رغم أن تاريخ اشتغال أهل الفن بالسياسة ليس براقا أو مشجعا ونماذج النجاح فيه قليلة جدا إلا أن الفنان الكبير حسن يوسف قرر تشكيل حزب تحت مسمي مؤقت «حزب الشعراوي المصري» نسبة للإمام الراحل محمد متولي الشعراوي وبدأ يدعو مريدي الشيخ وأحبابه للانضمام للمؤسسين للحزب ورغم أن اتجاه حسن يوسف؛ لذلك جاء في وقت الساحة ممتلئة بالأحزاب الورقية غير الفاعلة أو المؤثرة وذهبت الساحة للإخوان، لكن يوسف يراهن علي اختلاف المنهج والمضمون بعيدا عن السياسة وقال إن الفكرة تراوده منذ 10 سنوات وفكر في الانضمام لحزب الوفد وتشكيل جناح يدعو للأخلاق والفضيلة لكن انشغال الوفد بالسياسة أكثر جعله يغير اتجاهه وكان معه هذا الحوار: * بداية ما الذي دعاك للتفكير في تكوين حزب سياسي الآن؟ - بالمناسبة الحزب ليس سياسيا بل هو حزب إصلاحي هدفه إصلاح وتقويم أخلاق المجتمع والدعوة لعودة القيم والثوابت والأخلاق التي ضاعت هذه الأيام ووصلت لمرحلة مخزية من التدني وهذا هدفه الأساسي مع تبني حل بعض القضايا الاجتماعية المهمة مثل: قضية أطفال الشوارع والمهمشين التي قد تؤدي لثورة جياع وتهدد بتفجير المجتمع وللأسف عدد هؤلاء الأطفال المشردين مهول، وللحقيقة أنا مشغول بهذه الفكرة منذ 10 سنوات تقريبا وفكرت في تكوين جناح من خلال حزب كبير وله ثقل مثل الوفد لكن البعض نصحني بأن الوفد له طموحات أخري قد تعوق تنفيذ هدفي وهذا ما جعلني أعدل عن الفكرة وأتبني تكوين الحزب بنفسي. * لكن كلمة حزب مرتبطة بالسياسة فكيف لا تمارسها في حزبك؟ - كلمة حزب مرتبطة بالسياسة ظلما وعنوة والسياسيون للأسف أصبحوا كثرة في البلد لكن الإصلاحيين قليلون جدا ونحن لا نعمل في السياسة من قبيل المنظرة أو بالمعني المفهوم عن السياسة لكن لن يكون هناك مانع من مراقبة الأحوال السياسية وإبداء الرأي فيها والمشاركة لو بها مصلحة لأهداف حزبي لكن لن يكون هدفنا منازعة السياسيين وإنما تقديم الرؤي الصالحة وتنفيذ ما نراه يخدم مصالح المجتمع ونقول رأينا لكن الهدف الأساسي هؤلاء الإصلاح. * لكن الدعوة الإصلاحية قد تواجه عقبات لو جاءت من خلال حزب؟ - ربما لكن للأسف الانهيار الشديد والتدني في مستوي الأخلاق والقيم والعادات التي بلغت مداها أصبح من الضروري مقاومتها لأنها كانت من أهم أهداف الثورة لكن للأسف حدث بها انكسار شديد بعد الثورة وهذا ما جعلني أركز علي الدعوة للعودة للأخلاق والقيم والثوابت التي تبنيتها في كل أعمالي الدرامية عندما قدمت شخصية الشيخ الشعراوي وهو كان علي قمة الهرم الإسلامي وتبني الدعوة لحل قضايا الأطفال المشردين، الذين يمثلون قنبلة موقوتة في المجتمع وهؤلاء تخلي عنهم المجتمع والأحزاب ورأيت من العادي أن تقوم مبادئ الحزب علي هذا الهدف النبيل. * ولماذا اخترت اسم الشيخ الراحل الشعراوي للحزب؟ - هو اسم مؤقت وكان لإعلاء قيمة الهدف والمضمون النبيل للحزب واستمديت قيمة هذا الحزب من قيمة الشيخ وسأدعو أولاده ومريديه ومحبيه وعلي رأسهم الدكتور حسن راتب وكل المهتمين بقضايا الإصلاح في هذا المجتمع وستكون زوجتي وأولادي أول المنضمين، وليس شرطا أن أكون رئيسه إن جاء من هو أكثر مني وزنا وعطاء ويكفيني أن أكون صاحب الفكرة، وأتوقع حدوث صدي كبير لهذه الفكرة وهذا الهدف لأنه أصبح لزاما أن ندعم عودة الأخلاق. * لكن ربما يعتبر البعض هذا الحزب تمسحا في التيار الديني الحاكم؟ - لا أعتقد أن الدعوة للفضيلة وعودة الأخلاق تمسحا بأحد لأن هدفنا ليس سياسيا بل أخلاقي وتربوي وتبني قضايا مهمة وملحة في البلد وأنا أدعو لذلك منذ زمن في كل أعمالي. * وكيف تري الصورة الحالية في الشارع وموقف برنامج الرئيس «100 يوم»؟ - رغم كل ما يحدث أنا متفائل رغم كل التناحر السياسي والتكتلات وأتمني ألا نقف بالعداد ل«مرسي» ونتركه يعمل في هدوء حتي يتمكن من تحقيق خطوة ملموسة للبلد ثم نحاسبه بعد ذلك. * إدارة الأحزاب أيا كان هدفها تحتاج لخبرة سياسية؟ - بالتأكيد وأنا منذ أكثر من 10 سنوات كنت وكيلا لحزب الخضر الذي كان هدفه الاهتمام بالبيئة وقضايا المجتمع لكن للأسف كان حزبا ضعيفا وتركته ومنذ هذا الوقت وأنا مشغول بقضية عودة الأخلاق التي غابت عن المجتمع وهذا التوقيت الفارق في مسيرة البلد يحتاج حزبا بهذه النوعية والإدارة ليست أزمة مقابل الهدف السامي النبيل الذي ننشده ونتمني أن يكتب النجاح والتوفيق في إنشاء الحزب وعندها لا يشغلني من يرأسه وربما يكون هناك من أفضل مني في إدارته وسأكون مشاركا وكما قلت يكفيني شرفا الاجتهاد في الفكرة والتأسيس والهدف.