الرهان علي وعي المصريين هو المخرج الآمن من أزمة «24 أغسطس» لتجنب البلاد أعمال عنف وشغب وتخريب خطيرة تخطط لها عناصر مندسة في مظاهرات اليوم، عندما تقول وزارة الداخلية أن عناصر تكفيرية قد تهرب من سيناء بعد محاصرتها من خلال العمليات التي تقوم بها أجهزة الامن والقوات المسلحة لتطهير سيناء من البؤر الارهابية، وقامت الوزارة بتوزيع نشرات بهذه العناصر علي مديريات الأمن في جميع محافظات مصر، فلابد أن يكون المصريون علي وعي تام بخطورة هذه العناصر واستغلالها لمظاهرات اليوم للقيام بأعمال تخريبية تستهدف منشآت عامة أو خاصة لإحداث فتنة داخل البلاد، وقد حدث شيء مشابه لذلك في أحداث ثورة 25 يناير واشارت أصابع الاتهام إلي اعضاء من منظمة حماس هربوا من السجون اثناء احداث الثورة، كما تورطت عناصر اجنبية في احداث التحرير وتم ضبط بعضهم. اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية اعلن استعداده للتحديات الامنية وضرب البؤر الاجرامية ووصف العمليات التي تقوم بها القوات المسلحة واجهزة وزارة الداخلية في سيناء بأنها مهمة مقدسة، ودعا رجال الامن إلي الضرب بيد من حديد علي من تسول له نفسه العبث بالأمن، والوقوف علي قلب رجل واحد لبث الأمن والطمأنينة في نفوس المواطنين، وأجد أن جميع المواطنين بمختلف توجهاتهم السياسية مطالبون بالوقوف علي قلب رجل واحد اليوم لبعث رسالة متحضرة من ارض الواقع إلي العالم تؤكد أن الديمقراطية وحرية التعبير لا تعني التخريب والاعتداء علي المنشآت.. وأن حرية التظاهر السلمي مكفولة للجميع في أي وقت وفي أي مكان بشرط ألا تتجاوز الخطوط الحمراء في التخريب والفوضي. إن رئاسة الجمهورية أكدت دعمها لحق التظاهر السلمي، ودعت وزارة الداخلية إلي حماية المظاهرات الملتزمة بالقانون، كما أكدت الداخلية إيمانها بحماية حرية الرأي والتعبير السلمي وفقاً للدستور، ومواجهة أي خروج عن القانون، اذن الحفاظ علي ثمرات الحرية هي مسئولية المتظاهرين، من حق القوي السياسية التي قررت الخروج في مظاهرات اليوم طرح مطالبها، ومن واجب مؤسسة الرئاسة النظر في المطالب المشروعة والعمل علي تلبيتها، اننا نرفض الخروج علي الرئيس أو الانقلاب عليه، ان استكمال الرئيس مدته الدستورية ضرورة في هذه المرحلة الحرجة، وإذا رأت القوي السياسية المعارضة له ضرورة التغيير فإنه يكون عن طريق صندوق الانتخابات وليس بالانقلابات. وفي المقابل إذا كنا نرفض الخروج عن الشرعية في مظاهرات اليوم التي نريدها أن تكون متحضرة، ومعبرة عن مطالب تخدم فئات الشعب في رفع مستواها المعيشي وتخدم الاقتصاد القومي، وترفع مستوي الحوار السياسي، فإننا في نفس الوقت نرفض سخرية قيادات التيارات الدينية من القوي السياسية المشاركة في هذه المظاهرات وعدم التربص بها وتصيد الاخطاء لها، فليس مهما من الذي خطط او دعا لهذه المظاهرات أو من الذي شارك فيها من القوي السياسية، المهم ان المظاهرات السلمية حق دستوري للقائمين بها، وأي خروج عن السلمية هو مسئولية الامن الذي يتصدي له. إن التراشق بين القوي السياسية ليس مطلوباً الآن، احترام حق التظاهر السلمي، وحماية المتظاهرين هو المخرج من أزمة اليوم، وأي مواجهة بين القوي السياسية علي طريقة المظاهرات والمظاهرات المضادة سيؤدي إلي نتائج غير مأمونة.