نشأت الفنانة المغربية نجوى جابر، بمدينة مكناس التراثية العريقة، التي تمتاز بتنوعها الفني والموسيقي، وثرائها، ومنذ صغرها عشقت جابر الموسيقى الأندلسية، وتأثرت بشدة بالتنوع اللغوي والموسيقي في المغرب. خلال بدايتها تأثرت بالأغاني الكلاسيكية الفرنسية والعربية، وخاصة أغاني الفنانة العالمية داليدا، والتي قدّمتها خلال طفولتها، حيث قدّمتها بشكلٍ مختلف ممزوجة بأغاني الفولكلور المغربي والجزائري. وانتقلت نجوى جابر للعيش في القاهرة منذ العام 2009، ودرست الإخراج، منذ تلك الفترة، وأخرجت عددًا من الأفلام الوثائيقة والأفلام القصيرة، ومن بينها فيلم "كذاكايرو"، كما شاركت بعددٍ من المهرجانات الدولية. "الوفد"حاورت الفنانة المغربية نجوى جابر؛ للتعرف على تجربتها الغنائية الفريدة، وخططها المستقبلية في عالم الفن. وإلى نص الحوار:- متى بدأتٍ الغناء ومن دعمك وشجعك على صقل موهبتك؟ بداياتي بالغناء جائت منذ الطفولة، وشجعني خالي، على تنمية وصقل موهبتي الفنية، من خلال مشاركتي بعددٍ من الحفلات المسرحية خلال المدرسة، وأذكر منها حفلة عيد العرش، يوم 3 مارس من كل عام، التي قدّمت خلالها عددًا من الأغاني، وحازت على إعجاب عدد كبير من الحضور، وأعتبرها النواة الأولى لبدايتي في عالم الغناء، وتأثرت بنشأتي في مدينة مكناس والطرب الأندلسي والملحون، والتنوع الحضاري والمعرفي في المغرب. لاتسل قلبي أحدث أغنياتك وقمتٍ بتلحينها وكتابتها وغنائيها فكيف ذلك؟ أنا مطربة في الأساس وشاعرة وملحنة، وتقديمي لأغنية من ألحاني وكلماتي باللغة العربية الفصحي، ليست بالتجربة الجديدة، فالعديد من نجوم الغناء العربي يفعلون الشيء ذاته، وأتمنى أن تنال الأغنية إعجاب الجمهور. شاهد الأغنية: كيف أثر الفن المصري على المغاربة؟ التليفزيون الرسمي المغربي دأب من زمنٍ طويل على إذاعة الأفلام والمسلسلات المصرية، ولا يوجد مغربي لا يعرف رموز الفن المصري والعربي ومن بينهم الفنان الكبير عادل إمام وغيره من علامات السينما والدراما العربية، وداليدا كفنانة مصرية أولًا كانت أول من لفت نظري إلى فنها، وقدّمت أغنيات ب7 لغات، وهناك من قارن نبرة صوتي بداليدا في بداياتي، وشغفت بها وتابعت أخبارها، ومصر لها الريادة على كافة الأصعدة سواء الفن أو الأدب أو غيرها من الفنون، ولكن التأثير العربي تراجع الآن كثيرًا، لحساب الأفلام والدراما الأجنبية، وخاصة الإنجليزية. لماذا اتجهتِ للأغاني السينجل بدلًا من الألبومات الغنائية؟ خلال العام 2009، توجهت لدراسة الإخراج السينمائي، وهذا الاتجاه أخرني قليلًا عن الغناء، وعملت مساعد مخرج مع العديد من أشهر المخرجين، ومن بينهم علي بدرخان، وخلال تلك الفترة قدّمت فيلم "كذاكايرو" من إخراجي، وقدّمت خلاله أغنية الفيلم؛ ليفرض الغناء نفسه في قائمة اهتمامتي. ماذا عن تأسيسك لبند استبينا و موجة دور؟ البند تم تأسيسه لتقديم أغاني تراث البحر الأبيض المتوسط، وقُدّمت خلاله عددًا من الأغنيات باللغات الفرنسية والإيطالية والإسبانية والنوبية واللهجات العربية المغربية والشامية، أما باند موجة دور فكنت أقدّم خلاله أغاني مغربية فقط وأقوم بتلحين أغلبها. هل سبق وحصلتِ على تكريمك بالمهرجانات والمسابقات؟ شاركت بفيلم كذاكايرو بمهرجان السينمائي الدولي للفيلم القصيرة بمكناس، وحصلت خلال المهرجان على جائزة مكناس الكبرى، وهذه الجائزة بالتحديد كان لها وقع خاص على نفسي حيث أنها من أوائل الجوائز التي فزت بها في وطني وبلدي؛ لذا فهي جائزة عزيزة للغاية على نفسي، وسعدت بها للغاية، كما حصلت على جائزة بمهرجان بصمات السينمائي بالرباط، وشاركت بمهرجان الكاميرا العربية في مدينة روتردام بهولندا، والعديد من المهرجانات. ماذا عن أغاني ألبومك المقبل؟ خلال الفترة الماضية قدّمت أغاني عديدة مع بندات أندرجراوند، وقدّمت عددًا من الأغنيات التي تمزح بين اللهجات العربية، وأغنية لاتسل قلبي اخترتها باللغة العربية الفصحي، من شعر الدكتورة السعودية مها عبود، وتوزيع شريف الوسيمي، وعود دكتور محمد أبوزيد، وأخطط لتقديم ألبوم غنائي يضم أغاني مصرية ومغربية ومن المتوقع أن أقدّم أغاني خليجية، وأفكر في التعاون مع أكبر الملحنين؛ ليقدموا أغنياتي من زاوية أخرى. هل تتركين الإخراج لحساب الفن؟ حاليًا أستعد لتجميع فيلم قصير حول وصمة العار في المرض النفسي، ولم أكمله حتى الآن رغم انتهاء تصوير أجزاء منه، ومازلت بانتظار انتهاء التصوير الخارجي، والغناء الآن يستهلك كل وقتي، ومن المقرر أن أقدّم الفيلم في حدود 2020. كيف توازنين بين عملك وعائتلك؟ زوجي هو أكبر داعم لي، وهو حريص دائمًا على تشجيعي وتقديم كافة سبل الدعم لي؛ لتقديم موهبتي للجمهور، ودائمًا ما أستشيره فيما أقدمه من أعمال، وتفيدني آراءه للغاية. كيف ترين أغاني المهرجانات في مصر؟ كل فن له جمهوره، ولكن أنا كنجوى، لا أفضل هذا النوع من الأغاني، وهناك نوع من الراي وجزء من الشعب المغربي، يشبهان إلى حدٍ كبير المهرجانات المصرية، ولكن الشعب المغربي والجزائري يرفضان هذا النوع من الفنون وإن كان له جمهوره، ولا أرى هذا النوع من الغناء طربًا. البعض يرى أن الفنان الذي يبدأ تجربته بالإنتاج الذاتي لاتؤمن شركات الإنتاج بموهبته فكيف ترين ذلك؟ الإنتاج الذاتي يحرر الفنان من قيود الشركات المنتجة، ويمنحه هامش حرية لتقديم مايراه من الفنون، ويعيب الإنتاج الذاتي، عدم القدرة على الترويج للأغاني، والمطرب المغربي سعدلمجرد وصل للعالمية دون التعاون مع شركات إنتاج، بل يعتمد على إنتاج أغنياته بنفسه، واستطاع أن يوصل الأغنية المغربية إلى جميع أنحاء العالم. كيف ترين تجربة المطرب حمزة نمرة في غناء التراث الأمازيغي؟ حمزة نمرة استطاع تقديم أغنيته إيناس إيناس من التراث الأمازيغي، ورغم أن المغاربة لديهم أصول مغربية إلا أنني لا أستطيع غناء هذه الأغنية وتقديمها بمثل أداءه. ماذا عن تقديمك لأغاني التراث الخاصة بالمغرب العربي؟ قدّمت العديد من أغاني التراث التونسي والمغربي والجزائري، ومن بينها لموني اللي غاروا مني للمطرب التونسي الكبير لطفي بوشناق، وقدّمت عددًا من أغاني التراث المغربي، والتونسي، وكان بداتي الغنائية تعتمد على تقديم الأغاني التراثية. ماهو الفرق مابين المؤدي والمغني؟ كلمة المؤدي اخترعها من لا يملكون الموهبة الكافية للمنافسة في سوق المواهب الكبرى؛ للخروج من الانتقادات أو التقييمات من قبل النقاد الفنيين. هل شاركتِ من قبل في مسلسلات درامية أو أفلام؟ شاركت في برنامج حول المواهب المغتربة، وشاركت بالتمثيل في عددًا من فقرات البرنامج. بم تنصحين الموهوبين في الوطن العربي الذين مازالوا في بداية مشوارهم الفني؟ أنصحهم بالمضي قدمًا في تقديم فنهم، والعالم الآن أصبح مفتوحًا والجمهور ينتظر على مواقع التواصل الاجتماعي، والموهبة الجيدة تفرض نفسها على المستمعين والمشاهدين.