في وسط النيل بأسوان جريمة خطيرة.. محمية (سالوجا وغزال) التي يعتبرها الأسوانية البيضة الذهبية تتعرض لتعديات مروعة. التعديات تطول 29 محمية طبيعية تمثل 16%من مساحة مصر التعدي علي ممتلكات الدولة من الأراضي او المساكن اصبح من الأمور المعتادة منذ يناير 2011 بسبب الانفلات الأمني. ولكن الامر تعدي ذلك إلي بعض الثروات القومية والطبيعية التي تميزت بها بلادنا فهناك حوالي 29 محمية طبيعية تمثل 16% من مساحة مصر يتم التعدي عليها وتدميرها علي رأسها مع سبق الإصرار والترصد. مثل محمية جزر الشلال الأول سالوجا وغزال والتي سماها علماء البيئة البيضة الذهبية. هذه المحمية كما يقول البيولوجي «محمود حسيب» مدير عام المحميات المنطقة الجنوبية بجهاز شئون البيئة أعلنت بقرار رئيس مجلس الوزراء برقم 928 لسنة 86 كمحمية طبيعية تدار بموجب قانون البيئة رقم 4 لسنة 94 والمعدل بقانون رقم 9 لسنة 2009 وكذا قانون المحميات رقم 102 لسنة 83 وتحتوي هذه المحمية علي تنوع بيئي فريد لا مثيل له علي امتداد نهر النيل فنجد بها أنواعا عديدة من النباتات والأشجار الطبيعية التي تمثل البقية الباقية من نباتات وادي النيل ويبلغ عددها 120 نوعا واشهرها أشجار السنط 5 أنواع هذا بخلاف المجموعات الصخرية الجرانيتية المميزة لهذه المنطقة. ويضيف محمود حسيب مدير المنطقة الجنوبية للمحميات الطبيعية بجهاز شئون البيئة الاتحاد العالمي للطيور: اعتبر هذه المحمية كأحد المواقع المهمة لرصد الطيور المهاجرة والمقيمة وتم رصد 128 نوعا منها هذا بالإضافة إلي انماط التنوع الحيوي الاخري وليس هذا فحسب بل إن المحمية تستقبل سنويا إعدادا كبيرة من طلبة المدارس في زيارات للتوعية البيئية من مختلف المراحل التعليمية علي مدار العام الدراسي بالإضافة إلي زيارات ترفيهية إلي المحمية من اهالي أسوان. ويؤكد حسيب علي أن هذه المحمية الطبيعية عانت علي مدار اكثر من 20 عاما الكثير من محاولات التعدي عليها ونجحت ادارة المحميات وبدعم الجهات التنفيذية بالمحافظة في التصدي لكل هذه المحاولات الا انه بعد ثورة 25 يناير وما أصاب البلاد من انفلات أمني وتعرضت المحمية للتعدي من بعض المواطنين فأبوالمجد صابر خليفة من أهالي منطقة جبل تقوق علي جزيرة سالوجا مثلا قام بتقطيع وإزالة عدد كبير من الاشجار الطبيعية اكثر من 50 شجرة تصل اعمار بعضها إلي اكثر من 150 عاما وتدمير موائل التنوع الحيوي وتجريف الارض ووضع لافتات علي احد مداخل المحمية ومنع العاملين بالمحمية من تأدية اعمالهم وتم تحرير محضر بقسم شرطة أسوان اول برقم2008 بتاريخ 4/6/2011 وقد سبق ذلك حالة تعد أخري من مواطن يدعي حمدي عوض محمود وتم تحرير المحضر برقم 2607 بتاريخ 12/5/2011 وعلي ضوء ذلك قمنا كإدارة المحمية الطبيعية بإخطار اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان والذي أصدر قرارا برقم 190 بتاريخ 15/6/2011 بإزالة التعديات إلا أن القرار لم ينفذ مما أعطي الفرصة للمعتدين للتوسع في تعدياتهم! ويضيف مدير المحميات الطبيعية بجنوب الوادي بأنه بتاريخ 27/6/2012 قام احد المتعدين الصادر بشأنهم قرارات ازالة بقطع عدد آخر من اشجار المحمية وتم علي الفور تحرير محضر بالواقعة برقم 3 أحوال أعقبه محضر آخر تم