بدأ الجيش الليبي من خلال قوة متحرّكة كبيرة، بشن حملات لردع أية تشكيلات أو تنظيمات مسلّحة، أو أفراد خارجين عن الشرعية القانونية لمؤسسات الدولة، بعد منحهم مهلة 48 ساعة. وأبلغ المتحدث العسكري بإسم رئاسة الأركان الليبية العقيد على الشيخي، يونايتد برس إنترناشونال اليوم الأحد، أن التعليمات صدرت بالفعل لقوة متحرّكة تابعة للجيش، لإجبار تلك المليشيات المسلّحة على إخلاء مواقعها في ظرف 48 ساعة. وأشار إلى أن هذه القوة التي تتبع رئاسة الأركان، ستستخدم القوة في حالة عدم تقيّد المليشيات غير المنضوية تحت الجيش، مؤكداً أن كل من يخالف أوامر هذه القوة سيعرّض نفسه للمساءلة القانونية. ولفت العقيد الشيخي إلى أن جميع الأفراد والجماعات والتشكيلات المسلّحة والمتواجدة بالمعسكرات التابعة للجيش الليبي والمقرات التابعة لمؤسسات الدولة وممتلكات أبناء وأتباع النظام السابق داخل العاصمة طرابلس والمدن المحيطة بها، سينطبق عليها هذا الإجراء الذي ستباشر فيه رئاسة الأركان خلال الساعات المقبلة. وأكد العقيد الشيخي أن القوة تمكّنت اليوم من مداهمة وإخلاء مدرسة الثانوية الفنية التابعة لوزارة الدفاع والواقعة على طريق مطار العاصمة طرابلس، والقبض على كل أفرادها ومصادرة الأسلحة التي بحوزتهم. ورأى مراقبون محليون أن هذا الموقف لرئاسة الأركان والذي الذي يعتبر "قوياً"، جاء بعد انتفاضة سكان بنغازي ضد المليشيات المسلّحة وخاصة ذات التوجه الإسلامي، واقتحامهم لعدد من مراكزها وتسليمها للجيش. وأشاروا إلى أن هذه الانتفاضة التي قد تعتبر البداية، عجّلت بدفع كتيبتين في مدينة درنة شرق بنغازي للإعلان عن حل نفسيهما وتسليم مقراتها للجهات السيادية في الدولة. يشار إلى أن كتيبتي "شهداء بوسليم" و"كتيبة أنصار الشريعة" بمدينة درنة، أعلنتا أمس عن حل نفسيهما استجابة لمطالب سكان المدينة المعتصمين منذ أيام للمطالبة بحل التشكيلات المسلّحة وتفعيل دور الشرطة والجيش. ويشدد معظم الليبيين على ضرورة دعم الشرطة والجيش الوطني بالإمكانيات والتجهيزات اللازمة لتمكينهم من القيام بدورهم في حفظ الأمن والاستقرار.