بدأ يومه عقب ظهور الخيط الأبيض كل صباح، ليسير بخطوات حثيثة، نحو وجهته الثابتة وعالمه الخاص يتعثر فى طريقه من الحشائش المتربة، وقطرات الندى، وقطع الطين، فيرفع ذيل جلبابه لأعلى، ويهمهم بكلمات وأدعية اعتاد على ذكرها منذ صغره: «يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم»..حياة هادئة ، لا يعكر صفوها إلا ارتفاع أسعار التقاوى والأسمدة، والأيدى العاملة، وسعر التوريد الرسمى للمحاصيل.،وبينما تخصص مصر يوما فى العام، للاحتفال بعيد الفلاح، يوم 9 سبتمبر (أيلول)، فإن الغالبية العظمى منهم يحتفلون بعيدهم وهم «يجمعون» القطن، أو يروُون الأرز، والذرة، وبقية المحاصيل الصيفية. ربما لا يدرون به أصلا، أو لديهم اهتمام لمتابعته، كل ما يعنيهم خدمة الأرض وتحقيق هامش ربح يعوض جهدهم وعرقهم، بعد بيع المحصول. قال « عمرو محمد » احد مزارعى الاسكندرية - ارتفاع أسعار الإيجارات للأراضى الزراعية وكذلك ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج من أسمدة وبذور وتقاوى ومبيدات وخلافه،ناهيك عن ارتفاع أسعار الوقود ،وهو عنصر هام فى كل مشتملات الزراعة،وخاصة فى الأراضى الصحراوية أو المستصلحة وبعد كل ذلك تدنى مساحة زراعات عدد من المحاصيل ،التى كانت تعطى مبالغ مالية فى وقت معين،مثل القطن والقصب والأرز والفول وغيرها والآن يتم زراعة المحاصيل التصديرية أو التسويقية مثال الخضار والفاكهة،والتى تتكلف كثيراً فى زراعتها ورعايتها والعناية بها،ولكن أى ضرر يصيبها أو تعرضها للإصابة بالآفات، يقضى على الفلاح أو المزارع نتيجة الخسائر الفادحة التى يتعرض لها. وأضاف السيد على : الزراعة لم تعد تدر ربحًا مثل سابق عهودها « الان الفلاح والمزارع حاله يصعب على الكافر » عمل طول اليوم و بلا إجازات على مدار الموسم و فى النهاية تطحنه المستلزمات الزراعية وأغلب المزارعين هجروا الأرض بسبب الخسائر التى يتعرضوا لها. وفى سياق متصل قال يوسف أحمد، عما يعانيه مزارعى وسكان قرى أبيس، مشيرا الى ضعف محصول القمح لهذا العام بالمقارنة بالاعوام السابقة مبينا ان المسئول عن ذلك وزارة الزراعة واوضح التقاوى التى نحصل عليها من الجمعيات الزراعية بها صدأ القمح ومسرطنة وسعر شيكارة الكيماوى بالجمعية 175 جنيها وفى السوق السوداء 300 جنيه ولعدم اكتفاء احتياجاتنا من الجمعية نلجأ الى السوق السوداء والكيماوى والتقاوى فى السوق السودا غير معروف مصدرها ولا جودتها وبالطبع يدفع الفلاح ثمنا لذلك من انتاجية المحصول من جانبه أكد الدكتور احمد عبيد خبير الاقتصاد الزراعى - أن هناك ثلاثة محاور رئيسة تواجه الزراعة فى الوقت الراهن. أولًا : مشكلة "الفلاح" الذى يُعد عمود العملية الإنتاجية للزراعة، مؤكدًا غياب الاهتمام الحقيقى للفلاحين الذين يقومون بالإنتاج الزراعى فى الأراضى القديمة فى الوادى والدلتا، الأمر الذى يؤثر على نمط الإنتاج الزراعي، واصفًا إياه "بالنمط المتخلف" كون أن الفلاح الذى يمتلك أقل من فدان يطلب منه إنتاج حديث، لافتا إلى أن أكثر من 80% من الفلاحين لا يمتلكون أكثر من فدان فى الأراضى القديمة ، بالإضافة لمشكلات الصرف الصحى وخلافة، خاصة أن المناطق الريفية تفتقر البنية الأساسية. ثانيًا: تدهور الجدارة الإنتاجية "الموارد الطبيعية" من أخطر المشكلات التى تواجه الزراعة، منها التعدى على الأراضى الزراعية خاصة أن معدلات تدهور الزراعة ارتفعت بشكل كبير عقب ثورة 25 يناير، مشيرًا إلى أن جودة الأراضى اختلفت كثيرًا بعد الإزالة التى تمت. وأشار إلى أن مشروع "الصرف المغطى"، العمل به يكاد يكون متوقفًا والمساحة المستهلكة ضعيفة، الأمر الذى يساعد فى إهدار كميات كبيرة من المياه، بالإضافة لضعف الجدارة الإنتاجية للتربة، إلى جانب توقف مشروع "تطهير الترع والمصارف"، وعدم الإفصاح عنه فى الوزارة واتجاههم فى الحديث عن المشروعات الجديدة فقط، مؤكدًا أن هذا المشروع يحافظ على أجود أنواع الأرض. وطالب « عبيد » بضرورة الاهتمام بالفلاح كعنصر أساسى من عمليات التنمية، والعمود الفقرى للزراعة، موضحًا أن الاهتمام بالمشاريع الجديدة مثل المليون ونصف الفدان وخلافه ليس محاصيل غذائية خاصة المحاصيل الإستراتيجية مثل: القطن، الأرز، القصب، والذرة، من إنتاج الأراضى القديمة. « الفلاحة السكندرية » الفلاحة المصرية تشكل أكثر من 10% من المواطنين وتمثل 30% من الطاقة العاملة بشكل عام و84%من جحم العمالة الزراعية وتقوم بانتاج40%من الحاصلات الزراعية بالاضافة الى دورها فى الانتاج الحيوانى ويمثل نحو 40%. وتجمع الدراسات على أن 70% لا يحصلن على اجرهن و30% فقط يحصلن على 10% فقط من الاجر وهذ الاجر ينفق فى الاعالة للاسرة فتعول 59% من العاملات الزراعيات أولادهن و25%تعلن اباءهن وامهاتهن و14% يعلن اخواتهن. وقالت نعمة محمد - مزارعة : تحصل العاملة الزراعية على اجريتراوح بين 20و50 جنيها فى اليوم وتصل ساعات العمل الى 12 ساعة فى اليوم اما فى محيط القرية او خارجها واحيانا تتعرض العاملة الزراعية خاصة تلك التى تعمل فى المزارع الاستثمارية الى التحرش اللفظى والجنسى واحيانا لاغتصاب والتهديد بالطرد فى حالة عدم الاستجابة وتتعرض المراة الريفية احيانا للموت سحقا على الاسفلت أو غرقا. وأضافت هيام منعم – فلاحة - انا طالبة بالفرقة الاولى بإحدى الجامعات ورغم ذلك لم اهمل عملى كفلاحة لمساعدة اسرتى بعد وفاة والدى وتحديت عواقب كثيرة لاكمال دراستى ولكن للاسف نحن نعانى أن اغلب المنظمات النسائية لا تهتم الا بالصفوة النسائية وبعيدة تماما عن قضايا المرأة الفقيرة مشيرة الى ان: نحن الفلاحات الفقيرات نتعرض لأضعاف الهموم ،الهم الاول:تدنى الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية التى يعيشها الفلاح المصرى عموما سواء رجلا او امراة اما الهم الثانى المعاناة التى تعيشها الفلاحة المصرية كونها امراة حيث تتعرض للاستغلال والقهر. قال حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب الفلاحين: أهم مطالب الفلاحين هى تفعيل قانون الزراعات التعاقدية لضمان تسويق المحاصيل الزراعية المختلفة، ووضع ضوابط لاستيراد المحاصيل المنافِسة من الخارج لحماية المنتجات الزراعية من تدهور الأسعار، وإنشاء صندوق تكافل زراعى لحماية المزارعين وتعويضهم حال تعرضهم لكوارث طبيعية، مثل الآفات والسيول والحرائق، وتعديل جميع القوانين والتشريعات الزراعية لتواكب التغيرات الحديثة والجديدة. وأضاف أبوصدام أنّ أهم طلبات الفلاحين والمهتمين بالشأن الزراعي، إعادة هيكلة وزاره الزراعة واستصلاح الأراضي، وتغيير التركيبة المحصولية تبعا للاحتياجات المحلية والسوق الدولية الحالية، فضلا عن سرعة الانتهاء من تقنين الأراضى الزراعية لواضعى اليد وتسيير الإجراءات لهم.،وتابع نقيب الفلاحين أنّ مطالب الفلاحين، تتمثل فى الحفاظ على الأراضى الزراعية وزيادتها وتجريم الاعتداء عليها بأى صورة وشراء المحاصيل الأساسية من الفلاحين، بهامش ربح تطبيقا للمادة 29 من الدستور، فضلا عن الإفراج عن الغارمين والغارمات من الفلاحين فى عيدهم ال67.الاسكندرية : شيرين طاهر