يعد اليوم الثلاثاء 21 أغسطس الذكرى الثالثة والأربعين على نكبة المسلمين لإحراق المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين، والتى تعد واحدة من أبشع الجرائم ضد الانسانية، التى يرتكبها الكيان الصهيونى، ففي مثل هذا اليوم يتذكر المسلمون الجريمة النكراء التي ارتكبت ضد الأقصى المبارك، والنيران التي أضرمتها في جنباته يد التطرف والحقد والكراهية. حيث أقدم اليهودي المتطرف الأسترالى "دنيس مايكل"وبدعم من العصابات اليهودية على إشعال النار في الجناح الشرقي للمسجد الأقصى، حيث أتت النيران على كامل محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، كما هدد الحريق قبة المسجد الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة، كما أتت النيران الملتهبة في ذلك الوقت على مسجد عمر بن الخطاب ومحراب زكريا ومقام الأربعين وثلاثة أروقة ممتدة من الجنوب شمالاً داخل المسجد الأقصى، حيث كان يمثل المسجد ذكرى دخول عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مدينة القدس وفتحها. كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والجدران الجنوبية، وتحطمت 48 نافدة في المسجد مصنوعة من الجص والزجاج الملون، واحترقت الكثير من الزخارف والآيات القرآنية، وبلغت المساحة المحترقة من المسجد الأقصى أكثر من ثلث مساحته الإجمالية، حيث احترق ما يزيد على 1500م من المساحة الأصلية البالغة 4400م، واستطاع الفلسطينيون آنذاك إنقاذ ما تبقى في المسجد الأقصى قبل أن تجهز عليه النيران، بعد أن هرعت مركبات الإطفاء من مدن الخليل، وبيت لحم ومناطق مختلفة من الضفة والبلديات العربية لإنقاذ الأقصى، رغم محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعها من ذلك، وقطعها المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد يوم الحريق، وتعمدت مركبات الإطفاء التابعة لبلدية الاحتلال بالقدس التأخر، حتى لا تشارك في إطفاء الحريق. وقد فجرت هذه الجريمة النكراء ثورة غاضبة في أرجاء العالم الإسلامي، ففي اليوم التالي للحريق أدى آلاف المسلمين صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للأقصى المبارك، وعمت المظاهرات القدس بعد ذلك احتجاجًا على هذا الحريق المدبر، والذي كان من تداعياته عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في جدة بالسعودية وكان ذلك بدعوة من مصر والسعودية واندونسيا وباكستان ودول كثيرة احتجاجا على حريق الاقصى. كما أثارت الجريمة ردود فعل عالمية ودولية نددت بهذا الإجرام، وهو ما دعا مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قراره رقم (271)، والذي أدان الاحتلال لتدنيسه المسجد، ودعا سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى إلغاء جميع التدابير التي من شأنها المساس بوضعية المدينة المقدسة. وتأتى ذكرى إحراق الأقصى المبارك هذا العام في ظل حرب شرسة تحاك ضد مدينة القدس بشكل عام، والأقصى بشكل خاص، بعد مقترح إسرائيلي خطير بتقسيم الصلاة بين المسلمين واليهود في الأقصى المبارك، وهو المقترح الذي ستكون له تبعات وآثار كارثية على مصير الأقصى. ولتؤكد أن مدينة القدس بمقدساتها ستظل عربية وإسلامية الهوية مهما حاولت سلطات الاحتلال تغيير معالم المدينة المقدسة وتوطين آلاف اليهود فيها. شاهد الفيديو: