أيام ترحل وماضٍ يبتعد.. وتظل الذكريات قصصًا صامتة.. وأحداثًا تنطوى.. وحوادث تمضى.. إلا أنها تترك فينا أثرًا لا يزول.. ففى حياتنا ذكريات لا تُنسى مهما مر عليها الزمان. تبحث «الوفد» فى ذكريات رجال القضاء والشرطة جرائم تركت بصمات بارزة فى سجل الماضى.. وفى كل أسبوع نسرد جريمة من ذكرياتهم. ( الضيف القاتل) الزمان - 2016، المكان – قسم أول سوهاج، الواقعة – قتل المقدم أحمد المولد رئيس مباحث قسم ثان سوهاج، يحكى لنا جريمة وقعت أحداثها منذ عامين، وما زالت عالقة فى ذاكرته، لأنها راحت سيدة شابة على يد ابن خالها بعد فشله فى اغتصابها، لكن عناية الله عز وجل شاءت أن تكشف خيوط تلك الجريمة وينال المجرم عقابه على أيدى العدالة، ولقد توافقت هذه الواقعة مع المقولة الشهيرة بأن «الجريمة لا تفيد»، وتطابقت نهايتها مع قول الله عز وجل (إن ربك لبالمرصاد). يقول المقدم أحمد المولد: فى شهر مايو من عام 2016 م عندما كنت أعمل رئيساً لوحدة مباحث قسم أول سوهاج تلقينا بلاغا من محمد حسن، 33 سنة عامل، بعثوره على جثة زوجته غالية عبدالله 22 سنة ربة منزل قتيلة فى شقة الزوجية، فانتقلنا إلى مكان البلاغ ووجدنا السيدة الشابة مصابة بجروح نافذة فى الصدر والرقبة، فأخطرنا النيابة العامة التى أمرت بدفن الجثة بعد تشريحها لبيان سبب الوفاة وكلفتنا بالتحرى عن الواقعة وسرعة القبض على الجانى. بدأ فريق البحث الجنائى بإشراف اللواء خالد الشاذلى مدير المباحث عملاً متواصلاً لمدة أسبوعين متتاليين حول ظروف وملابسات الواقعة، وتبين أن القتيلة حسنة السمعة وزوجها من أسرة طيبة وليس لهما خلافات مع أحد من الجيران، كما لم نتبين غياب شىء من محتويات الشقة حتى نرجح أن تكون الجريمة بدافع السرقة، مما جعل عملية كشف الجريمة أمراً معقداً، وكادت القضية أن تقيد ضد مجهول لولا عناية الله التى شاءت ألا تضيع دماء هذه السيدة الشابة هدراً، وأن ينال المجرم عقابه على أيدى العدالة. فقد أفادنا أحد مصادرنا السرية أن القتيلة وزوجها كانا قد استضافا قريبا للزوجة قبل الحادث بيومين يدعى أحمد محمود 26 سنة ويقيم بقرية أولاد نصير التابعة لمركز سوهاج، فقمنا باستدعائه ومناقشته ومواجهته بشهادة الشهود، فانهار واعترف تفصيليا بأنه بعد خروجه من منزل قريبته هو وزوجها أغواه الشيطان بأن يعود مرة أخرى لشقة قريبته بعد أن اطمأن لذهاب زوجها لعمله، وعندما طرق باب الشقة زعم لابنة عمته أنه نسى جهاز الهاتف ففتحت له الباب وبدأ يسمعها كلاما معسولا لكنها نهرته بشدة وأمرته بالخروج، لكنه انقض عليها وحاول اغتصابها فلما صرخت كتم أنفاسها وأخرج مطواته وقام بطعنها طعنات نافذة فى الرقبة. وبعرضه على النيابة العامة أمرت بحبسه على ذمة التحقيق، وأحالته محبوساً إلى محكمة جنايات سوهاج، فعاقبته بإجماع الآراء وموافقة فضيلة مفتى الجمهورية بإعدامه شنقاً. خالد على