في مثل هذا اليوم في 21 مارس/ آذار عام 2006 أطلق جاك دورسي أول زقزقة أو تغريدة Tweet . و طرح لأول مرة السؤال الذي أصبح شهيرا في العالم What are you doing? و أجاب جاك دورسي " أدعو زملاء العمل" "Inviting Coworkers " وكانت هذه التدوينة الأولى في تاريخ موقع التدوين المصغر microblogging " تويتر" ... الزملاء هم بوز ستون و ايفان ويليامس، المجموعة المؤسسة لشركة "تويتر" والتي كانت في الأساس مشروع رسائل نصية صغيرة لخدمات الهواتف المحمولة، غير أن فكرة جاك دورسي كانت إمكانية التواصل من خلال مائة وأربعين حرفا عبر الإنترنت في منصة مشتركة مع الهواتف المحمولة. وعند تقديم تقنية خدمة موقع "تويتر" خلال المهرجان السنوي للتكنولوجيا الشهير South by Southwest ، والذي ينعقد في شهر مارس/ آذار في مدينة أوستين في ولاية تكساس، لم يكن يتخيل المؤسسون الثلاثة أنهم ابتكروا وسيلة تواصل جديدة ستغير أسلوب استخدام شبكة الإنترنت. و كانت انطلاقة "تويتر" بحسب قناة "فرانس 24"مع حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية واستخدم باراك أوباما لهذه الخدمة لتنظيم مؤيديه وتحفيزهم كما برزت خدمة "تويتر" كوسيلة إعلامية أثناء الحركات الشعبية التي هزت النظام الإيراني. وكادت تتعطل شبكة الإنترنت يوم وفاة ملك البوب مايكل جاكسون عندما ارتفعت نسبة التدوين على موقع "تويتر" إلى أكثر من 500 تدوينة في الثانية الواحدة. فبرز الموقع كوسيلة تواصل اجتماعي بين المجموعات البشرية ذات الاهتمام المشترك. وتعتبر اليوم خدمة موقع "تويتر" وسيلة للاتصال لا مثيل لها سواء كان خلال الكوارث الطبيعية أو أثناء التحركات الشعبية وحركات الاحتجاج التي عمت بعض دول العالم العربي. يثير نجاح موقع "تويتر" نهم المستثمرين الذين يقدرون قيمة الشركة بحوالي 10 مليارات دولار أمريكي (رقم غير رسمي) وقد سرت شائعات مؤخرا عن إمكانية دخول الشركة البورصة أو شراء الشركة من قبل "غوغل" و"فيس بوك". غير أن موقع "تويتر" لا يعتبر أن لديه إيرادات مالية مهمة فهو يكتفي ببعض الإيرادات الإعلانية وبالمائتي مليون مستخدم حاليا والذي يتزايد عددهم يوميا والذين ينشرون أكثر من مليار تدوينة أو زقزقة Tweet في الأسبوع ويتعاطفون ويتفاعلون مع الأحداث حول العالم. وربما اليوم أكثر ,مما مضى, يمكن أن نقول أنه مع خدمة تويتر وفي زمن الإنترنت الآني بتنا فعلا في جوهر رؤية الباحث الكندي مارشال ماك لوهان للعالم الذي حولته وسائل الاتصال الحديثة إلى "قرية كونية".