تعطيل الدراسة أسبوعًا في 38 مدرسة بكفر الشيخ للاحتفال مولد إبراهيم الدسوقي (تفاصيل)    انخفاض سعر الذهب اليوم الجمعة 24-10-2025 عالميًا    أسعار الفراخ وكرتونة البيض في أسواق الشرقية الجمعة 24-10-2025    سعر الدولار الأمريكي مقابل بقية العملات الأجنبية اليوم الجمعة 24-10-2025 عالميًا    قاذفات «بي-1» الأمريكية الأسرع من الصوت تحلق قرب ساحل فنزويلا    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 24-10-2025 والقنوات الناقلة    «مبحبش أشوف الكبير يستدرج للحتة دي».. شريف إكرامي يفاجئ مسؤولي الأهلي برسائل خاصة    «أجلوا سفركم» ..بيان عاجل بشأن حالة الطقس وتحذير من رؤية «ضبابية»    استمرت فعالياتها على مدار 11 يومًا .. مهرجان نقابة المهن التمثيلية يسدل الستار على دورة ال70 فائزًا    بعد «أقدم ممر فى التاريخ» و«موكب المومياوات».. مصر تستعد لإبهار العالم مجددًا بافتتاح المتحف المصرى الكبير    عمرو دياب يتألق في أجمل ليالي مهرجان الجونة.. والنجوم يغنون معه    الأمين العام لحركة الجهاد: ملتزمون بوقف الحرب.. وأشكر مصر على جهودها    استخراج جثة متوفي من داخل سيارة اشتعلت بها النيران بطريق السويس الصحراوى.. صور    خطة أمريكية جديدة لحل مؤسسة غزة الإنسانية المثيرة للجدل واقتراح البديل    الاتصالات: لم نطبق القانون بأثر رجعي بعد غلق 60 ألف هاتف معفى.. وأمهلنا أصحابها 90 يومًا    في أجواء روحانية، طوفان صوفي في الليلة الختامية لمولد أبو عمار بالغربية (فيديو)    مش عايزة أسرق طفولتها.. حنان مطاوع تروي تفاصيل واقعة ملاحقتها وابنتها للتصوير    المشهراوي: لا بد من إطلاق إعمار غزة سريعًا لتثبيت صمود الشعب    نوفمبر الحاسم في الضبعة النووية.. تركيب قلب المفاعل الأول يفتح باب مصر لعصر الطاقة النظيفة    أسماء المرشحين بالنظام الفردي عن دوائر محافظة بني سويف بانتخابات مجلس النواب 2025    مهرجان الموسيقى العربية ال33 يحتفي بأساطير الطرب.. ثروت وناجي يعيدان سحر حليم ووردة| صور    فتاة تتناول 40 حبة دواء للتخلص من حياتها بسبب فسخ خطوبتها بالسلام    النيابة العامة تنظم دورات تدريبية متخصصة لأعضاء نيابات الأسرة    تعرف على موعد بدء التوقيت الشتوي وموعد ضبط الساعة رسميًا    زيلينسكي: الاتحاد الأوروبي أكد أن المساعدات المالية لأوكرانيا ستستمر    دوي صفارات الإنذار في تجمعات سكنية قرب غزة.. وبيان عاجل من الجيش الإسرائيلي    في قبضة العدالة.. حبس 3 عاطلين بتهمة الاتجار بالسموم بالخصوص    نانيس أيمن تكتب: الهند لأول مرة بالعراق من خلال «رقصة النسيج» اللوحة الفنية الراقية والفوز المستحق    وكيل صحة الفيوم تفتتح أول قسم للعلاج الطبيعي بمركز يوسف الصديق    «بالأرز».. حيلة غريبة تخلصك من أي رائحة كريهة في البيت بسهولة    82.8 % صافي تعاملات المستثمرين المصريين بالبورصة خلال جلسة نهاية الأسبوع    الشناوي يكشف مكافأة لاعبي بيراميدز عن الفوز بدوري الأبطال    قطة: سأتولى رقابة ديمبيلي.. وسأمنح هذا الثنائي أفضل لاعب داخل القارة    التجربة المغربية الأولى.. زياش إلى الوداد    طريقة عمل صوابع زينب، تحلية مميزة لأسرتك    نصائح أسرية للتعامل مع الطفل مريض السكر    في ليلة طربية استثنائية.. ملك أحمد تبهر جمهور معكم بأداء مؤثر لأغنية الرضا والنور    طعن طليقته أمام ابنه.. ماذا حدث فى المنوفية؟.. "فيديو"    حكم قضائى بمحو السجل الجنائى لليوتيوبر أحمد أبو زيد بعد براءته من الاتجار فى النقد الأجنبى    رابط التقديم في اللوتري الأمريكي 2025 وخطوات التسجيل في قرعة الهجرة إلى أمريكا    فحص فيديو تعدى سائق نقل ذكى على فتاة فى