عمري 28 عاما متزوجة وعندي طفل لم يبلغ عامه الأول.. أعمل في أحد معامل التحاليل الطبية, طبيعة عملي تقتضي التواجد طيلة اليوم في غرفة مغلقة مع زميل لي, وذلك تسبب في مشاكل كبري مع زوجي ،الغيور بطبعه، مما عكر صفو حياتنا وحولها إلى شجار دائم, حاول كثيرا منعي من العمل, ولكن ظروفنا الإقتصادية التي تحتاج لمرتبي أجبرتني على الاستمرار في العمل, بالإضافة لاقتناعي أن مكان العمل لا يمكن أن يكون محلا للشبهات وأن زوجي في الأساس غيرته زائدة. ولكن مع قدوم شهر مضان ازدادت المشاكل حدة مع زوجي الذي زاد رفضه لهذا الوضع وهذه الخلوة ،على حد قوله، ولرغبتي في تحري الدقة في كل تصرفاتي إبتغاء مرضاة الله أخشي من تحملي وزر الإختلاء مع زميلي في غرفة مغلقة, أفيدوني؟ هل أرتكب ذنبا بالاستمرار في عملي الذي من الصعب الحصول على غيره خاصة وأن زميلي على خلق ودين ولم أر منه ما يسوء؟ أم أن زوجي وغيرته الزائدة أوهمنتي بذلك؟ عرضة للشبهات يوضح الدكتور شاهين رسلان ،إستشاري الطب النفسي، أن عمل الزوجة في غرفة مغلقة مع زميلها ،بغض النظر عن موقف زوجها، يجعلها عرضة للشبهات, وأن زوجها من الطبيعي أن تتولد لديه مشاعر غيرة عليها لأنها زوجته وعليه الحفاظ عليها وهو ما يجب أن يجعلها سعيدة, مشيرا إلي أن تحملها نفقات المعيشة مع زوجها جعلها تشعر بضعفه ولا تتقبل كلامه, والدليل أنها شعرت بأن الوضع غير طبيعي مع قدوم الشهر الكريم. ويقدم رسلان مجموعة من النصائح لها, لكي تخرج من هذه المشكلة وترضي زوجها.. وذلك إذا كان خيار ترك العمل غير وراد نظرا لظروفهم المادية: - عليها أن تحاول أن تنقل نفسها من القسم وتذهب إلي قسم آخر تكون فيه زميلة وليس زميل. - إذا لم تتمكن عليها أن تحاول فتح الباب, وإن كانت طبيعة العمل لا تسمح عليها زيادة الإضاءة في الغرفة. - وإن وجدت صعوبة فيما سبق عليها أن تضع حدودا في التعامل مع زميلها, وألا تتحدث إليه الإ في أضيق نطاق, وأن لا يشغلها داخل الغرفة سوي عملها فقط, ولا تتطرق إلي أي أحاديث جانبية معه. - أن تكون أكثر التزاما في ملابسها حتي لا تثير أي فتنة من جانب زميلها. - أن تستمع أكثر إلي برامج دينية, وتكثر من التسبيح علي قدر الإمكان لحمايتها من الفتنة, وحتي تتقي الله في زوجها. - وأخيرا عليها أن تعلم أن علاقتها بزوجها لا بد أن تكون علي خير ما يرام ولا تقارن بين زوجها وزميلها حتي لو في داخلها. ويختم رسلان أن السائلة عليها مع اتباع الخطوات السابقة أن تبحث عن عمل آخر, حتي ترضي زوجها, وتبتعد عن الشبهات. حرام شرعا ومن جانبه يؤكد الشيخ أبراهيم أحمد ،أستاذ التفسير بالأزهر، أن عمل السائلة حرام شرعا وعليها تركه فورا لخلوها برجل أجنبي لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم:" لا يخلو رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم ", وقوله:" لا يخلو أحدكم بامرأة إلا والشيطان ثالثهما", مشيرا إلى أن هذا الاختلاط خلاف ما تقضيه الشريعة الإسلامية وأن هناك للأسف ثمة من يحاولون تقبل الفكرة معتبرين إنها شئ من التحضر متناسين حدود الله, وأن الزوج عليه أن يأخذ موقفا صارما مع زوجته حيث، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم" فعلى المرء أن يجنب أهله مواقع الفتن وأسبابها بكل حال". ويضيف أن عمل المرأة وفقا للشريعة الإسلامية يستلزم عدم الاختلاط بالرجال فما الوضع بالنسبة للخلوة فهي فتنة عظيمة يجب الحذر منها, فيجوز للمرأة أن تعمل أو تدرس إذا توفرت جملة من الضوابط.. منها أن يكون هذا العمل مناسبا لطبيعة المرأة متلائما مع تكوينها وخلقتها ، كالتطبيب والتمريض والتدريس والخياطة ونحو ذلك, وأن تكون المرأة في عملها ملتزمة بالحجاب الشرعي, وألا يؤدي لسفرها بدون مَحرم, وألا يكون في خروجها إلى العمل ارتكاب لمُحرَم . ويتابع أنه فى الغزوات الإسلامية كانت السيدات تزاحم الرجال فى الدفاع ونصرة الإسلام وكانت تداوى الجرحى الرجال ، موضحا أن هناك أعمالا لا يقوى عليها الرجال فهى للنساء ولكن وفقا للشريعة الإسلامية, فالدين لا يأخذ كل اختلاط على محمل الحرام وضمير الإنسان هو العامل الفاصل فى الحكم على هذا الأمر .