اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى صباح اليوم الأحد على خبر مقتل زعيم تنظيم داعش الارهابى أبو بكر البغدادى وذلك قرب قرية بريشا فى ادلب ، حيث يقع مقر عدد من التنظيمات المتطرفة ومنها حراس الدين. وقد أفاد مسئول بالبنتاجون، اليوم الأحد، إن القوات الأمريكية قد شنت غارة جوية استهدفت رأس زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادى، بعد أن وافق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على العملية قبل حوالى أسبوع، موضحا أن الغارة قد تكون أدت لمقتل البغدادى قرب قرية "بريشا" فى إدلب، حيث يقع مقر عدد من التنظيمات المتطرفة ومنها حراس الدين. وأضاف المسئول حسبما نقلت قناة "العربية" الإخبارية، "أنه بالتزامن مع تقارير أفادت بتحليق مروحيات عسكرية أمريكية فوق محافظة إدلب فى شمال غربى سوريا، حيث كان البغدادى هدفا لعملية سرية للغاية فى آخر معقل للمتطرفين فى سوريا". وكشف المتحدث باسم البيت الأبيض هوجان جيدلي، أن الرئيس دونالد ترامب يعتزم الإدلاء ببيان هام فى البيت الأبيض الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي، حسبما ذكرت قناة العربية. ولم يذكر المتحدث تفاصيل أخرى. وكان ترامب قد كتب فى تغريدة فى وقت سابق "شيء كبير للغاية حدث للتو"، دون تقديم أى تفاصيل إضافية. وترصد "الوفد"، التاريخ الأسود لزعيم تنظيم داعش الارهابى أبو بكر البغدادى هو إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري السامرائي وشهرته أبو بكر البغدادي قائد تنظيم القاعدة في العراق والمُلقب بأمير دولة العراق الإسلامية. وقد ولد البغدادي في مدينة سامراء شماليبغداد عام 1971 لأسرة سنية متوسطة، فيما عُرفت عائلته بالتزامها الديني، وتقول قبيلته إنها اطلقت لقب "المؤمن"، عليه نظراً لأنه كان ينتقد ذويه بشدة بسبب عدم التزامهم بمعاييره الصارمة. فيما استمر البغدادي بدراساته الإسلامية في الجامعة، وحصل على شهادة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية من جامعة بغداد عام 1996، ثم شهادتي الماجستير والدكتوراه في الدراسات القرآنية من جامعة صدام حسين للدراسات الإسلامية عامي 1999 و2007 على التوالي. وفي أعقاب الغزو الأميركي عام 2003، الذي أطاح الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، نشط البغدادي في العراق، كما احتجزته القوات الأميركية لاحقا في معتقلي أبو غريب ومعسكر بوكا، حيث قام بنشر الأفكار الإرهابية وتجنيد أتباعه خلال هذه الفترة. بعد مرور أشهر على الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، ساعد البغدادي ، فى تأسيس جماعة "جيش أهل السنة والجماعة" المسلحة. وخلال عام 2004، قضى البغدادي سنوات دراساته العليا في حي الطوبجي في بغداد، مع زوجتين وستة من الأبناء، وكان يُعلم تلاوة القرآن لأطفال المنطقة في أحد المساجد، نظرا لأنه كان ضمن أعضاء فريق المسجد في كرة القدم. فى عام2004 ، قامت القوات الأمريكية باعتقال البغدادي في مدينة الفلوجة، وأرسلته إلى معسكر الاعتقال في سجن "بوكا" حيث ظل هناك عشرة أشهر. وخلال تلك الفترة، كرس البغدادي نفسه للأمور الدينية، إذ أنه كان يؤم المعتقلين في الصلاة، ويلقي خطبة الجمعة، ويُنظم دروساً دينية للسجناء. قام البغدادي بتشكيل تحالفات مع العديد من المعتقلين، وظل على اتصال بهم بعد الإفراج عنه في ديسمبر عام 2004. وعقب إطلاق سراحه، اتصل البغدادي بأحد المتحدثين باسم تنظيم القاعدة في العراق، فرع القاعدة المحلي الذي كان يقوده الأردني أبو مصعب الزرقاوي. أطلق عليه أنه "الوريث الحقيقي" لأسامة بن لادن، وقيل إن إجرامية أعماله، بما في ذلك قتل مدنيين عزل، جذبت مزيدا من الإرهابيين لجماعته. وفي أكتوبر عام 2011، أطلقت واشنطن رسميا على البغدادي لقب "إرهابي"، وعرضت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض عليه أو قتله. وفى عام 2012، أصدر البغدادي أوامره لأحد النشطاء التابعين له في سوريا ليؤسس سراً فرعاً لتنظيم القاعدة في سوريا عُرف لاحقاً باسم "جبهة