لا تزال واقعة مقتل الشاب محمود البنا، والمعروف إعلاميًا باسم شهم المنوفية، الذي قُتل الخميس الماضي، صادمة للشعب المصري، إذ يوصل رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى اليوم ، تدشين الوسوم "الهاشتاجات" التي تطالب بحقه، وآخرها "إعدام راجح حق محمود البنا فين". قاتل محمود البنا هو شاب في نفسه عمره تقريبًا، ويُدعى محمد راجح، قام بتنفيذ جريمته بعد معاتبة البنا له على مغازلة إحدى الفتيات في الشارع، وتم التربص له وطعنه في الشارع بمركز تلا، بمساعدة شابين آخرين. طعن راجح لمحمود البنا بأكثر من طعنه حتى وفاته، يشير إلى أن هناك حالة من الإصرار لديه على قتله، الأمر الذي يثير تساؤلًا حول الدوافع النفسية والاجتماعية التي تؤدي لإقبال شاب في هذا السن الصغير لتطور الموضوع في ذهنه والوصول إلى حل القتل للرد عليه؟ وهو ما يجيب عنه خبراء النفس والإجتماع في هذا التقرير.. الدكتور عبدالحميد زيد، رئيس قسم الاجتماع، جامعة الفيوم، قال إننا بصدد تحول في القيم المحورية التي تربى عليها الأجيال السابقة، حيث أصبح السلوك الإنساني غريب، فلا يوجد له القيم أو المعايير التي تحدد المسموح به والمرغوب فيه والمرغوب عنه، وأضاف في تصريح خاص ل "بوابة الوفد"، لم يعد هناك قواعد، بل أصبحت حالة من الفوضى المنتشرة في التربية سواء في الأسرة او المدرسة، حيث لم تعد تؤدي المؤسسات الوسيطة في عملية التربية أدواها بالشكل المطلوب. وتابع، أصبح الانسان يفعل ما يحلو له ولا يخشي الرادع، لأن العدالة ليست عادلة أو ناجزة، وبالتالي مبدأ الثواب والعقاب غير موجود في ذهن مرتكبي الجريمة، مؤكدًا على حاجتنا لرؤية مختلفة لإعادة مفهوم التربية. قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن إصرار شاب في سن صغير على قتل آخر في نفس عمره تقريبًا، كما حدث مع الشاب محمود البنا وطعنه، لابد وأن تكون نفسيته مضطربة وغير سوية، وليس لديه مشاعر ولا إحساس وشخصيته مضادة للمجتمع وسلبي. وتابع في تصريح خاص ل "بوابة الوفد"، أن هذه النفسية المضطربة تكون نتيجة للإعلام والأفلام الفاسدة، لأنه يرى أنهم يفعلون ذلك في الأفلام، ومن يقوم بهذا الدور يكون مُسيطرًا ومحبوبًا والجميع يلتف حوله خاصة البنات. وقالت الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذ الاجتماع بأداب المنوفية، أن الدوافع التي تدفع شاب في سن صغير لارتكاب جريمة مثل القتل، ترجع إلى كونه في مرحلة المراهقة، التي يكون فيها منافسة وحقد لدى البعض من أقرانهم في نفس المرحلة العمرية، لكي يثبت نفسه وأنه الأقوى. وأضافت في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن العنف الذي تروج له بعض الأفلام السينمائية في المجتمع قد يكون عامل آخر لارتكاب الجريمة، حيث أصبحنا نجد الشباب يذهبون إلى المدرسة ومعهم المطاوي والأسلحة. وأكدت أن التربية عليها عامل كبير، وإذ لم تحسن الأسرة تربية الابن قد تكون النهاية بارتكابه جريمة وكذلك تعاطي المخدرات قد يؤدي إلى ذلك، مشيرة إلى قتل شاب لمحمود البنا والمعروف إعلاميا ب "شهم المنوفية"، بأنه القاتل ربما كان تحت تأثير المخدرات.