هيمنت الزيارة المفاجأة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على أجواء الاجتماع الثالث والأخير للدول السبع الصناعية، في مدينة بياريتس الفرنسية. وبحسب صحيفة الشرق الأوسط، فإن ظريف توجه الجمعة الماضية إلى باريس لعقد اجتماع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبحث مقترحات الأخير حول إنقاذ المشروع النووي الإيراني، جاءت هذه الدعوة في الوقت الذي يحاول ماكرون لعب دور وسيط بين طهران وواشنطن للخروج أزمة البرنامج النووي. كما التقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان، وممثلين عن ألمانيا وبريطانيا في إطار بحث الاتفاق النووي الموقع في 2015، في حين رفض الرئيس الأمريكي لقائه. وزير الخارجية الإيراني، علق على لقائاته أن "الطريق صعب لكنه يستحق"، بينما أعلنت الرئاسة الفرنسية أن المحادثات كانت إيجابية. ولاتزال الأزمة بين أمريكاوإيران مستمرة، إذ تتهم الأولى بمحاولة رفع نسب تخصيب اليورانيوم لحيازة السلاح النووي وخرق الاتفاق الموقع في 2015، كما وقعت أمريكا عقوبات اقتصادية عدة أهلكت الاقتصاد الإيراني خلال العامين الماضيين، وتصاعد على اثرها الصراع في منطقة الخليج بين الطرفين، ما جعل البعض يتوقع باحتمالية نشوب حرب بين الطرفين. زيارة مفاجأة جائت زيارة وزير الخارجية الفرنسي مفاجأة إلى البيت الأبيض وللرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب ما وصفه أحد المسؤولين في تصريح لوكالة أنباء رويترز. وأوضح، أن "فرنسا لم تبلغ الرئيس الأمريكي بزيارة ظريف وأنه سيكون متواجد على هامش قمة مجموعة السبع". قال المحلل السياسي الإيراني، رضا بارشي زادة، في تصريحات لل"الوفد"، "إن ماكرون يعلم جيدًا حجم الاستثمارات الإيرانية في أروبا ولذلك يسعى جاهدًا للحفاظ على عدم اسقاط النظام الإيراني، ولذلك يقوم بدور الوسيط، مؤكدًا أن ترامب لا يريد أية مفاوضات مع طهران". ورفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقاء وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، مؤكدًا أنه "لم يتفاجئ من الزيارة، موضحًا، "أنه لا يرغب في لقاء ظريف، لأن هذا اللقاء سابق جدًا لأوانه". المحلل السياسي محمد محسن أبو النور، أكد لل"الوفد"، أن الزيارة جائت متوافقة مع سعي ماكرون للوساطة بين البلدين، إلا أن الأكثر صعوبة هو ترتيب اللقاء خاصة وأن ظريف موضوع على قوائم القعوبات الأمريكية". إذ ان الولاياتالمتحدةالأمريكية قررت في ابريل الماضي توقيع عقوبات على وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، تشمل تجميد أصول ومحاولة الحد من رحلاته الدولية". ورغم رفض رئيس الولاياتالمتحدة هذا اللقاء، إلا أن الرئيس الفرنسي أكد أنه يواصل إجراء محادثات مع طهران على مدى الأسابيع القليلة المقبلة لتهدئة التوتر القائم مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. كما صرحت الدول السبع الصناعية أمس برفض امتلاك إيران قنبلة نووية، مع التأكيد على اهتمامهم بالاستقرار والسلام في المنطقة. مفاوضات محتملة قالت المحللة السياسية الأمريكية، إيرينا تسوكرمان في تصريحات خاصة لل"الوفد"، "إن دعوة ماكرون إلى ظريف كانت رسالة صريحة إلى ترامب بسعي فرنسا لإنقاذ الصفقة النووية رغم جهود الرئيس الأمريكي لإخراج إيران منها". ورحب الرئيس الإيراني حسن روحاني بسياسة الحوار لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني، مؤكدًا بضرورة استخدام "أي أداة ممكنة لتنمية وتقدم بلاده". وترى تسوكرمان أنه رغم التوتر بين الطرفين، لكنهما يسعيان إلى "التفاوض كل منهما على طريقته الخاصة". وأوضحت إيرنيا، "سياسة الولاياتالمتحدة تجاه إيران لا يمكن أن تنجح دون دعم الاتحاد الأوروبي، مؤكدة في الوقت ذاته أن إيران لم تستغل الفرص الماضية للتفاوض مع الولاياتالمتحدة". وحول رفض ترامب لقاء وزير الخارجية الإيراني، أوضحت المحللة السياسية، أن أولا إيران لم تستوف الشروط المسبقة للتواجد في هذا الاجتماع مثل وقف الاستفزازات في منطقة الخليج، وإطلاق سراح المواطنيين الأمريكيين، فضلًا عن أن ترامب لم يرد توريط نفسه في اجتماع غير محسوب".