قد تخرج من قاعة العرض بعد مشاهدة فيلم برسالة أو بحالة شعورية تمتلكك لفترة من الوقت، كذلك قد تخرج من قاعة العرض مفعم بطاقة لنقاش الفيلم واقامة حوار حول مضمونة وجمالياته الفنية وهو ما يسعى له الكثير من المخرجين فإذا أرغمك الفيلم على الحوار والجدل فهو نجاح يحسب للمخرج، وهذا ما حدث مع فيلم " سيدة البحر " فليس عجيبًا أن يحصد الجوائز في المهرجانات فسيطر على الجمهور حالة من الجدل والحوار الذي تم بينهم لتفسير رمزية الفيلم وفك شفراته لذلك كان لأبد من إجراء الحوار مع شهد أمين مخرجة فيلم سيدة البحر والذي حصد قرابة الخمس جوائز من عدة مهرجانات مختلفة من أين جئتِ بفكرة الفيلم ؟ قدمت من قبل فيلم قصير يحمل نفس القضية ولكنى أردت أستكمال الحديث عن قضية المرأة في فيلم " سيدة البحر " فأنا لست من المخرجات المحبات لتكرار أنفسهم ولكنى رغبت إن أقدم رؤية محددة وبالأخص رؤية بصرية محددة لخلق عالم لا يحتاج إلي الكثير من الحوار لأيصال الرسالة، لذلك أخترت تقديم " سيدة البحر " على الرغم من نصائح بعض المنتجين لي أن لا يكون هو أول فيلم روائي طويل أقدمه بدأتِ الفيلم منذ 2013 وعرض في 2019 فهل واجهتِ مشكلات كانت سبب التأخير ؟ أستغرق الفيلم وقت طويل ليخرج للنور فالنص أستغرق الكثير من الوقت في كتابته كذلك أضطررت للإنتظار فترة طويلة حتى أحصل على الدعم من أيمدج نيشن، كما توقفنا لفترات بسبب معوقات مادية وأنشغال الأبطال في أحيان أخرى، فلقد تعلمت الصبر والإنتظار من خلال مجال صناعة الأفلام حمل الفيلم الكثير من الرمزية، لماذا وقع أختيارك على حورية البحر بالأخص ؟ لا أفضل الأفلام المباشرة أو الخالية من الرمزية فأنا أحب الأفلام التي تدور في أكثر من خط درامي فالأفلام التي أحب إن أقدمها أرغب في إن تحمل الكثير من الرمزية وإن تحمل قضية وهذا هو أكثر ما حمسني في " سيدة البحر " لأنني كنت أعلم أنني سوف أروي قصة من الداخل للخارج وبلغة سينمائية بصرية الأفلام قليلة الحوار تشكل عبئ أكبر على المخرج في استخراج المشاعر من الممثلين فهل كان الأمر عبئ عليكِ ؟ أختيار الأبطال لم يرهقني فالطفلة بسيمة وهي بطلة الفيلم كنت أعرفها منذ أن كانت في السادسة من عمرها وأنا أعلم أنها تستطيع تقديم شخصية حياة بشكل رائع، كذلك يعقوب فرحان كان ملائم تمامًا لدور مثني فهو يشبه بعض الشيء ويمتلك يعقوب الهدوء المطلوب لأداء شخصية مثني تميز الفيلم بجرأة ملحوظة بالأخص في فنيات الفيلم مثل أستخدام الأبيض والأسود، فهل عرضك ذلك لأي معوقات ؟ أري إن الجرأة هي أساس صناعة الأفلام فإن لم تكن جريء أبحث عن مهنة أخرى، وأنا لم أقدم على تقديم فيلمي الأول إلا بأختراع لغتي الخاصة وبالدخول في عالم خاص بي أنا، كذلك شريط الصوت فكان قراري بحذف العديد من المقطوعات الموسيقية والإعتماد فقط على أصوات البحر والأغاني المرتبطة بالبحر فلم أترك إلا مقطوعة موسيقية في البداية والنهاية وهو الأمر الذي أربك مؤلفين موسيقي الفيلم لم يتم تحديد زمن أو مكان للفيلم فهل كان ذلك يرمز لوضع المرأة العربية وليس السعودية فقط؟ ليست المرأة العربية أو المرأة السعودية فقط بل تلك القصة يمكن إن تكون عالميًا لهذا لم أحدد لا زمان ولا مكان حتى تكون رمز لعصر أو مكان. دائمًا ما يتم تصنيف الفتاة في المجتمعات وهو الأمر المرفوض بالنسبة لي فعلاقة " حياة " بجسدها الذي قالوا لها أنه خطأ وإن مكانه بالبحر بسبب عادات القبيلة كان عليها إن تخرج من هذة الإشكالية وإن تتعرف على جسدها بدون تصنيف، كذلك القضية ليست قضية المرأة فقط بل الرجل ايضًا عندما ينشأ في مجتمع لا يتقبله ما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء التصوير ؟ أول ما يتم تدريسه في صناعة السينما هو الأبتعاد عن ثلاث أشياء الأطفال، المراكب والحيوانات وأنا أستخدمت الثلاث فالبحر لا يمكن التحكم فيه فما إن يتحرك المركب كان علينا أعادة المشهد كذلك أي مقاطعة أو شيء خارج عن أرادتنا بسبب البحر كان يجعلنا نعيد المشهد فالتصوير في الماء كان أمر صعب جدًا جمع الفيلم بين أكثر من جنسية فهناك فنانين من السعودية، الأردن وفلسطين فهل كان التنوع عن قصد ؟ نعم، لم أكن أرغب في التركيز على فنانين من الخليج أو من السعودية فقط حتى لا يفهم أن المقصود هو قضية المرأة السعودية أو الخليجية بل أردت المعنى الأشمل والعالمي كذلك التعامل مع عدة جنسيات من الوطن العربي أثرى الفيلم كثيرًا هل خشيتي من عدم فهم الجمهور للفيلم بالأخص إن الفيلم عاجلًا أم أجلًا سوف يعرض تجاريًا ويشاهده مستويات مختلفة من الجمهور ؟ لا لم أخشي من ذلك، في بعض الأحيان ليس من الضروري فهم الفيلم فيكفي فقط تقبل مشاعرك تجاه الفيلم وتقبل الرحلة التي يخوضها المشاهد مع الفيلم