التجمع    عاجل- مجموعة "كايرو ثري إيّه" تدعم وحدة زراعة الكبد في مستشفى الناس بمبلغ 50 مليون جنيه    بعد المشاركة في مظاهرة بروكسل.. أمن الانقلاب يعتقل شقيقا ثانيا لناشط مصري بالخارج    الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي: وحدة الكنيسة ليست خيارًا بل طاعة لنداء المسيح    مجلس الوزراء اللبناني يقر اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع قبرص    «محمد عبدالوهاب كان هيعملي أغاني».. فردوس عبدالحميد تروي بدايتها في الغناء (فيديو)    محمد كساب: ستاد المصري الجديد تحفة معمارية تليق ببورسعيد    نجم غزل المحلة السابق يشيد ب علاء عبدالعال: «أضاف قوة مميزة في الدوري»    ماكرون: العقوبات الأمريكية ضد روسيا تسير في الاتجاه الصحيح    لماذا لم تتم دعوة الفنان محمد سلام لمهرجان الجونة؟.. نجيب ساويرس يرد    راقب وزنك ونام كويس.. 7 نصائح لمرضى الغدة الدرقية للحفاظ على صحتهم    النيابة تكشف مفاجأة في قضية مرشح النواب بالفيوم: صدر بحقه حكم نهائي بالحبس 4 سنوات في واقعة مماثلة    إكرامي: سعداء في بيراميدز بما تحقق في 9 أشهر.. ويورشيتش لا يصطنع    ما الدعاء الذي يفكّ الكرب ويُزيل الهم؟.. أمين الفتوى يجيب أحد ذوي الهمم بلغة الإشارة    هل تأخير صلاة الفجر عن وقتها حرام؟| أمين الفتوى يجيب    الشيخ خالد الجندي: الطعن فى السنة النبوية طعن في وحي الله لنبيه    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23-10-2025 في محافظة الأقصر    ما حكم بيع وشراء العملات والحسابات داخل الألعاب الإلكترونية؟ دار الإفتاء تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. شوقى علام مفتى الجمهورية: الحجاب فرض.. بنص القرآن والسنة
نشر في الوفد يوم 18 - 12 - 2019


الفتاوى.. أهم أسلحة حروب «الجيل الخامس»
الإسلام يجرم الشائعات ويتوعد أصحابها بالعقاب الأليم
الجماعات الإسلامية.. سبب انضمام شباب الغرب إلى «داعش»
نفتخر بتراثنا الفقهى.. وتنقيح التراث ضرورة لابد منها
المرأة شريك أساسى فى مسيرة البناء والتنمية
الدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية فقيه هادئ ومتزن؛ وهو شخصية علمية؛ قاد مؤسسة الإفتاء فى مصر والعالم الإسلامى باقتدار؛ «علام» المولود فى قرية «زاوية أبوشوشة» بمركز الدلنجات بالبحيرة عام 1961؛ حصل على «العالمية» الدكتوراه فى الفقه من كلية الشريعة والقانون بالقاهرة عام 1996 بتقدير مرتبة الشرف الأولى انتخب فى عام 2013 خلال اجتماع هيئة كبار العلماء برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ليشغل منصب المفتى؛ ليكون أول مفتٍ منتخب بعد تعديلات قانون الأزهر؛ كما يرأس المجلس الأعلى للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم منذ عام 2015.
جهود «علام» لا تتوقف بعد أن أصبحت دار الإفتاء خلية نحل لتعمل كافة إدارات الدار ليل نهار وتتصدى لمهامها الجسام التى ألقيت على عاتقها؛ حتى ضمت دار الإفتاء نماذج من خيرة العلماء والشباب؛ كل يعمل فى تخصصه دون كلل أو ملل لخدمة الإسلام والمسلمين فى مصر والعالم وتصحيح المفاهيم وبيان صورة الإسلام السمحة فى العالم.
«علام» حصل على العديد من التكريمات خلال مشواره الإفتائى، أهمها حصوله على جائزة أبرز راع للسلام من منظمة التحالف العالمى للأديان بسول فى كوريا الجنوبية 2014؛ لتفانيه وجهوده فى تحقيق السلام ونشر العلم والتنوير فى العالم أجمع؛ كما تسلم درع القدس تقديرا لتعاونه وعطائه وجهوده الدائمة لدعم القضية الفلسطينية والقدس الشريف.
«الوفد» التقت مفتى الجمهورية للتعرف على جهود دار الإفتاء وآرائه فى العديد من القضايا.
