة والتلاعب بمصير الوطن وشعبه". وشدد على أن الوضع اللبناني الحالي يتطلب منهجية جديدة في العمل السياسي، تستند إلى المهنية والشفافية في العمل الحكومي لإنقاذ لبنان. مضيفا: "أننا جميعا مدعوون إلى التجدد والعبور من زمن المحاصصات الطائفية إلى منطق دولة المواطنة الحاضنة للتنوع التي ترفض أن نتقاسم الوطن ومقدراته، والتي تقوم على الشراكة في تحقيق وحدة الوطن وخير شعبه".