رحاب مطاوع، بنت دار الأوبرا التى تمتلك صوتاً رائعاً ومتعدد المساحات والتفاصيل.. تتحرك "رحاب" بخطوات ثابتة ولديها قاعدة جماهيرية كبيرة فى مصر وعدد كبير من دول عالمنا العربى، شاركت رحاب مؤخراً فى مهرجان «وليلى» لموسيقى العالم التقليدية الذى بدأت فعالياته من 22 يوليو الجارى، وحتى 26 من الشهر نفسه، جاءت المشاركة من خلال فرقة أم كلثوم التى قدمت حفلة شديدة الجمال والثراء على مسرح ساحة الهديم بمدينة مكناس، إلى جانب امتلاكها صوتاً عزباً تمتلك أيضاً رحاب مطاوع رصيداً كبيراً من التواضع والثقافة ولديها حضور شديد على خشبة المسرح.. فى المغرب التقيت بها ودار بينى وبينها حوار طويل حول حال الأغنية المصرية. بداية هل تشعرين بالرضا عن موقعك على خريطة الغناء؟ - بصراحة شديدة لست راضية عن نفسى، كنت أتمنى أن أكون فى مكان أفضل، ولكن لو تأملت حال الوسط الغنائى سوف تكتشف أننى فى مكان جيد، مهمتى هى الدفاع عن التراث وحمايته وأظن أننى نجحت فى ذلك، أملى أن أقدم أعمالاً غنائية خاصة بى وتسهم في تقريب المسافات بينى وبين الجمهور المصرى والعربى. لماذا تعانى أغلب مطربات الأوبرا من أجل الظهور والانتشار؟ - يجب أن نتفق أولاً على أن أجمل الأصوات المصرية موجودة فى الأوبرا، وهناك فنانات نجحن فى الانطلاق واختراق الحاجز، ولكن الغالبية العظمى من المطربات يواجهن صعوبات كبيرة، ومظلومات لأن هناك نظرة لهن أن مهمتهن أغانى التراث فقط، ولا ننسى أن هناك أزمة فى الإنتاج وهذا أثر على العديد من الأصوات الجادة. ما حجم إنتاج رحاب مطاوع الخاص بها؟ - حتى هذه اللحظة لم أقدم ألبوماً خاصاً بى، والسبب هو ظروف الإنتاج، فقد ألقت أزمة الإنتاج بظلالها الكثيفة والكئيبة على صناعة الأغنية فى مصر، ولذا لم أتحمس لتقديم ألبوم، ولكن شاركت فى أغانى تترات بعض المسلسلات والأعمال الفنية وقريباً سوف يطرح فيلم سينمائى يحمل اسم «روج» وقد قدمت فيه عدداً من الأغانى التى أتمنى أن تنال إعجاب الجمهور والنقاد. كيف ترين حال الأغنية فى مصر؟ - بكل تأكيد هناك حالة من التراجع ومستوى الأعمال الجيدة يتراجع أمام مستوى الأعمال الهابطة بدليل أن هناك أغانى انتشرت وسيطرت مثل موجة أغانى المهرجانات، المدهش أن هؤلاء الذين يرددون الأغانى الهابطة يجدون من ينتج لهم ويتحمس لأفكارهم، بينما الأصوات الجادة التى تقدم الطرب الحقيقى يعانون من أجل الوصول للناس. إلى أي مدى ساهمت برامج اكتشاف المواهب الغنائية فى النهوض بحال الأغنية؟ - بداية أنا لست مقتنعة ببرامج اكتشاف المواهب الغنائية التى ظهرت فى الفترة الأخيرة، وملأت شاشات الفضائيات، وأرى أنها سبوبة الهدف منها تحقيق الكسب المادى فقط لكن لا يوجد رسالة ولا يوجد هدف آخر، ويجب أن تعرف أن هناك سياسة وتوجهات تحكم لعبة برامج المسابقات وأكبر دليل على ذلك هو أن هناك أصواتاً ضعيفة كانت لجان التحكيم تقوم باختيارها وترفض أصواتاً أخرى جادة وقوية، باختصار فى برامج المسابقات الغنائية يغيب الحياد والموضوعية وتسيطر المصالح والأهواء لذا أقول إن البرامج مجرد سبوبة لا أكثر ولا أقل. هل فكرت رحاب مطاوع فى المشاركة فى مثل هذه البرامج؟ - بصراحة شديدة لم أفكر لأننى مقتنعة بعدم حيادى ولكن هناك زميلات شاركن فى هذه البرامج وظهرت فيها بشكل رائع ومتميز. البعض يرى أن الوصول والانتشار يحتاج إلى تنازلات ما تعليقك؟ - لا أعرف بصراحة ما هى التنازلات التى يقدمها الفنان من أجل الظهور والانتشار، لكنى أثق فى الله سبحانه وتعالى ولن أقدم أى تنازل مهما كانت الإغراءات، سوف أجتهد من أجل تحقيق حلمى والصعود إلى قمة الشهرة، أرى أن الفنان الحقيقى يجب أن يمتلك رصيداً من الطموح والإصرار ولا يرفع راية الاستسلام مبكراً، لذا أنا متفائلة جداً بالمستقبل. فى رأيك من المسئول عن حماية الأغنية المصرية؟ - الجميع مسئول، الأغنية تحكمها صناعة، كاتب وملحن وموسيقى ومنتج ومطرب، على كل فرد أن يقوم بدوره من أجل تقديم منتج متميز، لا تندهش إذا قلت إن هناك مؤامرة على الأغنية المصرية تقودها بعض شركات الإنتاج التى تدفع مطربين غير مصريين للمقدمة وتريد تهميش الفن المصرى. وأتصور أن الحل السحرى لأزمة الأغنية يحتاج إلى عودة وزارة الإعلام، فقد انهارت الأغنية بمجرد أن أهملت وزارة الإعلام دورها، لو عدنا بالذاكرة للخلف سوف نكتشف أن وزارة الإعلام كانت تقيم العديد من الحفلات منها حفلات أضواء المدينة وحفلات ليالى التليفزيون، فى هذه الحفلات كانت تخلق حالة من البهجة وتسعد الجمهور وفى الوقت نفسه تساهم فى ظهور مواهب غنائية جديدة، لا أبالغ إذا قلت إن وزارة الإعلام مسئولة عن انهيار صناعة الأغنية وعلى الدولة أن تنتبه لهذا الأمر وتحاول تصحيح الأوضاع والأخطاء. فى رأيك هل أثرت السينما على مناخ الأغنية؟ - بكل تأكيد السينما لها سحرها وجمهورها وفى فترة طويلة كان الفيلم ينجح لمجرد احتوائه على أغنية شعبية مصحوبة برقصة خليعة أو جريئة يتم ترديد الأغنية واستخدامها كنوع من الدعاية للفيلم، وفى الماضى كانت السينما تقدم أغانى رائعة لكبار النجوم أمثال فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ وفايزة أحمد وأم كلثوم، وبمرور الأيام والسنوات زادت قيمة هذه الأغانى وزاد تعلقنا بها. قلتِ إن وزارة الإعلام مسئولة عن انهيار الأغنية وماذا عن الثقافة؟ - بصراحة شديدة أرى أن الثقافة تقوم بدورها على أكمل وجه وتحاول فى ضوء الإمكانيات والظروف المتاحة النهوض بالفن وإحداث حالة من التواصل بين الفن المصرى وكل فنون العالم، وقد شاركت فى مهرجانات كثيرة من خلال وزارة الثقافة ولمست بنفسى حرص الوزارة على توصيل التراث المصرى للعالم والتضافر به، ولكن وزارة الإعلام تم إلغاؤها واختفى دورها ومطلوب أن تعود الوزارة وأن تعود لممارسة دورها فى الحفاظ على الفن المصرى وتقديم مواهب تليق باسم مصر الكبير. بمناسبة المهرجانات حدثينا عن مهرجان «وليلى»؟ - شاركت من خلال فرقة أم كلثوم التى تضم مجموعة متميزة من أبرز وأمهر الموسيقيين فى مصر والعالم العربى ومنهم الدكتور محمد ظهير، الدكتور خالد إبراهيم الدكتور أحمد عاطف وأحمد أمين وأمير عزت وجون سامى المطرب وعمرو ناجى، وكان المهرجان رائعاً وقد قدمنا حفلة جميلة فى ساحة الهديم وتزاحم الآلاف من أجل متابعة الحفل، والحمد لله كانت حفلة ناجحة وهتف الجمهور المغربى باسم مصر وغنيت فى هذه الحفلة أغنية "ألف ليلة وليلة" وتفاعل معى الجمهور المغربى وراضية تماماً عن أدائى في هذا المهرجان وأشكر زملائى فى فرقة أم كلثوم التى أتشرف بكونى عنصراً بين تكوينها وأشكر الدكتور أشرف هيكل عميد معهد الموسيقى العربية والدكتور أحلام يونس رئيس أكاديمية الفنون على دعمهما الدائم. وما مشروعاتك الفنية القادمة؟ - انتهيت من تسجيل أغانى فيلم «روج» وأنتظر عرض الفيلم تجارياً وأملى أن ينال أدائى الغنائى فى الفيلم إعجاب الجميع.