تحريره بقسم شرطة المسطحات بأسوان لذات المخالفة برقم 109 بتاريخ 28/6/2012 والمؤسف كما يقول محمود حسيب بأنه وبتاريخ 16/7/2012 قامت قوه من الأمن بإزالة شكلية للتعديات إلا أن أحد المتعدين قام بتوجيه تهديد صريح لجميع القيادات الأمنية المتواجدة في حملة الإزالة بما فيها العاملون بالمحمية بانه سوف يقتل كل من يتعرض له وتم تحرير محضر بالواقعة بقسم شرطة أسوان أول برقم 3125 لسنة 2012 في 16/7/2012. ويشير محمود حسيب إلي أن مسلسل التعدي علي أملاك الدولة لم يتوقف عند هذه المحمية فقط بل وصل إلي المحميات الأخري مثل محمية الدبابية بمدينة إسنا ذات القطاع الجيولوجي الفريد علي مستوي العالم والتي تم وضعها في برامج الخريطة السياحية وهو الأمر الذي شجع الأهالي بالتعدي علي حرم هذه المحمية الطبيعية لإقامة أكشاك وبازارات لبيع العاديات السياحية. كما أن هناك تعديا خطيرا علي محمية الوادي الأسيوطي حيث قام العديد من المواطنين بالتعدي علي مساحات أراض كبيرة بالوادي الأسيوطي وقاموا بحفر ودق الآبار لزراعة المساحات المتعد عليها مما ادي إلي تدمير المئات من أشجار النباتات الطبيعية والطبية النادرة والمميزة لهذا الوادي. ويقول د/حسين الطحطاوي خبير البيئة ومدير المكتب الفني لمحافظ أسوان: إن التعدي علي المحميات الطبيعية لم يكن وليد اليوم فقط او نتيجة ثورة 25 يناير لان الأمر أبعد من ذلك فالتعدي علي جزر النيل والمحميات الطبيعية قديم فلقد سبق لوزير السياحة الأسبق والمحبوس حاليا زهير جرانة بان تعدت إحدي شركاته علي إحدي جزر النيل بالغرب من المحميات الطبيعية وأقامت عليها كافتيريا ومطعما ولكن اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان لم يبال وقت ذلك بان المتعدي هو وزير السياحة زهير جرانة فأصدر قرار إزالة وتم تنفيذه بالفعل. ويضيف من أبرز التعديات في العهد البائد هو التعدي علي محمية البياضية بالأقصر والتي تم تخصيصها لرجل الأعمال الهارب حسين سالم بتسهيل من د. عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق ود. يوسف والي وزير الزراعة الأسبق والتي صدرت احكام مؤخراً بسجنهما لتسهيل التعدي علي محمية البياضية بالأقصر. وتطالب الدكتورة سعاد الزيات رئيس قسم النباتات بكلية العلوم بجامعة أسوان بضرورة إسراع الجهات المختصة وعلي رأسها مديرية أمن أسوان بتوفير الحماية الأمنية لهذه الثورات الطبيعية والعلمية والتي لا ينبغي التهاون في حمايتها باعتبارها ثروة علمية وقومية لا ينبغي التفريط فيها فجزر الشلال الأول المعروفة باسم محمية سالوجا وغزال تحتوي علي العديد من الأشجار والنباتات النادرة فضلا عن الطيور المهاجرة التي تفد إلي أسوان في فصل الشتاء. وتضيف د/سعاد الزيات بأن هذه الجزر ظلت منذ ازمان قديمة كمحمية طبيعية بدون تدخل البشر بقوانين او قرارات ازالة او أي شىء فلم يقترب منها احد حتى تم تقنين وضعها بقرار مجلس الوزراء رقم 928 لسنة 86 وإعلانها رسميا كمحمية طبيعية نأتي اليوم لنحاول حمايتها من تعديات المواطنين العشوائية عليها. وتضيف أنا علي يقين بأنه لو تم توعية هؤلاء المواطنين بأهمية هذه الجزر وهذه المحمية الطبيعية فانا اعتقد انهم سيزاولون تعدياتهم بأنفسهم دون تدخل شرطي او امني.