أصبحت البطولة الجماعية هي تميمة النجاح للأعمال السينمائية والدرامية، وفرس رهان المسابقات الذي لا يضل طريقه نحو الفوز، ورغم أن الاعمال الفردية للفنانين تحقق الشهرة الا أن أي منتج يفكر في النجاح الآن يبحث دائما عن سيناريو يجمع أكبر عدد من الأبطال. وكانت البطولات الجماعية قد بدأت بالوجوه الشابة وحققت نجاحات أثناء عرضها على الفضائيات، لكنها لم تحقق نجاحاً في دور العرض بسبب عدم ثقة الجمهور في هذه التجارب، والآن أصبحت البطولة «الجماعية» سر النجاح سواء كانت لوجوه شابة أو فنانين لهم تجارب سابقة، ومن أبرز الأعمال التي اعتمدت على البطولة الجماعية فيلما «المذنبون» و«الاخوة الاعداء» وفي السنوات الأخيرة «عمارة يعقوبيان» و«ليلة البيبي دول»، وعن هذا الاتجاه العالمي للسينما يقول المخرج خالد حجر: البطولة الجماعية اصبحت بالفعل هي الحل للعديد من النجوم للتواجد سواء على مستوى الدراما أو السينما، بالاضافة الى أنها منحت الفرصة للعديد من الشباب أن يحققوا نجاحاً سريعاً، فالنجاح المدوي لمسلسل «دوران شبرا» الذي قدمته في رمضان 2011 كان بسبب البطولة الجماعية لأن البطل في تلك التجارب هو السيناريو الذي يجتهد فيه المخرج بشكل كبير ليتمكن من جمع كل هذا العدد وبالتالي فهي تجذب شرائح عديدة للمشاهدة خاصة الشباب، بالاضافة الى أن هذا الاسلوب سيكون المدرسة الحقيقية لخروج وجوه جديدة واعدة، وأعتقد أن هذه المشاريع في السينما اصبحت تحقق نسبة ايرادات أعلى لأنها تجمع أكبر شرائح من الجمهور، وأعتقد أن أي منتج يريد أن يجمع ماله يحاول الجمع بين أكبر عدد من الفنانين مثلما حدث في أفلام «الشوق وكباريه والفرح وعمارة يعقوبيان» بصرف النظر عن نجومية المشاركين في لكل منها لكنها حققت نجاحاً لأنها بطولة جماعية وسيناريو جيد. ويرى المخرج هاني جرجس فوزي أن البطولات الفردية حتي الآن مازالت مساوية في نجاحها للبطولات الجماعية، والدليل نجاح أفلام محمد هنيدي، وأحمد السقا في أفلامهما التي عرضت في آخر موسم عيد الفطر، رغم أن السينما في ازمة سواء على مستوى البطولات الجماعية او الفردية، وعلى العموم أصبحت السيناريوهات التي تكتب الآن اغلبها لا يعتمد على النجم الأوحد بل أصبحت هناك تجمعات فنية في كل عمل آخرها مثلاً فيلم «المصلحة» بطولة أحمد عز وأحمد السقا فهو يعتبر بطولة جماعية، وفيلم «واحد صحيح» باع في دور العرض باسم هاني سلامة لكنه بطولة جماعية، فيه نجوم هم بسمة ورانيا يوسف وعمرو يوسف وزيزي البدراوي واسماءهم ليست قليلة عن هاني سلامة، وبالتالي أصبحت التجربة موجودة بشكل كبير. ويضيف: الفيلم في السينما عادة يجمع تكاليفه وبالتالي لا يخسر، على عكس الوجوه الجديدة التي تتكلف مبالغ قليلة لكنها لا تبيع في السينما والقنوات الفضائية تقلل من الثمن بشكل كبير مثل أفلام «علاقات خاصة واستغماية» لم يجمعا أية ايرادات في السينما. المنتج صادق الصباح يرى أن البطولات الجماعية بالفعل أصبحت ضمان الايرادات خاصة بالنسبة للمنتج، فكثرة النجوم في المسلسل تضمنت شيئين أولهما سيناريو جيد وثاني الاستفادة من أكثر من وجه أو نجم صاعد وخاصة عندما يكون هؤلاء الصاعدون معروفين