عقدت صحيفة "وول استريت جورنال" الأمريكية مقارنة بين دولتين تحصلان على مساعدات من الولاياتالمتحدة والاثنتين وصلهما قطار الثورات العربية وأطاح بالديكتاتوريين اللذين كانا فى سدة الحكم لسنوات طويلة، إنهما ليبيا ومصر. صوت مجلس الشيوخ الأمريكي هذا الأسبوع على مشروع قدمه السيناتور الجمهوري "راند بول" لتجميد أموال المساعدات للدولتين بجانب باكستان، على خلفية الاحتجاجات المناهضة لواشنطن بسبب الفيلم المسيء، مشيرة إلى أن مصر أصبحت لا تستحق هذه المساعدات بعكس ليبيا رغم مقتل السفير في بنغازي. وقالت الصحيفة إن مصر لم تعد تستحق المعونة الأمريكية، بعكس ليبيا التي مازالت في حاجة لها، وذلك بسبب أسلوب معالجة أنظمتهم للاحتجاجات الأخيرة التي طالت سفارات أمريكا في تلك الدول. فبحسب الصحيفة فقد رفض الرئيس المصري "محمد مرسي" إرسال ضباط الشرطة أو افراد أمن لحماية الدبلوماسيين الأمريكيين والممتلكات ضد هجمات المتظاهرين الذين كانوا يلوحون بأعلام تنظيم القاعدة خلال هجومهم عليها في 11 سبتمبر، كما تأخر في إدانة أعمال العنف التي طالت السفارة في بلاده أو تلك التي أدت لمقتل السفير في بنغازي. وأضافت باستثناء مقتل السفير في بنغازي ظهر الأمر كما لو أن ردة فعل ليبيا على الفيديو هي الأسوأ في العالم، ولكن هذا لم يدم، فقد كان اغتيال السفير جزءا من عمل المتظاهرين عكس الاحتجاجات العفوية التي اندلعت في جميع أنحاء البلاد، لكن ليس ضد الولاياتالمتحدة لكن ضد الفيلم، وقوات الامن الليبية صمدت أمام المتظاهرين الذين قتلوا السفير وضد الميليشيات التي تعمل على منذ مقتل معمر القذافي. وتابعت: وبعد مقتل السفير جابت شوارع ليبيا مظاهرات تحمل لافتات مكتوبة عليها:"نعتذر لأمريكا.. وبنغازي ضد الارهاب.. كريس كان صديق لجميع الليبيين.. البلطجية والقتلة لا يمثلون الإسلام أو بنغازي، هذا ما كان يقوله الليبيون وهذا لم يكن مجرد كلام فالحكومة القت القبض على عشرات المشتبه بهم بسرعة بعد هجمات 11 سبتمبر، وبعد عشرة أيام أجبر المتظاهرون ميليشيا على الفرار من بنغازي مع أسلحتهم إلى الصحراء. وأوضحت إن مصر عكس ليبيا، ففي القاهرة فاز الإسلاميون وخسرت الأحزاب العلمانية، وفي الانتخابات الليبية خسر الإسلاميون، وتساءلت كيف يعقل لحكومة أمريكية إعطاء أموال المساعدات لكليهما؟