النصرة". نشبت خلافات بين البغدادي وزعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، وفي ربيع العام 2013، أعلن البغدادي أن النصرة هي جزء من تنظيم الدولة في العراق، وأطلق عليه اسم "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" واختصارها "داعش". وفي منتصف العام 2014، نصّب البغدادي نفسه ك"خليفة" وذلك بعدما ألقى خطبة في جامع النوري الكبير في العراق، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة الموصل. وكشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى عام 2019، أنّ "البغدادي نجا من محاولة انقلاب داخلية، على يد مسلحي أجانب في معقله شرق سوريا"، وحينها، عرض تنظيم "داعش" مكافأة لمن يقتل أحد كوادره ويدعى "أبو معاذ الجزائري"، وهو مسلح أجنبي مخضرم في التنظيم، ويرجح أن يكون واحداً من بين 500 مسلح في صفوف التنظيم في المنطقة. نشرت مؤسسة "الفرقان" التابعة لتنظيم "داعش"، في أبريل 2019مقطع فيديو لشخص وصف بأنه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، ولم يظهر البغدادي علناً منذ 2014، وخلال التسجيل، تحدث البغدادي عن الهزيمة في مدينة الباغوز، ولوح بالإنتقام، كما أثنى على تفجيرات سريلانكا. وفى سبتمبر 2019، نشر التنظيم الإرهابي تسجيلاً صوتياً للبغدادي مدته 30 دقيقة، قال فيه الأخير أنّ "تنظيم داعش لا يزال موجوداً". وبالتزامن مع إعلان سقوط داعش في مارس 2019، نشرت تقارير عدة خلال السنوات الماضية بشأن مصير البغدادي، فمنها من ذكر أنه أصيب خلال المعارك، ومنها ما ذكر أنه قتل، لكن أي من هذه التقارير لم يتم التأكد من صدقيتها، لا سيما مع تشتت التنظيم إلى فلول وخلايا نائمة. وقد رجح الكثيرين اختباء البغدادي، في صحراء البادية الشاسعة في سوريا، التي تمتد من الحدود الشرقية مع العراق إلى محافظة حمص وسط سوريا، كون ابنه "حذيفة" قتل في صحراء البادية السورية في يوليو 2018، من جراء غارة روسية بواريخ موجهة، ويعتقدون أن الابن كان رفقة أبيه. ويظن أن البغدادي كان يتنقل رفقة 3 أشخاص، هم شقيقه الأكبر جمعة، وسائقه وحارسه الشخصي عبد اللطيف الجبوري، الذي عرفه منذ الطفولة، وساعيه سعود الكردي حتى تم الإعلان عن استهدافه في عملية أميركية، أسفرت عن مقتله برفقة عدد من أفراد أسرته. فيما كان تنظيم داعش يسيطر على أكثر من نصف الأراضي السورية وثلث الأراضي العراقية بمساحة إجمالية تقارب 195 ألف كيلومتر مربع. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن تنظيم داعش قد نفذ بين عامي 2014 و2015 فقط 3027 عملية إعدام في سوريا، طالت 1787 مدنيا، بينهم 74 طفلا، ذبحا أو صلبا أو رميا بالرصاص أو رجما أو حرقا. ولا توجد أرقام دقيقة عن عدد ضحاياه في العراق، ولكن البلاد شهدت موجة نزوح كبيرة من المناطق التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي، شملت 200 ألف نازح. عقب غياب أبوبكر البغدادى عام 2014، ظهر مجدداً وهو يتوعد ويهدد الجميع، وسط ثلاثة من كبار حراسه الذين استمعوا لخطبته التى استغرقت ربع ساعة، وفى نهاية الأمر تلقى التقارير الشهرية عن سير العمل فى الدول التى يوجد لديه عناصر بها، مثل تونس، وليبيا، واليمن، وتركيا، وما اسموه "ولاية القوقاز، والشام، وسط إفريقيا، وغرب إفريقيا". وكانت أبرز ماجاء بظهوره للتحريض على تكثيف العمليات الإرهابية، هو تنفيذ 92 عملية فى 8 دول، واعلانه أنه فى معركة استنزاف وجهادنا مستمر إلى يوم القيامة ثم اعترف بخسائره فى سورياوالعراق. وأكد أن تفجيرات عيد الفصح فى سيريلانكا أسقطت أكثر من ألف شخص فيما سننتقم لمسلحى داعش الذين قتلوا أو اعتقلوا معلنا أن الله أمرنا بالجهاد ولم يأمرنا بالنصر. كشف عن مباركته بيعة عناصر فى مالى وبوركينا فاسو، وتحدث عن هداية بعض المنتسبين إلى الأحزاب والتنظيمات فى خرسان – أفغانستان وصف عمر البشير وعبد العزيز بوتفليقة بالطواغيت الساقطين ثم حرض العناصر التابعة له بتكثيف العمليات الإرهابية، وفى نهاية حديثه كشف أنه يتلقى تقارير شهرية عن الدول التى يوجد بها خلايا له.