رأت صحيفة (إندبندنت) البريطانية أن الشعور المعادي للولايات المتحدة وبريطانيا في جميع أنحاء العالم هو نتيجة طبيعية للنفاق الغربي الذي يتخلل تقريباً كل الخطب السياسية لزعماء الغرب، مؤكدة أن الربيع العربي لم يحصل على تأييد من الغرب، حيث إن تونس ومصر واليمن جميعها كانت انتفاضات استهدفت الحكام الذين يساندهم الغرب. وقالت الصحيفة إن القادة الغربيين لا يودون أكثر من "امتلاك" الربيع العربي، وظهر ذلك جلياً هذا الأسبوع في الأممالمتحدة خلال خطابات كلا من الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، الذي كان أكثر عقلانية في ضوء تعليقه على الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة التي قتلت سفيره في ليبيا؛ ورئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" الذي كان أكثر حزما وصرامة ضد الرئيس السوري وإيران. وأضافت الصحيفة أن هناك مشكلة مشتركة تواجه كلا منهما، وهو ضرورة أن تعمل الانتفاضات في منطقة الشرق الأوسط لصالح الغرب، من خلال دعواتهم للحرية والديمقراطية والانفتاح، مشيرة إلى أن أوباما لعب على ذلك الوتر جيدا عندما قال: "إن أحداث الأسبوعين الماضيين كانت مهمة بالنسبة لنا جميعاً لمعالجة التوترات بين الغرب والعالم العربي بصدق والتقدم نحو الديمقراطية". ورأت الصحيفة أن خطاب أوباما ذاته يُعد مثال على كيفية تفهم الفجوة الواسعة بين الطرفين، حيث لم يكن يتوقع أحد أن يكون أوباما بمثل هذه الروح المتسامحة، ناهيك عن تبنيه مبادرات جديدة. وأشارت الصحيفة إلى أن الهدف من الربيع العربي كان إسقاط الفساد والقمع السياسي، وليس تضييع الفرص وقطع العلاقات التجارية بالاعتداء على سفارة أغنى دول العالم. وأضافت الصحيفة أن المتظاهرين كانوا يهاجمون أيضاً نظام المحسوبية والقمع الذي يرتبط بالدعم الغربي. وتناولت الصحيفة ما قاله "كاميرون" في الأممالمتحدة يوم الاربعاء الماضي وحديثه عن الانتفاضات في تونس ومصر واليمن وأماكن أخرى ووصفه لها بأنها تحركات دافئة وودية ومتوافقة مع المعايير الغربية رغم عدم طلب أحد منهم المساعدة الغربية، بل أنهم جميعاً ثاروا لإسقاط الحكومات المدعومة من الغرب.