تتعرض شركات الأدوية التابعة للدولة لأزمات ومشكلات كثيرة خلال الفترة الماضية، اثرت على نتائج أعمالها وتهدد بتوقف الخطط الاستثمارية بها وعمليات التطوير والاحلال والتجديد للمصانع المتهالكة، وربما تقضى على صناعة الدواء المحلية كما أدت المطالب الفئوية التى انطلقت بعد الثورة الى زيادة أعباء الشركات وتراجع الأباح، وارتفع خسائر الشركات الى «100» ملثيون جنيه خلال عام واحد. علمت الوفد ان الجمعيات العامة للشركات التابعة للقابضة للأدوية والتى تبدأ فعالياتها خلال هذا الاسبوع تناقش العديد من المشكلات التى تتعرض لها الشركات وأهمها اغلاق بعض الاقسام للتطوير والتحديث، وتقادم الآلات وخطوط الإنتاج فى بعض الشركات والتى لم يطلها التطوير منذ «20» عاماً مثل شركة النصر لصناعة الكيماويات. يضاف الى ذلك ارتفاع قيمة المدخلات والزيادات الحتمية فى الأجور والمطالب الفئوية مع ثبات أسعار بيع المنتجات وبعضها سار منذ عام 1991، وتفاقم مشكلة الأدوية المخسرة والمستحضرات التى يقل تسعيرها عن تكلفتها ويصل عددها الى نحو «44مستحضراً»، الى جانب الظروف التى تمر بها البلاد والتى أثرت على استقرار الأوضاع فى الشركات كما يبدو ان أحد أهم المعوقات التى تواجه شركات الدواء الحكومية هى ضرورة العمل على تحقيق توازن فى المعادلة بين الدور الاجتماعى لها والمنتجات ذات التسعير غير الاقتصادى مع الاحتفاظ بالربحية والاستقرار فى الشركات وهو الأمر الذى بات محيراً. ومن المتوقع استمرار خسائر شركات مصر للمستحضرات الطبية والنصر للكيماويات وشركة العبوات الدوائية والتى بلغت خسائرها فى آخر موازنة نحو «100» مليون جنيه والسبب الرئيسى فى ذلك هو غياب التطوير الذى أخرج مصانع شركة النصر للصناعات الكيماوية من المنافسة تماماً. وتواجه شركات الأدوية أزمة فقدان بعض الأسواق التى فتحتها مؤخراً وبصفة خاصة فى قارة أفريقيا وذلك بسبب تأخر وصول المواد الخام وبالتالى تأثرت عمليات التصدير الى الخارج فى حين نجحت الشركة فى تنفيذ بعض مشروعات الإحلال والتجديد لبعض الآلات الانتاجية بأقسام السوائل والفوارات والأمبول بشركة النيل للأدوية، وفى محاولة لاستعادة السوق الأفريقى والذى يعد طوق الانقاذ لشركات الدواء الحكومية تسعى الشركة القابضة الى افتتاح أول مصانع فى القارة الأفريقية فى السودان يتم انشائه بالتعاون المشترك بين الشركات المصرية وشركة أكديما وبين الشكة القابضة للأدية والحكومة السودانية ممثلة فى القوات المسلحة السودانية وتصل تكلفة المصنع الى نحو«100» مليون دولار ويعمل المصنع على انتاج الاقراص والأشربة ومحاليل الغسيل الكلوى ويعد المصنع نواة لتصدير الأدوية الى القارة الأفريقية وهو بمثابة بداية التكامل الدوائى مع القارة الأفريقية. وفى شركة «سيد» بلغ اجمالى المبيعات «322.1» مليون جنيه ومبيعات التصدير «25.1» مليون جنيه وفى مصر لتجارة الأدوية حققت الشركة مبيعات بلغت «3» مليارات و«888» مليون جنيه بنسبة نقص قدرها «17.3٪» عن العام السابق وبربحية بلغت «236.6» مليون بنسبة نقص قدرها «28.2٪» عن العام السابق ويرجع ذلك النقص نظراً لانخفاض مبيعات مراكز الكبد والمستودعات الرئيسية فى المشروع القومى للكبد بمبلغ «735.84» مليون جنيه فيما أدى انخفاض مبيعات مستحضر البيع فيرون الى تراجع ر بحية شركة ممفيس للأدوية من «14» مليوناً و«709» آلاف جنيه فى العام السابق الى«6» ملايين و«380» ألف جنيه العام المالى «2010 2011». وتسعى الشركة الى استكمال تحديث وتطوير الشركات التابعة لتتمكن من المنافسة محلياً وخارجياً والعمل على تعظيم استغلال الطاقات المتاحة بما يكفل خفض تكلفة الانتاج، وترشيد النفقات واعادة النظر فى تشكيلة المنتجات و فقاً لاحتياجات السوق بما يساعد على خفض تكلفة المبيعات وتحسين هامش الربح، وتنشيط أجهزة الدعاية والبيع والعمل على انتاج مستحضرات جديدة والسعى نحو تحريك أسعار بيع المستحضرات التى يقل سعر بيعها عن التكلفة، وتنمية التصدير وتنشيط التحصيل وترشيد المخزون.