مؤخرًا عقدت دار الإفتاء مؤتمرها الخامس الإدارة الحضارية للخلاف الفقهى هل يمكن فى رأيكم وضع رؤية حضارية للاختلاف البشرى بصفة عامة والنظرية الكلية لإدارة الخلاف الفقهى فى الفكر الإسلامى بصفة خاصة؟
لا شك أن ما يعيشه العالم اليوم من تقارب فى الاتصالات والمواصلات وتدافع عظيم فى عالم الأفكار والاتجاهات يطرح علينا تحديات جسامًا، خصوصًا فى إدارة الخلاف الفقهى الموروث واستثماره فى معالجة القضايا والمشكلات الراهنة.
ورسالة المؤتمر بنيت على استثمار الخلاف الفقهى فى كافة عصوره فى دعم التماسك الاجتماعى المعاصر والمشاركة فى عمليات العمران والإسهام فى الحضارة الإنسانية المعاصرة، كما أن أهم أهداف المؤتمر ركزت على إعلان آلية لإفادة مؤسسات المجتمع المدنى للاستثمار من الخلاف الفقهى فى مجال حقوق الإنسان وكافة المجالات الاجتماعية والإنسانية وكذلك تطوير طائفة من الأفكار التى تتبنى إنشاء برامج إعلامية ونشاطات اجتماعية يتشارك فيها علماء المذاهب المختلفة تكون مرشدة لأتباع هذه المذاهب وداعمة للتسامح.
وأيضًا تجديد النظر إلى الخلاف الفقهى ليكون بداية حل للمشكلات المعاصرة بدلًا من أن يكون جزءًا منها، إضافة إلى تحديد الأصول الحضارية والاتجاهات المعاصرة للتعامل مع مسائل الخلاف وقضاياه، وإعلان مبادرات إفتائية رسمية تدعم الإدارة الحضارية للخلاف الفقهى.
صاحب الفضيلة، يرى الكثير أن التوصيات التى تصدر عن المؤسسات الدينية فى مصر لا تتعدى كونها أبحاثًا وأوراقًا تظل حبيسة الأدراج ولا يكون لها تفعيل على أرض الواقع، فما ردكم؟
لم يكن هذا أبدًا من دأب دار الإفتاء فى مؤتمراتها بل نسعى دائمًا لوضع مشروعات ومبادرات وتوصيات قابلة للتطبيق على أرض الواقع ونسعى لتنفيذها فور انتهاء المؤتمر وفق جدول زمنى محدد، فقد اعتدنا على تشكيل لجنة متخصصة لمتابعة تطبيق ما يصدر عن المؤتمر السنوى من توصيات ومبادرات على أرض الواقع والإشراف على تنفيذها على أكمل وجه.
وتعمل كافة إدارات الدار والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم على مدار عام كامل فى تنفيذ كافة التوصيات والمبادرات والمشروعات الإفتائية التى يتم الإعلان عنها كل مؤتمر ولا شك أن إنجاز تلك المشروعات على أرض الواقع لهو خير دليل على مصداقيتنا ودخول كافة المشروعات والمبادرات إلى حيز العمل ومن بينها المؤشر العالمى للفتوى ومنصة هداية ووحدة الرسوم المتحركة وبرامج التدريب وغيرها.
كيف يتم إعداد جيل قادر على مواجهة الآراء والفتاوى الشاذة والمتطرفة؟
مواجهة التطرف والإرهاب مسئولية مجتمعية تقع على عاتق عناصر المجتمع كافة، حيث تتكامل فيما بينها لتكون حصنًا منيعًا أمام جماعات التطرف والإرهاب، التى تسعى لنشر سمومها وفسادها فى الأرض، وتعزيز المسئولية المجتمعية يعد معيارًا مهمًّا ومؤشرًا على تطور المجتمع ونموه، وهى مهمة يجب أن تقوم بها المؤسسات التثقيفية والتعليمية المسئولة عن تنشئة المجتمع وخاصة فئة الشباب.
ودار الإفتاء أخذت على عاتقها أداء هذه المسئولية المهمة، من أجل إرساء المفاهيم التى تزيد من التماسك المجتمعى، وتعزز المسئولية بين كافة أبناء الوطن، واعتمدت فى ذلك على عدة آليات وطرق للوصول إلى أكبر قطاع من الناس، من بينها تفكيك الأفكار المتطرفة عبر الفضاء الإلكترونى وصفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى التى يتابعها ما يزيد على 8 ملايين ونصف متابع، وكذلك عبر إصدار الكتب ونشر المقالات وإصدار فيديوهات الرسوم المتحركة وغيرها من المجهودات.
هذا فضلًا عن التواصل المباشر مع الشباب من خلال المجالس الإفتائية التى تعقدها الدار بشكل دورى فى مراكز الشباب على مستوى محافظات الجمهورية بالتعاون مع وزارة الشباب، فمواجهة التطرف تبدأ من المدرسة والجامعة والمؤسسات التثقيفية والدينية التى تغرس فى النفوس الانتماء للوطن والدفاع عنه كل فى موقعه.