ولديهم تاريخ فني مثل مسلسل «زي الورد». واعتبر الفنان محمود عبد المغني البطولة الجماعية هي القاسم المشترك في كل النجاحات، لأننا لم نعد في عصر النجم الأوحد، وما جعل مسلسلي «المواطن اكس» و«طرف ثالث» يحققان نجاحاً أننا مثلنا الواقع الاجتماعي على الشاشة وهذا دور الفن، ويواصل عبد المغني: فلم يعد دور الفرد وحده كافياً لتجسيده لكن العمل الجماعي يضمن عدة نجاحات أهمها أن الجمهور يشعر بواقعيته بشكل كبير للغاية، بالاضافة الى أن سينما الشباب عندما بدأت عام 1998 نجحت لأنها بطولة جماعية بفيلم «اسماعيلية رايح جاي» 4 نجوم قلبوا موازين السينما وعليه انتشرت البطولات الجماعية بشكل كبير لأنها نقلت الواقع الاجتماعي ونجحت أكثر عندما بدأ نجوم الصف الأول في المشاركة فيها، وأعتقد أن الفترات القادمة ستشهد قوة في هذه النوعية من الأعمال بسبب تحقيقها نجاحات كثيرة. وقالت الفنانة نيللي كريم: إنها تبحث عن أفلام البطولة الجماعية لأنها دائما تقدم موضوعاً مهماً جداً أقوى من البطولات الفردية لأن خيوط الموضوع تكون كثيرة وتجذب الجمهور، وهو ما حدث مثلاً مع فيلم «واحد صفر» و«678» ومسلسل «الحارة» كلها أعمال سر نجاحها كان البطولة الجماعية وكلها جمعت جوائز كثيرة في مهرجانات وحققت نسبة نجاح أكثر من أعمال كثيرة عرضت في نفس الوقت وأعتقد أن البطولة الجماعية ستكون السمة الغالبة في الفن في الفترة القادمة خاصة بعدما بدأ المؤلفون في كتابة سيناريوهات تجمع أكثر من نجم شباك مثلما حدث مؤخراً مع فيلم «المصلحة» و«واحد صحيح» و«سهر الليالي» وغيرها. وقال المخرج سامح عبد العزيز: إن المخرج عادة يتعامل مع البطولة الجماعية بشكل أصعب لأنه يقابل أزمة المستوى الواحد للأبطال، وبالتالي نجاح البطولة الجماعية يكون نجاحاً أكبر للمخرج أكثر منه للأبطال، وأضاف عبد العزيز: إن نجاح فيلم «كباريه» اعتمد على السيناريو أولاً الذي تمكن من دمج كل الشخصيات بخطوط واحدة بعدها نجح فيلم «الفرح» الذي قدمه نفس فريق العمل، وهذا النجاح نابع من التقسيم الجيد لهذه البطولات الجماعية، بالاضافة الى أنني كمخرج مؤمن تماما بأن العمل الجيد هو كتيبة لابد أن يقوم كل فرد بوظيفته حتى يتمكن من تقديم العمل بشكل متميز وهو ما يخلق نوعاً من التناغم ينتج عنه نجاح الفيلم أو المسلسل، وأضاف: أنا أجهز لفيلمين الأول بعنوان «الليلة الكبيرة» والثاني «حكاية ال 200 جنيه» وكلها بطولات جماعية. ويؤكد المنتج أحمد السبكي أن البطولة الجماعية هي المستقبل للسينما وللتليفزيون لأن الجمهور أصبح أكثر وعياً في قراءة الواقع وأصبح يربط كثيراً بين ما يراه على شاشة التليفزيون أو السينما وبين الواقع، وأضاف السبكي: إنه بدأ في انتاج افلام للبطولات الجماعية منذ سنوات عديدة، وكان رأيه دائما أنها ستكون المستقبل لأنها تضمن أكبر عدد ممكن من المشاهدين بسبب كثرة الفنانين فيها، بالاضافة الى أن النجاح الذي يحققه كل فنان من خلال العمل يجعله نجما في عمل يليه، وهذا ما يحققه في أفلام «كباريه، والفرح، وساعة ونصف» الذي ننتظر عرضه في موسم عيد الأضحى والذي يشارك فيه أكثر من 30 فناناً كلهم يبحثون عن النجاح الجماعي.