وصف السفير الألماني بالقاهرة "ميشيل بوك" الفيلم المسيء للرسول صلي الله عليه وسلم بأنه خليط من الازدراء وكتلة من البشاعة قائلا: "ليس في حاجة لأن نكون مسلمين حتي ندين هذا الفيلم فكل من لديه حد أدني من الحس الأخلاقي سيعلم أن هذا الفيلم بشع ومفجع". وأوضح في مؤتمر صحفي عقده أمس بمقر السفارة الألمانية بالقاهرة أن الحكومة المصرية أكدت أن العنف ليس الحل الأمثل للرد علي هذه التصرفات كما تعهدت بحماية السفارات وهذا أمر محل ثقة من الجميع". وأضاف أن نشر الفيلم مسألة قانونية في غاية التعقيد، وهذا الأمر شهد نقاشا واسعا في ألمانيا سيؤدي في النهاية إلي حماية كرامة ومكانة الأديان، مشيراً إلي أن الحكومة الألمانية منعت دخول القس الأمريكي تيري جونز أراضيها لأنه مروج للكراهية، كما يجب أن تتضافر الجهود لوضع حد لهوس المتطرفين سواء في الغرب أو إسلاميين أو مستعمرين يهود. وأوضح أن هناك حدودا فاصلة بين حرية التعبير وحرية الأديان وهذه الحدود تختلف باختلاف الثقافات. وردا علي سؤال حول حقيقة شراء مصر غواصتين وما يتردد عن ضغوط إسرائيلية لمنع إتمام هذه الصفقة قال بوك: إن تصدير السلاح الألماني شأن من اختصاص المجلس الاتحادي الألماني وهو الذي يوافق أو يرفض، كما أن جميع قراراته تحاط بسرية شديدة لا تتداول في الإعلام، مضيفاً: "ما نشدد عليه دائما أن الحكومة الألمانية إذا اتخذت أي قرار فلا تستطيع أي دولة في العالم أن تغير هذه القرارات". ونفي بوك أن يكون للرئيس السابق حسني مبارك أي أرصدة في ألمانيا، كما اشار إلي أن مشكلة إعادة رأس نفرتيتي تكمن في انها خرجت من مصر بوثائق رسمية ولدينا هذه الوثائق التي تؤكد أنها خرجت بشكل مشروع . وحول قضية المنظمات المدنية المتهم فيها إحدي المؤسسات الألمانية قال السفير الألماني بالقاهرة إن الاتهامات الموجهة إلي هذه المؤسسة ستتهاوى بنفسها خصوصاً بعد سماع أقوال الشهود التي تفاءلت بها. واوضح أن مستقبل عمل المنظمات المدنية في مصر محل تقدير من كافة أطياف القوي السياسية في مصر وفق ما أكدوا لنا، لافتاً إلي أن هناك مشاكل قانونية تتعلق بمشروع قانون عمل المنظمات الحقوقية حيث كان من المفترض عرضه علي البرلمان قبل حله مباشرة . واعلن وجود مقترح بإدراج هذه المنظمات ضمن الاتفاق الثقافي "المصري – الألماني". وردا علي سؤال حول مستقبل علاقة ألمانيا بمصر في ظل حكم "الإخوان" التي كان يتعبرها بعض الأوروبيين جماعة إرهابية قال السفير الألماني: "لم يحدث أن اعتبرت ألمانيا جماعة الإخوان إرهابية في أي يوم مضى .. الغرب لم يعتاد على أن يكون حكام الدول العربية " إسلاميين " ، لكن علينا الآن أن نعتاد ذلك .. رأينا أن الشعب المصري اختار التيار الإسلامي والرئيس محمد مرسي ولا يوجد لدينا أي تحفظات علي ذلك ". واعلن عن وجود 30 طلبا لمستثمرين المان للمجئ إلى مصر ولكن هناك عقدة هى خلق جو الثقه ببين المستثمرين والحكومة فى مصر . وأوضح أن الحكومة الألمانية لديها قيم ومحددات فيما يتعلق بالتعاون مع الآخرين وخصوصاً تلك التي تتعلق بحقوق الإنسان والسلام ، مشيرا إلي أن هذين الموضوعين شهدا تقدما ملحوظا لدي مصر بعد الثورة ، منوهاً إلي دور مصر في المصالحة الفلسطينية وحل الأزمة السورية من خلال المبادرة الرباعية وكذلك تأكيد المسئولين المصريين دائما احترامهم معاهدة السلام مع إسرائيل. وأضاف أن الأزمة السورية شديدة التعقيد وهي مسألة محفوفة بالمخاطر ولن تؤدي إلا إلي جلب كثير من المآسي علي اشلعب السوري ، لافتاً إلي أن التوجه السياسي الأوروبي يسير نحو وحدة الأراضي السورية وأن تكون هذه الدولة مستقلة ذات سيادة كاملة ". وردا علي سؤال حول عرض الجيش السوري الحر مبلغ ضخم مقابل رأس بشار الأسد يصل الى 25 مليون دولار قال السفير الألماني :" نحن مندهشون من هذه الأخبار لو كانت صحيحة ، ولا نعرف من أين ستأتي المعارضة السورية بهذا التمويل ". وردا علي سؤال حول العلاقات الثنائية مع مصر قال بوك أن ألمانيا بادرت بعد الثورة بمبادلة الديون المستحقة علي مصر والتي تصل قيمتها إلي أكثر من 300 مليون دولار ، كاشفا عن لقاء جمعه مؤخرا بوزير التخطيط والتعاون الدولي المصري بشأن زيادة التعاون مع مصر ، كما لفت عن زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 10% ، ومن المتوقع أن يصل عدد السائحين الألمان إلي مصر خلال العام الحالي إلي مليون سائح . وشدد علي أنه لا توجد حالة واحدة لسحب اي استثمارات ألمانية من مصر علي عكس ما فعله بعض رجال الاعمال المصريين خلال عام الثورة.