تلقيت عدة رسائل من القراء يطالبون فيها بالتصدى لأحمد عبدالله أو أبو إسلام الذى وقف أمام السفارة الأمريكية وقام بتمزيق الإنجيل ودعا للتبول عليه، وأكد خلال مداخلة فضائية مع الإعلامية ريهام السهلي في برنامج «تسعين دقيقة» على قناة المحور، ومع الإعلامية والصحفية دينا عبدالفتاح بقناة المحور إنه «لا يوجد على وجه الأرض ما يسمى بالإنجيل، والموجود هو كتاب محرف، وأن ما قام بتمزيقه كان كتاب الإنجيل الخاص بالأمريكان وليس الإنجيل الخاص بالأقباط في مصر». وقبل أن أعرض لبعض ما جاء فى الرسائل أذكر أن ما قام به أحمد عبدالله، وما قاله على الفضائيات يجب أن يسأل عنه بالقانون، وأطالب مشيخة الأزهر ودار الإفتاء أن يتقدما ببلاغات إلى النيابة العامة ضد أحمد عبدالله بتهمة إهانة وازدراء الديانة المسيحية، وأن يرفق مع البلاغات مقاطع الفيديو للبرامج التى تحدث فيها عبر الهاتف أو الحضور فى الأستوديو، وان تتقدم الأحزاب المصرية ببلاغات ضده بتهمة زرع الفتنة وتهديد الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد. وقبل أن أعرض لبعض ما جاء فى الرسائل نؤكد أنه من الطبيعي أن يرى أتباع كل ديانة أصحاب الديانات الأخرى فى ضلال وعلى كفر، ومن الطبيعي أن يشكك كل منهما فى كتاب الآخر، ومن الطبيعي والمنطقى والمقبول أن يتبادلوا هذه الأفكار داخل دور عبادتهم أو فيما بينهم، لكن أن يعلن كل منهما تشكيكه واتهاماته وأحكامه ضد الآخر وكتابه فهذا من غير مقبول وغير معقول بالمرة، لماذا؟، لأنه يضع أتباع الديانات فى مواجهة بعضهم بعضاً، ويجعلهم فى حالة تربص وتحفز وهو ما يقوض فكرة التعايش السلمى بين أتباع الديانات المختلفة، وكذلك بين أتباع المذاهب في الديانة الواحدة. لهذا نرى أن يعاقب كل من يعلن عن تشكيكه أو تحقيره لديانة الآخر أو لكتابه المقدس أو رموز ديانته، ونرى ان تطبيق عقوبة التحقير أو التشكيك أو الازدراء على شيوخ المساجد وقساوسة الكنائس إذا تجاوز حديثهم عن عقيدة الآخر مسامع المسجد أو الكنيسة، بمعنى أن ينقل ما يدور داخل الكنيسة أو المسجد عبر الميكروفونات للخارج، لأنه ما ذنبى أو جريمتي لكى اسمع أنا وأطفالي من يكفرني أو يشكك في كتابي المقدس وأنا في منزلي؟، كيف أبرر هذا لأطفالي؟، وكيف أطالبهم بأن يحبوا إخوتهم فى الوطن من أبناء الديانة الأخرى؟، وكيف أجعلهم ينتمون لهذا الوطن ولشعبه وهم يستمعون لمن يكفرهم أو يشكك في كتابهم المقدس؟. ففى ظني أن جريمة الازدراء يشترط لوقوعها الإعلان، والمقصود بالإعلان هنا هو أن أشيع أو أذيع أو نقل إلى أتباع الديانة الأخرى، عبر الإنترنت أو الإذاعة أو التلفزيون أو الميكرفون أو السينما أو الكاسيت أو رسائل المحمول أو الجهر في الأماكن العامة. لهذا نطالب وزارة الأوقاف بعدم استخدام الميكرفونات الخارجية خلال خطبة الجمعة أو خلال إلقاء بعض الدروس الدينية، كما نطالب القائمون على الكنائس المصرية نفس المطلب خلال العظة أو الدرس، وعلى الكنائس والمساجد أن تقتصر على السماعات الداخلية، وتستخدم الميكرفونات الخارجية فى المساجد فى حالة رفع الأذان فقط. هذا أولا وثانيا أشير إلى أهم الرسائل التي وصلتنى، الأولى من مريم جورج تقول فيها، أستاذ علاء، الأخ أبو أحمد لم يقرأ القرآن بشكل جيد، ولو كان قد قرأه لعرف أن كلمة إنجيل ذكرت 12 مرة فى 6 سور، فى (آل عمران 3و48و65، والمائدة 46و47و66و68و110، والأعراف 157، والتوبة 111، والفتح 29، والحديد 27). الرسالة الثانية جاءت من ميلاد عزيز، وتناول فيها أصل كلمة إنجيل ومعناها، قال: إن كلمة إنجيل كلمة يونانية تعنى الخبر السار أو البشارة المفرحة، فهو يعلن لنا بشرى الخلاص التى جاء بها المسيح ويقدم لنا سيرة المسيح (حياته، تعاليمه، معجزاته، موته وقيامته، مجيئه الثانى) والمهم أن ندرك أن المسيح لم يكتب كتاباً، ولم ينزل عليه كتاب، فالوحي فى المسيحية لا يعنى أن هناك كتاباً كان موجوداً عند الله وأنزله، ولكن روح الله يهيمن على الكاتب ويقوده فيكتب لنا الرسالة التي يريد الله أن يرسلها لنا, ويعصمه فيما يكتب, مستخدماً أسلوب ولغة وثقافة الكاتب . ( العهد الجديد(الإنجيل). رسالة بطرس الثانية 1: 21 ). وهناك إنجيل متى، مرقس، لوقا، ويوحنا، وهذا لايعنى أن هناك أربعة أناجيل، بل هو إنجيل واحد دونه أربعة أشخاص، أى إنجيل واحد فى أربع روايات تتفق فى جوهرها وموضوعها وإن اختلفت فى بعض التفاصيل . لأنها دونت بواسطة أشخاص على ما يناسب الشعوب التى وجهت لها الرسالة. متى الرسول كتب لليهود فاهتم بالنبوات التى جاءت عن السيد المسيح فى التوراة والمزامير وكتابات الأنبياء وأكد إتمامها أو تحققها بمجىء المسيح, والبشير مرقس كتب للرومان لذلك بدأ كتابته بإرسالية المسيح وتعاليمه موضحاً قوة المسيح وعظمته ومعجزاته وهكذا.... إنه انجيل واحد ورسالة واحدة دونها أربعة أشخاص لشعوب مختلفة. وبانتهاء القرن الأول الميلادي تم كتابة الإنجيل. وبكلمة إنجيل هنا نعنى الأناجيل الأربعة وسفر أعمال الرسل الذى يقص بداية تاريخ المسيحية ثم الرسائل وسفر الرؤيا ومعظم هولاء شهود عيان».