واقع الفتوى مؤلم وكارثى وهناك من يجترئون على الفتوى بغير علم ولا تخصص أو فهم ووقع الناس بين سنة الاتباع وفوضى الابتداع فما رؤيتكم لذلك؟ وهل نحن فى حاجة بالفعل إلى قانون لتنظيم الفتوى فى مصر؟
أتفق معك.. فتصدر غير المتخصصين للفتوى خاصة فى الفضائيات سبب أزمة كبيرة وارتباكًا فى المشهد الإفتائى، ولكن عملنا على الحد من ذلك عبر عدة إجراءات منها تحديد قائمة بالمفتين الذين يحق لهم الظهور فى الإعلام وكان لها أثر كبير فى ذلك بعد التزام الإعلام بها.
أما عن قانون تنظيم الفتوى فقد انتهت منه لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب منذ دَور الانعقاد الثالث، ويحدد القانون ضوابط إصدار الفتاوى عبر وسائل الإعلام، ويحظرها على غير المختصين، كما يحدد الجهات المنوط بها منح تصاريح بالفتوى للتصدى لفوضى الفتاوى الدينية الشاذة والمتطرفة، وقد تأخر صدور القانون بسبب تقديم هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف بعض التعديلات عليه، فضلًا عن ازدحام الأجندة التشريعية.
وقد نص القانون على أنه يحظر بأية صورة التصدى للفتوى العامة إلا إذا كانت صادرة من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أو دار الإفتاء المصرية أو مجمع البحوث الإسلامية أو الإدارة العامة للفتوى بوزارة الأوقاف، ومن هو مرخص له بذلك من الجهات المذكورة، ووفقًا للإجراءات التى تحددها اللائحة التنفيذية لهذا القانون.
ووضع القانون ضوابط كأن تقتصر ممارسة الفتوى العامة عبر وسائل الإعلام على المصرح لهم من الجهات المذكورة ويعاقب على مخالفة أحكام هذا القانون بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر وغرامة لا تزيد على خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، وفى حالة العودة تكون العقوبة هى الحبس وغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه.
هل من الممكن أن تكون فوضى الفتاوى سببًا من أسباب تشويه صورة الإسلام فى الغرب وتزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا وكيف تواجه الدار هذه الظاهرة؟ وماذا قدمت من أجل توصيل رسالة الإسلام الصحيح؟
لقد أدركنا هذا الأمر مبكرًا ولدينا آليات متعددة لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا من أهمها برنامج تدريب أئمة المساجد والمراكز الإسلامية فى دول الغرب باعتبارها خطوة مهمة فى حرب المواجهة الفكرية للتنظيمات المتطرفة فى الخارج،
خاصة أن الدراسات والإحصائيات أظهرت أن ما يقدَّر بخمسين ألف مقاتل فى صفوف «داعش» نصفهم من أبناء الجاليات المسلمة فى الغرب، كما أن إعلام التنظيم الإرهابى يتحدث ب12 لغةً، مما يوجب على الهيئات الإسلامية الوسطية وذات الشأن فى هذا المجال أن تعلن عن نفسها لترد بقوة وبحسم على الأفكار الضالة بمنهجية علمية رصينة.
وننوه بالدور الكبير الذى تقوم به الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم فهى تسعى إلى القيام بدورها وبواجب الوقت وسط العديد من التحديات التى يواجهها العالم، ذلك لأن الأئمة والدعاة فى الغرب هم نواة نشر الإسلام، وتصحيح المفاهيم فى الخارج، وتدريبهم وتأهيلهم خطوة غاية فى الأهمية فى منظومة تجديد الخطاب الدينى، وسحب البساط من تحت تيارات الإسلام السياسى المسيطرة على الجاليات المسلمة فى الغرب.
كما أسسنا «المركز الاستراتيجى لدراسات التشدد» وهو مركز بحثى وعلمى لإعداد الدراسات العلمية والاستراتيجية المعنية بمكافحة وتفكيك الفكر المتطرف ومقولاته وأحكامه، ذلك عبر عدد من الإصدارات والمنشورات والكتابات العلمية، يرتكز على أسس علمية رصينة ويعالج مشكلات التشدد والتطرف الخاصة بالمسلمين حول العالم، ويقدم توصيات وبرامج عمل لكيفية مواجهة تلك الظاهرة الآخذة فى الزيادة، ومحاربتها والقضاء عليها، آخذًا فى عين الاعتبار الخصوصيات والسياقات المرتبطة بتنوع الحالات وتعددها، واختلاف المناطق والبلدان، ويكون الذراع البحثية للمؤسسة الإفتائية الكبرى فى العالم فيما يتعلق بقضايا التشدد والتطرف التى تضرب العالم أجمع وتهدم الإنسان والعمران.
هل التأهيل العلمى والإفتائى للأئمة إحدى خطوات تجديد الخطاب الدينى ضمن مشروع دار الإفتاء للتجديد؟
تأهيل الأئمة من شأنه المساهمة فى إيجاد خطاب دينى واع بقضايا المجتمع، وخاصة قضايا التنمية، وتحفيز المجتمع بسائر فئاته وخاصة الشباب بشأن العمل والإنتاج والسلوك الإيجابى البنَّاء، وألا يقتصر هذا الخطاب على نطاق التوعية فى الداخل المصرى، ولكن عليه أن يمتدَّ إلى الخارج لاستعادة الريادة المصرية للفكر الإسلامى بل والإنسانى فى العالم كله من خلال تجديد معالم الدين الإسلامى، وتقديم رؤية متكاملة للإسلام الحضارى الساعى لنشر قيم الرحمة والخير والجمال والنور بين الإنسانية كلها بما يزيل الصورة الذهنية القبيحة التى رسمها دعاة الشر والشيطان الذى يدعون الانتساب للإسلام وهو من أفعالهم وشرهم براء، وسبق أن عقدنا مؤتمرًا عالميًّا فى هذا الشأن عام 2016 تحت عنوان «التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة المساجد للأقليات المسلمة»
ما خطة الدار لدمج الشباب وتثقيفهم وحمايتهم من الوقوع فى براثن الشبهات التى تثار بشكل يومى فى وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي؟
تحصين الشباب من موجة الأفكار الهدامة أحد أهدافنا، وقد أطلقنا عددًا من المنصات الإلكترونية لمحاولة إيجاد آلية جديدة للتواصل مع الشباب، كما دعونا كافة المؤسسات المعنية بالشباب وأفراد الشعب بضرورة زيادة الوعى ومراقبة الشباب وتحصينهم من تلك الأفكار لكونهم صيدًا ثمينًا للجماعات المتطرفة التى تنفذ أجندات كبيرة تستغل فيها طاقة الشباب وتوجهها لهدم المجتمعات.
وعلى الأسرة المصرية أيضًا مسئولية كما على المدرسة التى لا بد أن تقوم به فى تحصين أبنائنا وتوعيتهم ضد الأفكار المتطرفة، ولا بد أن تبنى هذه التربية على غرس القيم والأخلاق. كما أن الفضاء الإلكترونى يحتوى على الطيب والخبيث، والجماعات المتطرفة تحاول النفاذ من خلال هذا الخبيث إلى عقول الشباب ببث الأفكار الهدامة فى عقولهم، ولدينا بروتوكول تعاون بين دار الإفتاء ووزارة الشباب لإعداد جيل من الشباب أكثر حفاظًا على تعاليم الإسلام الوسطية ويهدف إلى تفسير الفتاوى الخاطئة، فضلًا عن حرصنا على عقد المجالس الإفتائية فى مراكز الشباب بالمحافظات المختلفة، والمحاضرات التى أشرف بإلقائها فى مختلف الجامعات المصرية.
المرأة نصف المجتمع وهناك مشاكل فقهية كثيرة تقع فيها، كيف تتعامل دار الإفتاء مع هذه المشاكل الفقهية؟ وماذا عن جهود الدار للتصدى لظاهرة التفسخ الاجتماعى والأسري؟
المرأة شريك أساسى فى تحقيق البناء والتنمية فى الدولة باعتبارها تمثل نصف المجتمع، وما تقوم به من دور كبير فى تربية النشء وإخراج أجيال نافعة للمجتمع قادرة على العمل والبناء لا يمكن لأحد أن ينكره، والشريعة الإسلامية تحتفى بالمرأة وتمنحها كافة حقوقها المشروعة.
والمرأة كانت -ولا تزال- محل العناية والرعاية فى شريعة الإسلام، فقد جعل لها الإسلام حق الحياة بعد أن كانت تُدفن حية بعد أن تسودَّ وجوه من بُشِّروا بها، كما فى قول الله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِى التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}.
وقد اهتممنا فى الدار بالمرأة بشكل كبير وكذلك بالأسرة المصرية فأنشأنا وحدة الإرشاد الأسرى لحماية الأسرة واستطاعت التغلب على 90% من الحالات التى تعانى من مشكلات زوجية لترجع عن فكرة الطلاق وتجد الطرق المناسبة لحل المشكلات بسبب جهود تلك الوحدة، كما أن هناك مبادرات مع التضامن والأزهر لتوحيد تلك الجهود فى برنامج قومى.
شهدت الأوساط الدينية والإعلامية والعلمانية حالة من الجدل العقيم القديم الحديث حول فرضية الحجاب فهل هو فرض أم عادة وكيف يكون زى المرأة المسلمة؟
الحجاب فرض بنص القرآن والسنة؛ قال تعالى فى سورة النور مخاطبا النساء المسلمات «وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن».
