الصومال بلد مسلم يسكن في منطقة القرن الأفريقي، وقد دخل الاسلام الصومال منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعدد المسلمين في الصومال 10 ملايين نسمة مسلمون مائة في المائة ولا توجد فى الصومال أي مذاهب أو ديانة أخري . ويعتبر سكان الصومال بصفة عامة من الشعوب العربية التي هاجرت من الجزيرة العربية الي منطقة القرن الأفريقي أو خليط من الشعوب العربية والأفريقية وللتعرف علي عادات وتقاليد الصوماليين في رمضان التقت "الوفد" مع عبد الله إبراهيم الطالب الصومالي بكلية الإعلام جامعة الأزهر، لمعرفة أحوال المسلمين هناك وكيف يقضون شهر رمضان . صلاة الصيام يقول عبد الله: إن الصوماليين يحضرون لشهر رمضان باهتمام بالغ ويتمسكون بصلاة تسمي صلاة الصيام وتتكون من سبع ركعات يصليها جميع أفراد الأسرة، كما أن كل يوم من أيام شهر رمضان تكون الصلاة في أحد البيوت، وبعد صلاة الصيام يصلون ثلاث ركعات تسمي صلاة الهداية، والمقصود هداية كل عاصي أو كل مضل أو كل عاق من المسلمين، كما أن العادة عند أهل الصومال أن يخرج البعض لالتماس هلال رمضان وإذا تأكد لدي البعض ولادة هلال رمضان أعلموا الجهات المختصة بذلك وهي بدورها تعلن ذلك عبر وسائل الاعلام . وعن مساجد الصومال فى رمضان يقول "عبد الله": بعد تناول وجبة الإفطار واستعادة الصائمين لنشاطهم يهرع الجميع الي المساجد رجالا ونساء كبارا وصغارا لأداء صلاة التراويح حيث تصلي في أغلب المساجد عشرين ركعة يتخللها أحيانا كلمة طيبة أو موعظة حسنة وتقال بعض الأذكار أثناء ركعات التراويح (كالتشهد) والاستغفار، وعادة ما يختم القرآن في صلاة التراويح في ليلة السابع والعشرين من رمضان، وفي بعض المساجد تعقد كثير من دروس العلم وحلقات التلاوة والقرآن بعد صلاة التراويح، وفي بعض المساجد تعقد تلك الدروس والحلقات قبل صلاة العشاء ويتولي هذه الدروس والحلقات أهل العلم من تلك البلاد . ليلة القدر وعن استقبال الصوماليين لليلة القدر قال: إنها تلقى إقبالا حسنا وحضورا طيبا حين يخرج الناس لإحياء هذه الليلة ويمكثون في المساجد حتي مطلع الفجر ثم يؤدون صلاة الفجر في جماعة ويقفلون بعدها عائدين من حيث أتوا، ويقوم الوعاظ بترجمة فورية للقرآن الكريم من اللغة العربية الي اللغة الصومالية . ويقول عبد الله: إنه فى رمضان تكفل كل أسرة طالبا أو اثنين حسب الإمكانات ويتناول الطلاب مع تلك الأسر وجبتي الفطور والسحور وينام هؤلاء الطلبة في الزاوية الصوفية، وتحظي هذه الفئة من الطلبة بتعاطف كبير داخل المجتمع التقليدي الصومالي إذ يعرفون بهيئتهم وهي غالبا فوطة وعمامة وكتاب حتي أن وسائل المواصلات لا تحصل منهم علي رسوم ومعظم هؤلاء الطلبة ينامون في الزوايا الصوفية الملحقة بالمساجد في أغلب الاحيان أو يلجأون الي ضواحي المدن حيث يوجد فيها بيوت متواضعة رخيصة الإيجار ويقيمون فيها علي شكل مجموعات . وتلقى المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان تشددا كبيرا لدي المجتمع الصومالي حتي أن الفئات المسموح لها بالإفطار تتناول طعامها في سرية تامة ولا يجرؤ أي مطعم علي مخالفة ذلك المظهر. طريقة السبع ومن الطقوس الدينية المشهورة في الصومال سهرات قرآنية علي الطريقة الصومالية التقليدية المعروفة (بالسبع) وهي عبارة عن حلقة قرآنية يقيمها من 10- 15 قارئا يتبارك بها الصوماليون ويشارك فيها طلبة العلم وحفظة القرآن حيث يقرأ كل منهم ربعًا من آيات القرآن ويردد جميع المشاركين آخر آية في كل ربع بصورة جماعية ويتم علي هامشها تقديم الطعام للفقراء وطلبة العلم . ويقول عبد الله: إن أفراد جماعة الإخوان المسلمين في الصومال يقومون بأعمال كثيرة مثل الأنشطة التعليمية ودعم المحتاجين وتوفير وجبات إفطار لهم كما أن لهم دورا في تدريس القرآن وعلومه في هذا الشهر فالتيار الاسلامي عموما هو الذي يدير التعليم في الصومال بمراحله المختلفة . وتنفرد الصومال بعادة ليس لها مثيل عند المسلمين عامة وهي حرص العروس المتزوجة حديثا علي زيارة أهل زوجها كأول زيارة تقوم بها بعد الزواج ولابد أن يتم هذا في شهر رمضان حيث تبدأ طقوس هذه الزيارة عندما تخرج العروس من بيتها وهي بكامل زينتها وأغلي عطورها وتلتف حولها صديقاتها يحملن المباخر ويزفون العروس مرددات الأغاني مصحوبة بالموسيقي، ومن العادات الصومالية أيضا الجهر بنية الصيام بعد صلاة المغرب من كل يوم يقولون جماعة (نويت صوم يوم غد أداء فرض رمضان ).