كغيرها من الطقوس القبطية الكثيرة تحرض الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي تتمتع بمذاق مصري أصيل يجعلها متفرده عن غيرها من الكنائس التابعة للعقيدة الارثوذكسية خارج مصر، فربط الكنيسة المصرية بالحضارة الفرعونية جعلت منها خصوصية فريده لم تتمثل عبر طقوسها وتقاليدها الخاصة في الصلوات والإحتفالات ، بل باتت واضحة المعالم من خلال طرق الإحتفال الممتعة والخاصة بالكنيسة المصرية فقط. ومع بذوغ الساعات الأولى وشروق شمس اليوم الخميس 1سبتمبر، فتحت الكنائس القبطية الارثوذكسية أبوابها لإقامة القداسات الإلهية الإحتفالية والتي تخللت تمجيد الشهداء الأقباط ، ولعل لهذا العيد صله كبيرة بالحضارة المصرية التي تعتبر هذا اليوم الموافق 1 توت بالحضارة الفرعونية والقبطية معًا، ذلك بالإضافة إلى المعالم التاريخية الذي اكتسبها هذا التاريخ حتى جعل من عيد النيروز رمزًا تاريخيًا قبطيًا خاصًا بجانب الصلة الفرعونية. ويعود احتفال الكنيسة القبطية بعيد النيروز إلى عصر الإمبراطور الروماني دقلديانوس وهو أظلم عصور الاضطهاد التي مرت بها المسيحية، فقد تحولت سياسته ضد المسيحيين في أواخر حكمه، بعدما أصدر أربعة مراسيم فيما بين سنتي "305-305م"، تحث على اضطهادهم، وقد تخللت تلك المراسيم حرق الأناجيل والكتب الدينية ومنع المسيحيين من التجمع وهدم الكنائس. ويرتبط "عيد النيروز" بتناول فاكهة الجوافة والبلح، ولعل لتناول هاتين سر قبطي عظيم وقد تبلو هذا السر عبر كلمات ترنيمة "يابلح لونك أحمر، دم غزير روى أرضنا رى، دم كريم دم الشهداء، يابلح قلبك أبيض زى قلب نظيف بيضوى ضوى قلب جرئ قلب الشهداء، يابلح بذرك ناشف زى الإيمان الصلب الحى" يتردد هذا اللحن خلال احتفالات عيد النيروز بالكنائس القبطية الأرثوذكسية وتحرص الكنيسة على توزيع أكياس البلح والجوافة وهى عادة موجود منذ القدم داخل اسراب الكنائس المصرية. ويتخذ البلح الأحمر رمز معنوي وهو دماء الشهداء الذين رحلوا خلال فترات الظلام والاضطهاد، كما يتمثل اللون الأبيض من الداخل إلى نفوس وقلوب هؤلاء الأبرياء الذين راحوا دون ذنب يقترف، أما عن صلابة النواه فهو خير مثال يتخده أتباع الكنيسة القبطية إلى صلابة الشهداء ضد الاضطهاد وقوة عزم من اختاروا الموت على تغير مبادئهم وإيمانهم. أما عن فاكهة "الجوافة" فيكمن سر تناولها في لونها الأبيض من الداخل والذي تعتبره الكنيسة الفبطية رمز على سيرة الشهداء العطرة النقية، كما يرمز بذورها الكثيره من الداخل إلى كثرة عدد الشهداء المسيحيين، ذلك بالإضافة إلى ان أبناء الكنيسة المصرية قديمًا اعتبروا فاكهة الجوافة معبره عن المسيح حيث يظهر الصليب داخلها عندما تقطع من المنتصف. هكذا كانت تربط الكنيسة المصرية جميع الأحداث والإحتفالأت بالطبيعة وكل شئ من حولها لعلها لهذا التصرف إحياء لجميع العادات والتقاليد المصرية القبطية القديمة إلى الأن، ولعل بهذا الفعل تشابه مع الحضارة الفرعونية حفظ تاريخها من خلال الطبيعة والتدون بربط الرموز بكل ما حولها من فواكهه ومعالم ومظاهر طبيعية، وهذا ما ربط هذا الاحتفال بالحضارة الفرعونية التي كانت تحتفل في هذا اليوم بأولى أيام العام المصري القديم.