ومن السنة عن عائشة رضى الله عنها أن أسماء بنت أبى بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا) وأشار إلى وجهه وكفه.
ولا يوجد شكل محدد للحجاب بل هناك شروط له؛ من أهمها أن يكون ساترا للمرأة ماعدا الوجه والكفين وألا يصف ولا يشف ولا يكشف جسم المرأة؛ وأن الأعراف والبيئات تختلف فى تحديد هذا الزى الساتر للمرأة بالشروط المرعية.
عدد كبير من المثقفين اتهم كتب التراث بالتسبب فى أزمات كبيرة ونشر الفكر الظلامى مطالبا بتنقيحها وإعادة قراءتها فهل تؤيد ذلك؟
التراث الإسلامى نتاج فهم العقل المسلم المنضبط، والحرب على التراث مستمرة، ولا بد من بذل كل الجهود للتصدى لفكر هذه الجماعات، كما أن توسع جماعات التطرف والإرهاب على النحو الذى رأيناه فى السنوات الأخيرة يمثل مؤامرة على الإسلام ذاته، الأمر الذى أصبح ينظر إلى المسلمين فى العديد من بقاع العالم نظرة سلبية، رغم أن الدين الإسلامى براء من كل الممارسات المنحطة التى تمارسها الجماعات الإرهابية.
وتنقيح التراث بلا شك أصبح ضرورة، لأن تنقية الفقه الإسلامى مسألة مهمة، والتراث الإسلامى يحتاج إلى فن لإدارته، والفقه الموروث نفتخر به، إلا أنه فيه جزء كبير متعلق بوقت وزمان محددين، كما أن تنقية كتب التراث لا تعنى الهدم ولكن ما نقصده هنا هو التجديد وتنحية الأفكار المتطرفة التى لا تتناسب مع روح الدين الإسلامى ووسطيته، فكتب التراث ليست مقدسة، والفتوى لا بد أن تراعى المصادر الشرعية والواقع المعيشى، وتكون سببًا فى الاستقرار وهداية الناس، وإذا خرجت عن هذه الضوابط كانت فتوى شاذة.
ما أهم المبادرات التى أطلقتها الدار مؤخرًا لمواجهة التطرف والقضايا المستجدة؟
تم إطلاق العديد من المبادرات التى خرجت عن المؤتمر العالمى للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، لعل أهمها إعلان القاهرة الصادر عن «الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم»، وإطلاق «الميثاق العالمى للفتوى»، وكذلك إطلاق «جائزة الإمام القرافي»: إعلان «اليوم العالمى للإفتاء»، فضلًا عن إعلان «وثيقة التسامح الإفتائي»، «برنامج التأهيل الإفتائى للمتصدرين للفتوى»، البرنامج التدريبى لتحسين المعارف والمهارات الإفتائية، و«مركز دعم البحث الإفتائي»، إضافة إلى «مرصد المستقبل الإفتائي»، وحدة «الاستشارات الإدارية للمؤسسات الإفتائية»، «مُلتقى بحوث ودراسات الأقليات المسلمة»، ومركز سلام لدراسات التطرف والإرهاب، إلى جانب إطلاق القوافل الإفتائية العالمية، وإصدار الموسوعات والمراجع باللغة الإنجليزية.. وغيرها من المبادرات الفاعلة التى نسعى لتنفيذها على أرض الواقع.
مرصد الفتاوى التكفيرية بدار الإفتاء يقوم بجهد عظيم لتفنيد شبهات التيارات التكفيرية والرد عليها وهل تترجم هذه الردود للغات العالم خاصة فى أوروبا فى ظل علاقة دار الإفتاء بالاتحاد الأوروبي؟
بكل تأكيد.. فقد قمنا بترجمة العديد من الإصدارات والردود على الجماعات المتطرفة والشبهات التى يثيرونها إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية، فنحن نسعى إلى القيام بدور وقائى فى المقام الأول لمعالجة ظاهرة التكفير المنفلت والفتاوى الشاذة والغريبة، التى كانت سببًا فى تمزيق المجتمعات الإسلامية وإحلال التنازع فيها بدل التعاون، وهدم الدول القائمة وخلق الكيانات البديلة لتحل محل الدول والحكومات، استنادًا إلى فتاوى غريبة وتبريرات شرعية مضللة، ونبوءات دينية مجتزأة.
