أيام ترحل وماضٍ يبتعد.. وتظل الذكريات قصصًا صامتة.. وأحداثًا تنطوى.. وحوادث تمضى.. إلا أنها تترك فينا أثرًا لا يزول.. ففى حياتنا ذكريات لا تُنسى مهما مر عليها الزمان. تبحث «الوفد» فى ذكريات رجال القضاء والشرطة جرائم تركت بصمات بارزة فى سجل الماضى.. وفى كل أسبوع نسرد جريمة من ذكرياتهم. الزمان - 2016 المكان: مركز البلينا بسوهاج اللواء أشرف نصحى نائب مدير أمن سوهاج لقطاع الجنوب، يحكى لنا جريمة وقعت أحداثها منذ حوالى ثلاثة أعوام، وما زالت عالقة فى ذاكرته، لأنها راحت ضحيتها زوجة شابة على يد زوجها، دون ذنب اقترفته يداها سوى أنها كانت جميلة، فقام بقتلها بسبب غيرته الشديدة عليها، لكن عناية الله عز وجل شاءت أن تكشف خيوط تلك الجريمة وينال المجرم عقابه على أيدى العدالة، ولقد توافقت هذه الواقعة مع المقولة الشهيرة بأن «الجريمة لا تفيد»، وتطابقت نهايتها مع قول الله عز وجل (إن ربك لبالمرصاد). يقول اللواء أشرف نصحى: فى شهر مارس من عام 2016 تلقينا بلاغًا من مزارع من قرية يعقوب التابعة لمركز البلينا يدعى محمد حمدون 44 سنة عامل قد توجه لمفتش الصحة لاستخراج تصريح دفن لزوجته زوجته هناء شوقى 33 سنة ربة منزل التى ماتت بالسكتة القلبية، ولكن مفتش الصحة أخطرنا بوجود سحجات حول الرقبة ولا يستطيع الجزم بسبب الوفاة، ما جعل النيابة العامة تأمر بتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة، فكانت نتيجة التشريح أنها ماتت مخنوقة، فأمرت النيابة العامة بدفن الجثة وتكليفنا بالتحرى عن الواقعة وسرعة ضبط الجانى. تم تشكيل فريق بحث بإشراف اللواء خالد الشاذلى مدير مباحث سوهاج - آنذاك - وبدأنا العمل بمناقشة زوجها والجيران، وتبين أن المجنى عليها من مدينة الإسكندرية وتعرفت على المزارع أثناء عمله بالإسكندرية وتزوجها وظل لأكثر من عامين معها ثم عاد إلى قريته واصطحبها معه، ونظرًا لجمالها الكبير كان شديد الغيرة عليها ويمنعها من الخروج، مما أدى إلى وجود خلافات مستمرة بينهما، وأنه فى يوم الحادث حدثت مشاجرة بينهما فهددته بترك المنزل والعودة إلى أهلها بالإسكندرية، فقام بخنقها وحاول استخراج تصريح دفن ليتمكن من استخراج شهادة وفاة لها. قمنا باستئذان النيابة العامة والقبض على الزوج وإعادة مناقشته ومواجهته بما توصلت إليه التحريات وشهادة الجيران، فاعترف بجريمته تفصيليًا وبررها بغيرته الشديدة عليها، فأحاله اللواء عمر عبدالعال مساعد وزير الداخلية إلى النيابة العامة التى أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات وأحالته محبوسًا إلى محكمة جنايات سوهاج فعاقبته بالسجن المؤبد.