خطاب تاريخي، جاء ليؤكد الحضور المصري في العالم، ويثبت الرؤية المصرية تجاه القضايا الدولية في ضوء السياسة الخارجية المحايدة التي تنتهجها الدولة المصرية لحل قضايا الشرق الاوسط، بل القضايا العالمية التي تواجه العالم أجمع على رأسها الارهاب، إذ ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمة خلال مشاركته في الجمعية العامة للامم المتحدة ال74 بنيويورك. وقال السيسي "يأتى جمعنا هذا العام، في وقت ازدادت فيه جسامة التحديات التي يشهدها العالم، ما يحتم علينا جميعًا أن نفتح نقاشًا معمقًا حول تطوير عملنا تحت مظلة الأممالمتحدة، وإعلاء للقيم السامية التي تم إنشاء المنظمة على أساسها"، تلك الكلمات التي أدلى بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته التي ألقاها أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها ال74 بنيويورك. واستعرض السيسي، كافة القضايا الاقليمية والمحلية التي تؤرق العالم بأسره قائًلا " أن رسالة مصر اليوم تأتى في شكل دعوة للسعى لتحقيق السلام، دعوة للعمل لصالح الإنسانية، دعوة للتعاون والتفاهم المشترك، دعوة لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز وحماية حقوق الإنسان، ودعوة لإدراك أن ذلك هو السبيل الأمثل لما فيه صالح المجتمع الدولي. وفي هذا الصدد، قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها ال 74 هام للغاية نظرًا لانه تناول الاجواء والظروف التي يعيشها العالم المعاصر، إذ يشهد النظام الدولي ضغوطًا بسبب انتشار النزاعات المسلحة والحروب التجارية، فضًلا عن التحديات كالارهاب وغيره التي باتت عابرة للحدود وفي حاجة لدعم ومساندة كل الاطياف الدولية. وأشار حجازي، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، إلى أن الرئيس لأول مرة يتحدث عن قضية ملف سد النهضة أمام المجتمع الدولي لكي يحمله مسؤوليته لايجاد حل يرضي جميع الاطراف، مؤكدًا أن الرئيس حرص على أن يؤكد على أزلية العلاقة مع دول حوض النيل، وأن مصر تتفهم حق إثيوبيا في التنمية وحقها في الحياة، والمجتمع الدولي عليه أن يسعى من أجل إرضاء الاطراف. وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الرئيس تناول الازمات المزمنة والموروثة التي تعاني منها المنطقة ولاسيما القضية الفلسطينية وضرورة البحث عن حل عادل وشرعي لاقامة دولة فلسطين عاصمتها القدسالشرقية، مؤكدًا أن العرب منفتحون أمام سلام شامل وعادل وأن مبادرة السلام العربية متاحة والفرصة سانحة أمام الشرق الاوسط لاعادة الاستقرار للمنطقة والمنظومة الدولية. وذكر حجازي، أن الرئيس تحدث بشكل واضح وصريح عن القضايا التي تهم العرب وإفريقيا و المساعي التي يجب أن توجه لتحقيق السلام وكذلك الدعوة الى التعاون والتفاهم والتنمية المستدامة واحترام حقوق الشعوب بما يخدم صالح المجتمع الدولي، وأن إفريقيا نجحت في فرض حلول إفريقية لتحقيق التألف والتفاهم بين أبناء الوطن الواحد في السودان لإدارة المرحلة الانتقالية. واختتم حجازي حديثه قائًلا" الرئيس تحدث عن الإرهاب بإعتباره "أخطر تحديات العصر" ودعوته الى نهج شامل لمواجهة كافة التنظيمات الإرهابية دون استثناء ودعم قرارات مجلس الأمن التي تقف ضد اللذين يوفرون ملاذات ومنابر إعلامية وتسهيل انتقال الإرهابيين وسفرهم وتمويل تلك الجماعات، فضلاً عن تأكيده استعداد مصر لتكثيف نشاطها مع الاممالمتحدة تطبيقًا للقرار 2354 الذي يوفر إطار دولي شامل لمواجهة خطاب الإرهاب والكراهية وأن هذا القرار تم تبنيه بمبادرة مصرية واعلاء قيم التسامح. ووصف الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة ىالامريكية، خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها ال74 بأنه متوازن وجيد، وأنه جاء شاملا لكافة القضايا العربية في ضوء السياسة الخارجية المصرية. وأكد فهمي، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أن الرئيس لاول مرة يتناول قضية سد النهضة أمام المجتمع الدولي بإعتباره ملف مهم للغاية وأنه بالنسبة لمصر حياة، مما يؤكد خطورة الموقف، وتذكير للعالم لما تقوم به إثيوبيا، وتعثر المفاوضات، فضًلا عن أن الرئيس استعرض القضية الفلسطينية وضرورة إيجاد حل عادل وشامل وإقامة دولة فلسطين عاصمتها القدسالشرقية، فضًلا عن اعلاء مصالح الشعوب الافريقية من خلال إعادة الاعمار والتنمية. وأوضح أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية، أن السيسي دعا المجتمع الدولي بتشكيل منظومة قوية لمكافحة الإرهاب ومعاقبة الدول الراعية له سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو المالي، فضًلا عن رفع السودان من قوائم الارهاب في ظل ما تشهده من تطورات انتقالية، لافتًا إلى أن مصر دائمًا ما تدعو للسلام وإعلاء قيم التسامح، وذلك في إطار القرار رقم 2354 الذي يوفر إطار دولي شامل لمواجهة خطاب الإرهاب والكراهية. ورأى الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي عن سد النهضة لاول مرة أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها ال74 المنعقدة بنيويورك يعد تمهيد لخطوات رسمية لعرض القضية على المؤسسات الدولية ولاسيما مجلس الامن. وأضاف شراقي، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أن تصريحات الرئيس أظهرت تعثر المفاوضات، وأنه لاتوجد دراسات هندسية لآثار السد على دول المصب، مما يؤكد مراوغة إثيوبيا في التوصل لحلول لهذه القضية. ونوه أستاذ الموراد المائية بجامعة القاهرة، إلى أن خطاب الرئيس تضمن كافة القضايا الاقليمية التي تؤرق العالم، وضرورة مكافحة الارهاب، وتمثيل القارة الأفريقية بمجلس الامن لتحقيق التمثيل العادل، مؤكدًا أن الرئيس استعرض قضايا العرب بأكملها.