ومرصد الفتاوى التكفيرية بمثابة سبق مصرى على مستوى العالم الإسلامى فى إنشاء وتأسيس أول جهة علمية وبحثية ذات ظهير إفتائى رصين وعريق؛ لذا كان من الأهمية بمكان الوقوف عند هذه الظاهرة لاستجلاء أسبابها والعوامل التى ساهمت فى نشأتها، وهو الأمر الذى يأخذ أولوية قصوى من قِبل فريق عمل المرصد الذى يتألف من نخبة من الباحثين من مختلف التخصصات، الدينية والإعلامية والسياسية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية، إضافة إلى الجوانب الشرعية والإفتائية، ومتخصصين فى رصد ومتابعة مواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعى، بالإضافة إلى متخصصين فى الجرافيك والفيديو والتصوير، ومترجمين بعشر لغات مختلفة مثل الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية والسواحيلية والأوردو، والمرصد يصدر العديد من الإصدارات الورقية والإلكترونية، ولديه صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى تناهض الفكر المتطرف، ويتم ترجمة كافة إصدارات المرصد إلى أكثر من 11 لغة.
كما أن دور المرصد لا يقتصر على الداخل فقط بل لديه نشاطات فى الخارج، كما يتم ترجمة مخرجات كافة المراكز البحثية بالدار وعرضها عن طريق حسابات الدار المترجمة إلى الإنجليزية والفرنسية بهدف إطلاع كافة المهتمين فى مشارق الأرض ومغاربها.
فتاوى حروب الجيل الخامس مصطلح جديد صدر عن دار الإفتاء، ماذا يعنى هذا المصطلح وما أهم دلالاته؟
بلا شك أصبح سلاح الفتاوى من أهم أدوات حروب الجيل الخامس التى تهدد الدول والمجتمعات، لا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعى، والتى تستغلها التنظيمات الإرهابية بطريقة ممنهجة وتستخدم فيها المواطنين كلاعب رئيسى فى نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار.
وقد أصدرنا تقريرًا فى دار الإفتاء عبر المؤشر العالمى للفتوى أكد أن أهم أهداف تلك الحروب هى نشر الشائعات وقلب الحقائق وهز ثقة المواطنين فى مؤسسات ورموز الدول وقياداتها، لذا يجب تفعيل دور المؤسسات الدينية فى الدول العربية والإسلامية بشكل أكبر، والوقوف كحائط صد وأمان ضد ظاهرتى التطرف والإرهاب.
الشائعات تدمر مجتمعات، كيف يمكن لمؤسسات المجتمع مواجهة خطرها وماذا عن رأى الإسلام فيها؟
الشائعات هى تدويرٌ لخبرٍ مختَلَقٍ لا أساس له من الواقع، يحتوى على معلومات مضلِّلة، باعتماد المبالغة والتهويل فى سرده، وهذا الخبر فى الغالب يكون ذا طابعٍ يُثير الفتنة ويُحْدِث البلبلة بين الناس، وذلك بهدف التأثير النفسى فى الرأى العامِّ تحقيقًا لأهداف معينة، على نطاق دولةٍ واحدةٍ أو عدة دول، أو النطاق العالمى أجمعه.
وقد حرَّم الإسلام نشر الشائعات وترويجها، وتوعَّد فاعل ذلك بالعقاب الأليم فى الدنيا والآخرة؛ فقال تعالى: ﴿إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِى الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.
لذا كثيرًا ما حذرت من التعاطى مع كل ما يلقى على مواقع التواصل الاجتماعى والشبكات العالمية بشكل خاص؛ لأنها فى الأخير تجمع الغث إلى السمين، وتسمم عقول الشباب بمعلومات خاطئة قد تؤثر على الأمن الفكرى والمجتمعى، فنشر الشائعات خطر على استقرار المجتمعات كونها تمثل إحدى أدوات حروب الأجيال الحديثة التى تسعى لزعزعة الاستقرار والأمن فى المجتمع.
عقب الثورات التى مرت بها مصر مؤخرًا انتشرت سلوكيات غريبة على المجتمع المصرى بعيدة كل البعد عن أخلاق الإسلام، كيف ترى ذلك؟ وكيف يتأسى المسلمون بالمنهج النبوى فى الأخلاق والفضائل.
نحن الآن أحوج ما نكون إلى استجلاب ما قاله التشريع الإسلامى فيما يخص الأخلاق، فالمجتمع لن ينصلح إلا بإعادة منظومة الأخلاق الإسلامية والأخلاق التى تتفق عليها جميع الأديان، وإذا نظرنا فى السيرة النبوية المطهرة نلحظ أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم ظل يبنى الإنسان المسلم على مدى أكثر من 13 عامًا بناءً أخلاقيًّا وإنسانيًّا، وكأنه صلى الله عليه وآله وسلم يرسل إلينا رسالة بأنه ينبغى غرس الأخلاق فى القلوب والنفوس ونتعامل بها مع البشرية كلها بل والكون كله، فقد كان النبى الكريم يُشَارِكُ أصحابَهُ فى العَمَلِ ولا يَتَمَيَّزُ عَلَيْهِم، هكذا كان نَبِيُّنا الذى هو عَيْنُ الرحمة والفضيلة.
