أعد "عكيفا الدار" المحلل السياسى لصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية تقريرًا مطولًا بمناسبة الاحتفالات اليهودية بعيد الغفران وذكرى حرب أكتوبر، اتهم فيه "هنرى كيسنجر" وزير الخارجية الأمريكى الأسبق بالتسبب فى ضياع السلام بين مصر وإسرائيل . فقال: "لا أعرف ما إذا كان الدكتور "هنري كيسنجر" يصوم في يوم الغفران أم لا، وعلى أية حال فأنا أطلب الصفح من الله عن خطاياه ولا سيما الخطيئة الكبرى وهى ضياع السلام بين مصر وإسرائيل فى بداية السبعينيات، والذى كان من الممكن أن يحول دون حرب يوم الغفران وانقاذ حياة أكثر من 2650 من الإسرائيليين وآلاف من الجنود المصريين والسوريين. وأكد "الدار" أن إخفاق كل من الدبلوماسية الإسرائيلية على يد رئيسة الوزراء وقتئذ "جولدا مائير" والاستخبارات العسكرية بقيادة "ايلى زعيرا" قد كشفت عنها التقارير والتحليلات بعد حدوثها بسنوات، مؤكدًا أن "كيسنجر" أول وزير خارجية يهودى للولايات المتحدة قد تسبب فى كارثة كبيرة لجولدا مائير العنيدة ورمى إسرائيل تحت عجلات الحافلة. وقد استعرض "الدار" كتاب عن حرب 1973 للكاتب الاسرائيلى "يجئال كيفنس" وقد حاول الكتاب أن يجيب عن مفهوم الصداقة بين امريكا واسرائيل ومن هو الصديق الحقيقى لإسرائيل هل هو كيسنجر الذى أنقذ الرئيس نيكسون وترك اسرائيل تغرق فى دمها؟ّ. ام هو الرئيس الديمقراطى جيمى كارتر الذي وضع مناحيم بيجن وأنور السادات على مائدة كامب ديفيد لتوقيع اول اتفاقية سلام بين إسرائيل ودولة عربية والتى ساهمت على المدى الطويل فى مصالح اسرائيل؟ فمن هو الرئيس الامريكى الأصلح لليهود؟ وكشف الكتاب أنه فى 1 ديسمبر 1971 اجتمعت رئيسة الوزراء الاسرائيلى جولدا مائير مع وزير الخارجية الامريكى هنرى كيسنجر فى حجرة مغلقة فى فندق بواشطن مؤكدا ان هذه ليست اتهامات ولكنها طبقا لوئيقة موجودة فى محفوظات الدولة ومسجل فيه هذا اللقاء. وقد اسفر هذا اللقاء عن اتفاق بين جولدا وكيسنجر على دفن مبادرة السلام التى اعدها "وليام روجرز" والتى تنص على انسحاب اسرائيل الكامل من الاراضى التى احتلتها فى عام 1967 طبقا لقرار الاممالمتحدة 242 مقابل اعتراف الاطراف المعنية بسيادة كل دول المنطقة باستقلالها السياسى والاقليمى وقد وافقت مصر على المبادرة ولكن حكومة اسرائيل قد رفضت هذا الاقتراح فى 21 يونيو بالاضافة الى دفن تلك الخطة قد وعد كيسنجر اسرائيل بان الولاياتالمتحدة ستعمل على منع اى مبادرة امريكية روسية بخصوص الشرق الاوسط وستمنح امريكا ايضا اسرائيل طائرات "فانتوم" ، "سكاى هوك " مكافأة وبالكمية التى تحددها اسرائيل وطبقا لما جاء فى كتاب " كيفنس " اان هناك اجتماع قد جمع كل من كيسنجر والسفير الاسرائيلى وقتئذ لدى الولاياتالمتحدة " اسحاق رابين " وكان التقدير السائد فى الاجتماع هو ان مصر لم تبدأ بالهجوم ابدا واذا بدأت فان اسرائيل لم تعطيها الفرصة لاختيار قواعد الحرب وقال كيسنجر ان مصر ستقوم بالهجوم ولكن اذا ثثبت الخطأ فان اسرائيل ستقضى عليها فى خلال ساعتين على الاكثر واضاف " كيفنس" ان سرائيل قد دفعت ثمن هذا اللقاء باهظا حيث ان مصر هى من حددت قواعد الحرب وصورتها