قالت صحيفة "شيكاغو ترابيون" الأمريكية إن التدهور الأمني الذي تعيشه سيناء يضاعف الضغوط على مهمة قوات حفظ السلام هناك ويهدد وجودها، خاصة أن المكاسب الانتخابية التي حققتها جماعة الإخوان المسلمين بجانب الفراغ الأمني والسياسات الشعبوية في القاهرة وضعت لقوة المتعددة الجنسيات والمراقبون تحت ضغط لم يسبق له مثيل. وأضافت منذ عام 1982 والقوة المتعددة الجنسيات تراقب الالتزام بالترتيبات الأمنية الواردة في معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في سيناء، لكن بعد مرور ثلاث عقود وسقوط نظام الرئيس السابق مبارك والمكاسب الانتخابية التي حصدها الإخوان إلى جانب الفراغ الأمني في سيناء والسياسات الشعبوية في القاهرة وضعت المعاهدة وقوات السلام تحت ضغط لم يسبق له مثيل، ورغم أنه من السابق لأوانه الحديث عن إلغاء معاهدة السلام أو مهمة المراقبين إلا أن تغير الوضع الراهن في مصر والتهديدات الأمنية المتزايدة في سيناء قد زادت من تعقيد مهمة القوة بشكل كبير، وهو ما يمكن أن يترتب عليه في النهاية ضعف الالتزام الدولي تجاه قوة حفظ السلام. وتاعبت رغم أن القوة لم تتعرض لمستوى اعتداء مماثل لما شهدته منظمات حفظ سلام ومراقبة أخرى ك "قوات الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان" إلا أن توجهات المشهد في سيناء لا تبعث على التفاؤل، لقد كانت الهجمات الماضية نادرة الحدوث - في عام 2005 هاجم أحد البدو مركبة تابعة ل"القوة المتعددة الجنسيات" مستخدماً عبوة ناسفة، وبعد مرور عام تم استهداف مركبة أخرى في هجوم انتحاري، وباستثناء هذين الحادثين فقد كانت القوة قادرين على العمل في ظل درجة نسبية من الأمن حتى الآن، وفي الوقت الذي تدهور فيه الأمن بعد مبارك أصبحت سيناء تشكل خطراً متزايداً. وفي خضم هذا الفراغ الأمني يبدو أن تنظيم على غرار القاعدة قد بدأ يترسخ في شبه الجزيرة، ففي أغسطس 2011 أعلنت منظمة غير معروفة حتى الآن تدعى تنظيم "القاعدة في شبه جزيرة سيناء" عن مسؤوليتها عن مهاجمة مركز شرطة العريش، وبعد أربعة أشهر أعلنت جماعة أخرى مقرها سيناء تسمى "أنصار الجهاد" مبايعتها لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. وفي نفس الوقت يرتع رجال القبائل البدوية تحت قيود لا تذكر في ظل غياب السلطة القوية للدولة. ففي شهر مارس، حاصرت مجموعة مسلحة من رجال القبائل معسكر القوة في الجورة لثمانية أيام مطالبين بالإفراج عن سجين بدوي تم حبسه في تفجيرات طابا عام 2004 وشرم الشيخ عام 2005. وفي الشهر الماضي اعترضت مجموعة من البدو طريق مركبة تابعة ل"القوة المتعددة الجنسيات" بين نقطتي تفتيش، ورغم عدم إنزال أي فرد من المركبة إلا أنه كانت هناك احتمالات بتصاعد الموقف.