عانت مصر من تيارات الإسلام السياسى كيف يمكن انتشال المجتمع الإسلامى من دوامات وفكر وآثار جماعات الإسلام السياسي؟
جماعات الإسلام السياسى شوهت صورة الإسلام، ولهذا ينضم الكثير من الشباب فى الغرب إلى داعش، وقد أدركت الدار خطورة هذا الأمر وعقدت مؤتمرًا تحت مظلة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم حول «التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة مساجد الأقليات المسلمة فى الخارج» والذى خرجت منه بتوصيات ومشروعات من أجل بيان صحيح الدين، وكان من بينها تدريب عدد من أئمة مساجد الغرب على الفتوى ومواجهة الإسلاموفوبيا وغيرها من القضايا المهمة.
ماذا عن دور فضيلتكم فى قضايا الإعدام وهل هو رأى ملزم للقضاء؟
رأى المفتى فى أحكام الإعدام استشارى لإبداء الرأى الشرعى، وليس أكثر، وقرارات المحكمة وأحكامها جميعها تتم بناء على ما نص عليه الدين الإسلامى، وبالتالى رأى الإفتاء هنا يأتى لإبداء الرأى الشرعى فقط وليس للمعارضة، فالقاضى لا يصدر أى حكم إلا إذا تأكد من الحكم الشرعى على الجريمة التى ينظرها، وكل الأوراق والمستندات تعرض على القضاة والمستشارين، وليس حتمًا على المحكمة أن تأخذ بالرأى الذى أرسل من جهة الإفتاء، لأن الكثير من الملابسات القانونية تظل فى يد المحكمة فقط.
هل حققت دار الإفتاء نجاحًا ملموسا فى مواجهة الفكر المتطرف إلكترونيًّا؟ وكيف ترى تأثير وسائل التكنولوجيا والتواصل الاجتماعى فى تضليل فكر الشباب؟
تطور حضور دار الإفتاء المصرية عبر منصات «السوشيال ميديا» بشكل ملحوظ بهدف مواجهة الفكر المتطرف عبر الفضاء الإلكترونى، وكذلك مواجهة المتشددين من أعضاء التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش، والتى تعمل بكثافة ولديها القدرة على اختراق مواقع السوشيال ميديا نظرًا لسرعتها فى محاولات التجنيد والاستقطاب لعدد من الفئات العمرية التى توجد بكثرة عبر هذه الوسائل وخاصة الشباب.
ودار الإفتاء كانت سباقة فى اختراق منصات التواصل الاجتماعى، وتعد صفحة دار الإفتاء المصرية «العربية» على الفيس بوك، هى النافذة الأكبر والأهم لدار الإفتاء المصرية، والتى أطلقت فى عام 2010 حيث تحظى بمتابعة أكثر 8 ملايين ونصف متابع وحاصلة على علامة التوثيق الزرقاء من فيس بوك، هذا إلى جانب إطلاق الدار حسابين آخرين بالإنجليزية والفرنسية، والحسابان معنيان بنشر محتويات الدار باللغتين الإنجليزية والفرنسية؛ وذلك بهدف الوصول لكافة المسلمين الناطقين باللغات الأجنبية.
مع بروز أمانة دور الافتاء فى العالم أصبحت دار الإفتاء المصرية المرجعية الأولى فى العالم لكل دور الإفتاء، فما أهم ما تحتاجه الدار لنجاح مهمتها فى العالم الإسلامى.
نتطلع إلى تكليل جهود الأمانة العامة للإفتاء بمنح المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة الصفة الاستشارية للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، باعتبارها جسرًا واصلًا بين الهيئات والمؤسسات فى مجال الإفتاء وتجديد الخطاب الدينى.
أخيرًا رسالة يوجهها مفتى مصر، فإلى من توجه رسالتك؟
أدعو المجتمع الدولى وكافة دول العالم والأطراف والجهات الدولية الفاعلة باتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدى للإرهاب ووقف موجات التطرف والتشدد، وذلك من منطلق ضرورة توحيد الجهود لمواجهة الإرهاب واستئصال جذوره والقضاء عليه.
فالإرهاب والتطرف أصبحا خطرين يهددان الجميع، ما يحتم علينا جميعًا ضرورة التكاتف والعمل سويًّا على كافة المستويات من أجل مواجهة هذا الخطر، فالجماعات الإرهابية لا تراعى فى مؤمن إلَّا ولا ذمة، وإنما تضرب هنا وهناك لنشر أفكارها الضالة ومناهجها المشبوهة وتنفيذ أجندتها الخاصة وسعيها لنشر الفوضى والخراب والدمار فى العالم أجمع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.