نحمد الله علي نجاة رئيس الوزراء الطيب هشام قنديل من موت محقق إثر تعرض طائرته لمجموعة من العواصف الرعدية والمطبات الهوائية بعد عودته من عزاء رئيس الوزراء الأثيوبي ميليس زيناوي. والسؤال الآن بعد نجاة طائرة قنديل.. هل تنجو طائرة الوطن من السقوط والهلاك بعد العواصف الرعدية التي باتت تضرب جنباتها، وتهدد بنسفها وهلاك ركابها الذين تعدي عددهم الواحد والتسعين مليونا حسب آخر إحصاء رسمي. وعندما نتحدث عن المخاطر التي تهدد بنسف طائرة الوطن وسقوطها، فليس حديثنا من فراغ وإنما بناء علي شواهد عديدة نذكرها واحدا بعد الآخر. أولها ان قائد الطائرة قد بدأ رحلته بالاستغناء عن الملاح الذي يحدد مسارات الطائرة وظروف الطقس وبغيره يتوه القائد، ولم يكتف القائد بذلك، وإنما تخلص من مساعد الطيار وهو الذي يتولي مهمة القيادة إذا ما حال حائل بين قيام قائد الطائرة وممارسة أعمال القيادة لظروف عديدة أهمها المرض أو الوفاة أو حتي إصابته بالجنون المفاجئ الذي قد يعتري الواحد منا! ولم يكتف القائد بذلك وإنما فتح جميع نوافذ الطائرة وأبوابها السرية وهو ما قد يسمح بدخول قوي الشر لداخل طائرة الوطن وقتل أبنائه غيلة وغدراً!! هذا عن المخاطر التي تتعرض لها الطائرة من الداخل والتي حدثت بفعل عدم خبرة قائدها، أو سوء الظروف التي جاءت به، أو رداءة التدريب في المركز التعليمي الذي عاش وتعلم بين جدرانه, أما عن ظروف المناخ الذي يحيط بالطائرة من الخارج فهو لا يقل سوءاً عن ظروفها الداخلية الناجمة عن سوء القيادة للطيار فمن الخارج تضرب العواصف الرعدية القادمة من «وكر» المقطم الطائرة من كل جانب، فما ان تنجو من عاصفة حتي تضربها عاصفة جديدة، كل ذلك وقائد الطائرة يصر علي القيادة في ظل هذا الجو الملبد بالغيوم، والملىء بالعواصف الرعدية ولا يبحث عن سبيل آخر وطريق آخر يحمي طائرة الوطن من عواصف الشيطان التي تنطلق من البناية الشهيرة، والتي تتفنن في التشويش علي الطائرة وإرسال الإشارات الخاطئة لتضليل القائد بهدف واحد وهو إسقاط طائرة الوطن وفناء ركابها. ولم يكتف مركز الخطر الموجود بصحراء المقطم بما يطلقه من عواصف رعدية تهدد مسيرة الطائرة وقائدها وركابها وإنما تفنن في إطلاق «غربان» الشوم التي تحوم حول الطائرة وتهدد بالدخول إلي غرف المحركات لإيقافها، كما أنها تسمم المجال الجوي بتصريحاتها الاستفزازية، وحروبها الصبيانية، وبلطجتها ضد خصومها، ومع بالغ الأسف هؤلاء الغربان يتحدثون باسم القائد، ويدخلون ويخرجون من وإلي قمرة القيادة بالطائرة وكأنه بيت أبيهم. إذن طائرة الوطن في خطر قد يكون أشد فتكاً من ذلك الذي تعرضت له طائرة قنديل، ولن ينجينا منه إلا رحمة الله بنا ويقظة ركاب الطائرة والذين وضعتهم الظروف تحت قيادة قائد هو نفسه له ألف قائد، فرغم أنه تخلص من الملاح ومساعد الطائرة، بل واستغني حتي عن إشارات عداداتها العديدة واعتمد علي الإشارات التي تأتي من وكر المقطم وهو مركز مراقبة جوية غير مرخص وغير كفء وتغيب الأمانة عن رجاله، فلا تهمهم الطائرة ولا ركابها وكل ما يهمهم هو مصلحة العصابة التي اختطفت الطائرة، لذلك تسير الطائرة بلا هدي بلا وعي مرة للإمام وأخري للخلف، تترنح بركابها وبقائدها والشياطين والغربان يطلقون ضحكاتهم الهيستيرية التي تمزق سكون الأفق تماما كالضحكات الشهيرة لنيرون بعد ان أحرق روما!! يارب نجنا من هؤلاء فنحن عبيدك ولن ينجينا من شرورهم إلا أنت سبحانك، فلا تتركنا ضحية لبلطجيتهم وآثامهم وتضليلهم وسواد قلوبهم.