تحذيرات خبراء ومخاوف مزارعين حول انتشار دودة الحشد فى مصر وذلك بعد إعلان دخولها فى شهر مايو الماضى، وتأتى تلك المخاوف بسبب عدم اتخاذ إجراءات فعلية لمواجهة تلك الحشرة الفتاكة. حذر الدكتور محمد على فهيم الخبير الزراعى من انتشار دودة الحشد فى مصر، موضحا أن تلك الحشرة دخلت قارة أفريقيا فى يناير 2016، وهاجمت دول القارة من الجنوب والغرب واتجهت شمالًا، حتى وصلت لحدود مصر الجنوبية. مشيرًا إلى أن هناك تقليلاً من أهمية وجود هذه الآفة فى الأراضى المصرية وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا فالبيئة الزراعية المصرية «خصبة» جدا، ومستقبِل جيد للتحديات سواء حشرة أو مرض لأنها بيئة للأسف يحكمها العشوائية والفردية وسط غياب تام للمؤسسات سواء العلمية أو البحثية أو التنفيذية عن الوضع الراهن، مما يسبب حالة متزايدة من الضعف والهشاشة تجاه أى تحد ولعل ما يفعله المناخ بالزراعة المصرية خير دليل. أضاف أن هذه الآفة هى آفة «غازية» عابرة الحدود شرسة لها خصائص ايكولوجية غير مفهومة حتى الآن، وسلوك مجهول فى كيفية الانتقال والانتشار، موضحا أن كل المجهودات المعلن عنها لمحاربتها غير كافية. وأوضح أنه لمثل هذا النوع من الآفات يجب أن يكون له معاملة مختلفة فى الغالب تكون فى إطار استراتيجية «للتبع والسيطرة» وتكون فى إطار قومى وليس مناطقى محلى ويكون لها برنامج متكامل لإدارتها على مستوى الخريطة ككل. مشيرًا إلى أنه لكن للأسف لا توجد مثل هذه الاستراتيجية أو خطتها التنفيذية. محذرًا من ظهورها فى المحافظات تباعًا من اتجاه الجنوب ونحو الشمال وستختفى عن الأبصار وقتا من الزمن لانها تبنى «أول» جيل متأقلم بيئيًا فى مصر، ثم تبدأ فى الانتشار. وطالب «فهيم» بوضع خطة تنفيذية لكيفية «إدارة» هذه الآفة لمنع تفاقم انتشارها فى البيئة الزراعية المصرية تشمل الخطة إعداد ملف قوى وعلمى «لتحليل مخاطر الآفة». وذلك بالتعريف الدقيق للآفة يشمل توصيفها شكليًا وبيولوجيا وايكولوجيًا وتقدير أضرارها المحصولية والزراعية والاقتصادية. كما أنه يجب دراسة سلوك هجرتها وطرز انتقالها وتحركها بين الدول وداخل المناطق الزراعية. فضلا عن معرفة حدودها المناخية الحرجة وطرز تفضيلها للعوائل النباتية. موضحا ضرورة رسم خريطة ايكولوجية مناخية متطابقة مع التراكيب المحصولية القائمة والتنبؤ بالنقاط «الساخنة» للحشرة، وتحديد أولويات وسائل وطرق السيطرة على الآفة فى المدى القصير والمتوسط والطويل. وقال حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب الفلاحين أننا نحتاج جيش من طائرات «درونز» المسيرة استعدادًا لمحاربة الوحش الذى يلتهم أكثر من 80 نوعا من المحاصيل أغلبها يزرع فى مصر، لافتًا إلى أنه وبرغم رصد دودة الحشد الخريفية منذ شهر مايو الماضى بمصر فى ثلاث محافظات فقط وهم أسوان والأقصر وقنا إلا أن سرعة طيران هذه الحشرة والتى يمكن أن تقطع ما يصل إلى 100 كلم فى الليلة الواحدة، وقدرتها على الهجرة لمسافات طويلة. وتوالدها بشكل كبير حيث يمكن لليرقة خلال حياتها أن تضع ما يقرب من ألف بيضة يجعلنا نشعر بالقلق. وأشار عبدالرحمن إلى أنه وللخطورة الشديدة التى تشكلها دودة الحشد الخريفية من آثار مدمرة على الأمن الغذائى وتتسبب انتشارها فى خسائر اقتصادية فادحة. فإن خطة مكافحة دودة الحشد الخريفية فى مصر والتى تعتمد على كفاءة إدارة الحشرة والسيطرة عليها، من خلال عدد من الآليات منها إعلام المزارعين ورفع الوعى العام لكيفية التعرف على الحشرة ومظاهر الضرر فى الحقل من خلال عمليات التقصى وتقدير التعداد على المحصول وأخذ قرار استخدام المبيد من عدمه، قد لا تكون كافية وليست بقدر خطورة هذه الحشرة. وأضاف «أبوصدام» أنه وبعد نجاح الصين فى القضاء على دودة الحشد الخريفية باستخدام أجهزة ذاتية التحكم المجهزة بمبيدات حشرية منخفضة السمية بمعدل إبادة وصل إلى 98% بعدما فشلت طرق الرش التقليدية لبطء تحركها نسبيا مع سرعة انتشار الحشرة. وعلينا التفكير جديًا فى إنشاء جيش من هذه الطائرات المعروفه (درونز) استعدادًا لابادة هذه الحشرة وغيرها من الحشرات الضارة فى حالة غزوها مصر. إلا أن الطائرات «بدون طيار» يمكنها أن تعمل بأمان بعد غروب الشمس حيث تنشط هذه الحشرات بالإضافة إلى ضرورة سفر بعد الباحثين والعلماء للقارة الأمريكية أصل ظهور هذه الحشرة للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم فى مكافحة هذا الوحش مع الأخذ فى الاعتبار الفرق فى البيئة بين مصر والدول التى ظهرت فيها هذه الحشرات المدمرة. قال الدكتور محمد عبدالمجيد رئيس لجنة المبيدات بوزارة الزراعة أن خطة مكافحة دودة الحشد الخريفية فى مصر تعتمد على كفاءة إدارة الحشرة والسيطرة عليها، من خلال عدد من الآليات منها إعلام المزارعين ورفع الوعى العام لكيفية التعرف على الحشرة ومظاهر الضرر فى الحقل من خلال عمليات التقصى وتقدير التعداد على المحصول وأخذ قرار استخدام المبيد من عدمه بحيث يتم استخدام مبيد ذى سمية منخفضة وذى أثر باق منخفض وثبات بيئى ضعيف. وشدد «عبدالمجيد»، على أن أساسيات الإدارة المتكاملة لدودة الحشد الخريفية هو الحد من مخاطرها الاقتصادية اعتمادًا على ايقاف التزايد فى تعداد الآفة باستخدام تقنيات تعمل على خفض الضرر للبيئة ومنها الإنسان، موضحًا أن أهداف منظومة الإدارة المتكاملة للآفات يعتمد على منع أو تجنب الإصابة بالآفة من خلال المكافحة الزراعية ومقاومة العائل النباتى والمكافحة الحيوية، وتنفيذ برنامج رصد دورى لمتابعة الإصابة عند حدوثها، وخفض الإصابة باستخدام توليفة من المكافحة الحيوية أو الطبيعية مع استخدام المبيدات الآمنة عند الضرورة، وخفض كمية وسمية المبيدات الكيميائية المستخدمة للوصول إلى مكافحة مقبولة للآفة.