"فراشة السينما" وهو اللقب الذي اطلق علي الفنانة سامية جمال، لانها بالفعل كانت تطل علي المسرح مثل الفراشة الطائرة تعزف بجسدها مقطوعة موسيقية وسط تصفيق حار من الجماهير، معبرين عن شدة إعجابهم بأداء رقصاتها المبهرة وتعبيراتها دون إثارة، ليس فقط رقصاتها التي كان ينجذب لها الجمهور بل كانت تمتلك شخصية مرنه وخفيفة الظل تنجذب لها دون شعور. ولدت سامية جمال عام 1924 في محافظة بني سويف، بإسم زينب خليل ابراهيم محفوظ، عاشت فراشة السينما الرقيقة حياة حافلة بالفن والعذاب من قبل زوجة والدها والتي جعلتها تعمل خادمة لمدة 5 سنوات، وايضُا الحب فهي ساهمت فى تغيير مفهوم الرقص الشرقي والنظرة للراقصات. بدأت حياتها الفنية في فرقة بديعة مصابني حيث كانت تشارك في التابلوهات الراقصة الجماعية، وفي عام 1943 بدأت بالعمل في مجال السينما حيث شكّلت ثنائياً ناجحاً مع الفنّان فريد الأطرش في عدة أفلام وقدّمت على أغنياته أحلى رقصاتها وأشهرها من خلال ستة أفلام شهيرة. تعذبت الفراشة من لوعة الحب بسبب حبهل الشديد للفنان فريد الأطرش حتي قبل أن تراه، وزاد هذا الحب بعد مشاركتها له فى العديد من الأفلام والاستعراضات وكانت تتمنى الزواج منه ولكنه تراجع عن هذا الزواج ، ثم جمعتها علاقة حب بالفنان رشدى أباظة وتزوجته لمدة 17 عاما وكانت ترعي ابنته قسمت ولكنها عانت معه أيضا بسبب نزواته وإدمانه للشرب، وبالفعل وقع الطلاق بينهما. صدمة حرمانها من الميراث كان خبر حرمان رشدي أباظة لها من الميراث بمثابة صدمة كبيرة لها خاصة أنها كانت تحبه بجنون، بعد رحيل الدنجوان ترك رسالة مكتوبة بخط يده أن توزع ثروته علي ابنته الوحيدة "قسمت" والدته الإيطالية وأشقائه وشقيقاته غير الأشقاء، وترك لها بوليصة تأمين إلا أنها تنازلت عنها لصالح حفيده من ابنته الوحيدة قسمت . عودتها للرقص من أجل الصرف الصحي اعتزلت فراشة الرقص لفترة طويلة ولكن استطاع الفنان سمير صبرى إقناعها بالعودة للعمل فى فرقته الاستعراضية بعد أن وصلت لسن الستين، وبعد أن غرقت شقتها بسبب انفجار ماسورة مياه، حينها كانت تعاني من حالتها المادية متعثرة، خاصة أنها كانت متكفلة بشقيقتها وأبناء شقيقتها الخمسة، وساعدها أن تعود للرقص من أخري من خلال الرقصات الاستعراضيه بفرقته، وبالفعل ساعدها عائد الحفلات علي تسديد ديونها وتصليح شقتها ثم أكتفت بذلك وتوقفت عن الرقص. رحلت الفراشة عن عالمنا في ا ديسمبر عام 1994، آثر غيبوبة استمرت ستة أيام.
